رواية المشروع العجيب مكتوبة.. الفصل الثامن بعنوان التنكر

رواية المشروع العجيب مكتوبة.. الفصل الثامن بعنوان التنكر

رواية المشروع العجيب مكتوبة التنكر

تسمر الأصدقاء جميعًا في مكانهم لمدة، وقد غشي وجوههم جميعًا ذهول تام، ولم تستطع قدما جاسر على حمله من فرط الفزع الذي انتابه، فتهادى على أقرب مقعد.

ومرت على ذلك عدة دقائق، ساد خلالها الصمت التام، إلى أن قطع وليد الصمت، وهو يتساءل في حيرة وشعور بالخوف:

وما العمل؟ لا يوجد أمامنا سوي إبلاغ المباحث!

انتقض جاسر، وقال متوسلاً، في رجاء ممزوج بالرعب:

لا.. لا يا وليد؛ لو فعلنا ذلك فسيقتلون والدي، فالرجل يتحدث بصوت تغلب عليه الجديّة.

تساءلت لمياء متشكّكة:

ومن يدرينا أنهم قد قاموا باختطاف عمو فهد، وجعلوه رهينة لديهم؟

قال جاسر، وهو يتنهد من فرط الحزن والرعب:

لقد تعمدوا أن يجعلونني اسمع صوته بالفعل، إلا أنه، وبعد مرور نصف ساعة كاملة من التفكير والحيرة التي سادت الجميع، وجعل جاسر خلالها يذرع غرفة المكتب جيئة وذهابًا، وهو ينتظر في لهفة بالغة أي مكالمة تأتي من المختطِف.

فاقترب حمدي من وليد، وهمس قائلاً:

لا يوجد أمامنا سوي مراقبة الرجل؛ فلا وقت أمامنا.

فتساؤل وليد بصوت هامس، في حيرة:

ولكن، قد يصدقوا في كلامهم، ويقتلون عمو فهد.

قال حمدي معترضًا:

إن الرجل يعلم أن المباحث تراقبه، أو على الأقل هو عرف أننا كشفنا سرّه، فكيف يُقْدم الرجل على عملية القتل، فيتعرض للإعدام؟!

واستحسن وليد الفكرة، بَيْدَ أنه قال في حيرة:

التنكر

ولكن، ماذا نفعل مع جاسر، فهو كما تري في حالة بالغة من الرعب؟ فاتفق الصديقان على أن يتحجج حمدي بأن ما معه من نقود نفذ، وأنه مضطر إلى الذهاب إلى مدينة القاهرة ليسحب مبلغًا من رصيده بالبنك، ويعرض عليه وليد أن يصحبه لاحتياجه إلى شراء ملابس من القاهرة. ونجحت الحيلة، ولم يشك أحد من الأصدقاء في هذا الأمر، حيث كانوا مشغولين في انتظار الخطوة القادمة من المجرم.

وعلى الفور، أسرع حمدي، ووجد
إلي حقائبهما وأخرجا منها أدرك التنكر، واضطرا إلى استئجار غرفة بأحد الفنادق المجاورة، وهناك قاما بعملية التنكر. وكان الأمر الذي وضعهما في حرج، أن موظفي الاستقبال في الفندق قد فوجئوا بشخصين آخرين بعد تنكرهما، فاضطرا إلى أن يزعمان أنهما صديقان قد أقبلا لزيارة صديقيهما حمدي ووليد، وغادرا المكان على الفور.

وبعد عدة دقائق فقط، كان الصديقان قد وصلا بسيارة حمدي إلى كامب شيزار، حسب العنوان، فقال وليد:

إنها العمارة التي توجد هناك. هي رقم 28 فعلاً، والتي لم تخرج من ذاكرتي عندما كان طلال يروي ما حدث مع الرجل.

فقام حمدي على الفور بالبحث عن مكان لإيقاف سيارته على ناصية الشارع، وما أن ولجا الشارع الذي توجد به العمارة، حتى أشار وليد قائلاً:

انظر! يوجد مقهى أمام العمارة مباشرة.

فعلّق حمدي، مسرعًا في اتجاه المقهى:

لنطلب شطرنج على الفور، ولنظهر أمام الناس وكأننا منهمِكَينْ في اللعب أثناء مراقبتنا لباب العمارة.

المراقبة

وبسرعة، أخذا مكانهما على باب المقهى، الذي يتيح لها سهولة المراقبة، وراحا يمارسان اللعب، بينما كان كل منهم يختلس نظره بين حين وآخر.

مرت ساعة بأكملها، فقال وليد في حيرة وشك:

هل تعتقد أن الرجل ما يزال موجودًا حتى الآن في هذه الشقة، ولم يغادرها.

فأجاب حمدي في شيء من القلق:

إن الرجل مطمئن تمامًا إلى أننا لن نبلغ رجال المباحث عن الاختطاف؛ خوفًا على الحاج فهد، ولكنني…

وتوقف فجأة، وقد ظهرت على وجهه علامات قلق وتوجس، ثم استأنف حديثه قائلاً فيما يشبه الهمس:

ولكنني أخشى أن يفكر في السفر، فلا توجد أي وسيلة أمامه عدا الهروب إلى الخارج.

فانتابت وليد حالة من التوجس الشديد، وهمس في خوف:

لك الحق؛ فمن المؤكد أنه مادام هو مدير العملية، فنصيبه منها قد يكون أضعاف الجميع، فربما يصل إلى ثلاثمائة مليون جنيه، ويفكر بالهرب إلى الخارج والاستقرار هناك.

هز حمدي رأسه، وأردف قائلاً في قلق:

فعلاً، لا تنس أنه حتى الآن لم تصدر ضده أي أحكام، ومعنى ذلك أن من صالحه الهروب وبسرعة.

فانتفض وليد واقفًا، وقال في هلع:

لا يوجد أمامنا سوي الإسراع بإبلاغ رئيس المباحث على الفور، ولكن ما إن وضع يده في جيوبه ليخرج ثمن المشروبات، وما كاد حمدي ينادي على صبي المقهى ، إذا بوليد يقول فجأة لحمدي:

انظر!

فما كاد حمدي يلتفت إلى حيث يشير وليد، حتى صاح في دهشة

يا إلهي! إنه هو!

فقد شاهدا الرجل يغادر باب العمارة مسرعًا.

اقرأ أيضا باقى الفصول

الفصل الأول الاتصال المجهول

الفصل الثاني بنك الأفكار

الفصل الثالث المكتبة العجيبة

الفصل الرابع بائع الوهم

الفصل الخامس فكرة عبقرية

الفصل السادس سارق الملابس

الفصل السابع الخدعة

الفصل الثامن التنكر

الفصل التاسع الفيلا المهجورة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال