قصص عن خلق الامانه أجمل القصص التى وردت عن الأمانة

قصص عن خلق الامانه

 

قصص عن خلق الامانه أجمل القصص التى وردت عن الأمانة

ما هي الامانة؟

الأَمَانَةُ هِيَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْحُقُوقِ وَأَدَاؤُهَا، وَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالأَمَانَةِ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النِّسَاءُ: 58].

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ”.

وَلِلأَمَانَةِ أَنْوَاعٌ؛ مِنْهَا: أَمَانَةُ الْعِبَادَةِ؛ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ يُؤَدِّىَ الْمُسْلِمُ التَّكَالِيفَ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ وَغَيْرِهَا كَمَا أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى.

وَهُنَاكَ أَمَانَةُ الْجَوَارِحِ؛ حَيْثُ يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى جَوَارِحِهِ وَأَعْضَائِهِ، فَلا يَسْتَعْمِلُهَا إِلاَّ فِيمَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى.

وَهُنَاكَ أَمَانَةُ الْوَدَائِعِ؛ حَيْثُ يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَدَائِعِ الآخَرِينَ لَدَيْهِ وَيَقُومَ بِأَدَائِهَا لَهُمْ مَتَى طَلَبُوهَا.

وَهُنَاكَ أَمَانَةُ الْحَدِيثِ؛ حَيْثُ يَنْبَغِى عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى أَسْرَارِ الآخَرِينَ وَأَلاَّ يَبُوحَ بِهَا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ”.

وَهُنَاكَ أَمَانَةُ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، فَالْمُسْلِمُ لا يَغِشُّ أَحَدًا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي” [مُسْلِمُ].

وَلِخُلُقِ الأَمَانَةِ فَضْلٌ عَظِيمٌ؛ حَيْثُ يُؤَدِّى هَذَا الْخُلُقُ إِلَى انْتِشَارِ الْحُبِّ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ، كَمَا يَفُوزُ صَاحِبُ الْخُلُقِ بِرِضَا اللهِ تَعَالَى. 

وَفِى مُقَابِلِ الأَمَانَةِ هُنَاكَ خُلُقُ الْخِيَانَةِ، وَهُوُ خُلُقٌ مَذْمُومٌ نَهَى اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ [النِّسَاءُ: 107].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأَنْفَالُ: 27].

وَالْخَائِنُ فِى النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

والآن مع مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْقِصَصِ وَالْحِكَايَاتِ الشَّيِّقَةِ، الْهَدَفُ مِنْهَا غَرْسُ حُبِّ خُلُقِ الأمَانَةِ فِى نُفُوسِ الأَطْفَالِ.

قصة الأَمِينُ وَالْخَشَبَةُ

الأَمَانَةُ خُلُقٌ لَهُ فَضْلٌ كَبِيرٌ وَجَزَاءٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اللهِ. فَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ رَجُلٌ إِلَى غَنِىٍّ لِيَقْتَرِضَ مِنْهُ مَبْلَغًا مِنَ الْمَالِ. فَوَافَقَ الْغَنِىُّ، وَلَكِنْ طَلَبَ مِنَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ أَنْ يُحْضِرَ لَهُ شَاهِدًا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ الْفَقِيرُ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الشَّهِيدُ عَلَىَّ. فَوَافَقَ الْغَنِىُّ عَلَى إِقْرَاضِ الرَّجُلِ الْمَبْلَغِ، عَلَى أَنْ يَرُدَّهُ فِى الْعَامِ الْقَادِمِ. وَبَعْدَ عَامٍ خَرَجَ الرَّجُلُ الْفَقِيرُ لِِيَسُدَّ الدَّيْنَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ مَرْكِبًا يُسَافِرُ بِهِ. فَأَخَذَ خَشَبَةً وَوَضَعَ فِيهَا الْمَبْلَغَ الَّذِى اقْتَرَضَهُ وَقَذَفَ بِهَا فِى الْبَحْرِ، وَبَعْدَ أَنْ وَجَدَ مَرْكِبًا سَافَرَ لِلرَّجُلِ الْغَنِىِّ. فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ الْغَنِىُّ قَالَ لَهُ: لَقَدْ رَدَّ اللهُ عَلَيْكَ أَمَانَتَكَ. وَكَانَتْ الْخَشَبَةُ قَدْ أَوْصَلَهَا اللهُ تَعَالَى لِصَاحِبِ الدَّيْنِ.

قصة الْكَنْزُ الْمَدْفُونُ

الْمُجْتَمَعُ يَسْعَدُ بِالأُمَنَاءِ، وَالأُمَنَاءُ يَسْعَدُونَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. ذَاتَ يَوْمٍ اشْتَرَى رَجُلٌ بَيْتًا، وَبَعْدَ أَنْ سَكَنَ فِيهِ وَجَدَ بِهِ إِنَاءٌ فِيهِ ذَهَبٌ، فَذَهَبَ إِلَى صَاحِبِ الْبَيْتِ وَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَا الإِنَاءَ الْمَمْلُوءَ بِالذَّهَبِ مِلْكٌ لَكَ لأَنِّى وَجَدْتُهُ فِى الْبَيْتِ الَّذِى اشْتَرَيْتُهُ مِنْكَ. فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْبَيْتِ: لا، بَلِ الذَّهَبُ مِلْكٌ لَكَ لأَنَّكَ اشْتَرَيْتَ مِنِّى الْبَيْتَ. فَاحْتَكَمَا إِلَى الْقَاضِى، فَقَالَ الْقَاضِى: هَلْ لَكُمَا وَلَدٌ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِى وَلَدٌ. وَقَالَ الآخَرُ: لِي بِنْتٌ. فَقَالَ الْقَاضِى: زَوِّجَا الْفَتَاةَ لِلْوَلَدِ وَأَنْفِقَا عَلَيْهِمَا مِنَ الذَّهَبِ.

قصة صَاحِبُ الْعَمَلِ الأَمِينُ

الأَمَانَةُ هِيَ أَدَاءُ الْحُقُوقِ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا. يُحْكَى أَنَّ أَحَدَ التُّجَّارِ اسْتَأْجَرَ عُمَّالاً كَثِيرِينَ لِيَعْمَلُوا عِنْدَهُ، فَلَمَّا انْتَهَوْا مِنْ عَمَلِهِمْ أَعْطَى التَّاجِرُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَجْرَهُ، إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا انْصَرَفَ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ أَجْرَهُ. فَاحْتَفَظَ التَّاجِرُ بِأَجْرِ الرَّجُلِ، وَتَاجَرَ لَهُ فِيهِ، فَأَصْبَحَ مَبْلَغُ الأَجِيرِ أَمْوَالاً كَثِيرَةً. وَبَعْدَ مُدَّةٍ جَاءَ الرَّجُلُ الأَجِيرُ وَطَلَبَ حَقَّهُ، فَأَشَارَ التَّاجِرُ إِلَى قَطِيعٍ كَبِيرٍ مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَقَالَ لَهُ: كُلُّ هَذَا لَكَ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ الْقَطِيعَ وَانْصَرَفَ مَسْرُورًا.

قصة الرَّاعِي الأَمِينُ

أَمَرَنَا اللهُ بِأَدَاءِ الأَمَانَاتِ، فَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النِّسَاءُ: 58]، وَلِذَلِكَ يُحْكَى أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرٍ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَحَدِ رِفَاقِهِ فِى سَفَرٍ، وَفِى الطَّرِيقِ مَرَّ بِهِمَا رَاعِى غَنَمٍ، فَسَأَلَهُ عَبْدُ اللهِ: هَلْ أَنْتَ رَاعٍ لِهَذِهِ الأَغْنَامِ؟ فَقَالَ الرَّاعِي: نَعَمْ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بِعْ لِى شَاةً مِنْ أَغْنَامِكَ. فَقَالَ الرَّاعِى: الأَغْنَامُ لَيْسَتْ مِلْكِى، بَلْ إِنِّى أَرْعَاهَا لِسَيِّدِي. فَأَرَادَ عَبْدُ اللهِ أَنْ يَخْتَبِرَ أَمَانَتَهُ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ لِسَيِّدِكَ قَدْ أَكَلَهَا الذِّئْبُ. فَقَالَ الرَّاعِى: إِنْ قُلْتُ ذَلِكَ لِسَيِّدِى فَمَاذَا أَقُولُ للهِ؟!. فَأُعْجِبَ عَبْدُ اللهِ بِمَا قَالَ الرَّاعِى، وَأَسْرَعَ إِلَى سَيِّدِ الْغُلامِ وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَأَعْتَقَهُ.

قصة بَائِعَةُ اللَّبَنِ

مِنْ أَنْوَاعِ الأَمَانَةِ: الأَمَانَةُ فِي الْبَيْعِ، فَالْمُسْلِمُ لا يَغِشُّ أَحَدًا. يُحْكَى أَنَّهُ فِى ذَاتِ لَيْلَةٍ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَطْمَئِنُّ عَلَى سُكَّانِ الْمَدِينَةِ. وَأَثْنَاءَ سَيْرِهِ سَمِعَ صَوْتَ امْرَأَةٍ تَأْمُرُ ابْنَتَهَا بِخَلْطِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ، فَقَالَتْ لَهَا الابْنَةُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَهَى عَنْ خَلْطِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ. فَقَالَتِ الأُمُّ: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الآنَ.. إِنَّهُ لا يَرَانَا. فَقَالَتْ الابْنَةُ: إِنْ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا يَرَانَا فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَرَانَا. فَفَرِحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمَانَةِ الْفَتَاةِ، وَزَوَّجَهَا ابْنَهُ عَاصِمَ.

قصة الثَّوْبُ وَالْقَافِلَةُ

إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَثْنَى عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِحِفْظِهِمْ لِلأَمَانَةِ، فَقَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [الْمَعَارِجُ:32]. يُحْكَى أَنَّ أَحَدَ التُّجَّارِ الأُمَنَاءِ خَرَجَ فِى سَفَرٍ لَهُ وَتَرَكَ أَجِيرَهُ لِيَبِيعَ أَثْنَاءَ غِيَابِهِ. فَجَاءَ يَهُودِيٌّ وَاشْتَرَى ثَوْبًا كَانَ بِهِ عَيْبٌ. فَلَمَّا عَلِمَ صَاحِبُ الْمَتْجَرِ أَنَّ الْعَامِلَ بَاعَ الثَّوْبَ وَلَمْ يُعَرِّفْ الْمُشْتَرِىَ الْعَيْبَ غَضِبَ، ثُمَّ خَرَجَ لِيَبْحَثَ عَنِ الْمُشْتَرِى. فَلَمَّا وَجَدَهُ بَيَّنَ لَهُ أَنَّ الثَّوْبَ الَّذِى اشْتَرَاهُ بِهِ عَيْبٌ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الثَّوْبَ وَأَنْ يَسْتَرِدَّ مَالَهُ . فَتَعَجَّبَ الْيَهُودِيُّ مِنْ أَمَانَةِ التَّاجِرِ، وَاعْتَرَفَ لَهُ الْيَهُودِيُّ أَنَّ الْمَالَ الَّذِى دَفَعَهُ كَانَ مُزَيَّفًا. ثُمَّ أَسْلَمَ الْيَهُودِىُّ للهِ بِفَضْلِ أَمَانَةِ التَّاجِرِ.

قصة الطَّعَامُ الْمُبْتَلُّ

مِنَ الأَمَانَةِ أَنْ يَنْصَحَ التَّاجِرُ لِلْمُشْتَرِى. فَفِى ذَاتِ يَوْمٍ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً فِى السُّوقِ يَبِيعُ الْحُبُوبَ، فَأَدْخَلَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِى كَوْمَةِ الْحُبُوبِ فَوَجَدَهَا مُبْتَلَّةً بِالْمَاءِ، فَقَالَ لِلتَّاجِرِ: مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟. فَأَخْبَرَ التَّاجِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمَطَرَ قَدْ سَقَطَ عَلَى الْحُبُوبِ فَابْتَلَّتْ. فَبَيَّنَ لَهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مِنَ الأَمَانَةِ فِى الْبَيْعِ أَنْ يُظْهِرَ التَّاجِرُ مَا فِى السِّلْعَةِ مِنْ عُيُوبٍ. وَقَالَ لَهُ: أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي.

قصة طَهَارَةُ الْمَالِ

مِنْ فَضْلِ الأَمَانَةِ أَنَّ صَاحِبَهَا يَفُوزُ بِرِضَا رَبِّهِ وَبِجَنَّتِهِ. كَانَ لِلإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ شَرِيكٌ فِى تِجَارَتِهِ، وَذَاتَ يَوْمٍ قَامَ شَرِيكُهُ بِبَيْعِ ثَوْبٍ كَانَ فِيهِ عَيْبٌ، وَنَسِىَ أَنْ يُبَيِّنَ هَذَا الْعَيْبَ لِلْمُشْتَرِى. فَلَمَّا عَادَ إِلَى الْمَتْجَرِ وَتَذَكَّرَ أَنَّهُ بَاعَ الثَّوْبَ دُونَ أَنْ يُظْهِرَهُ لِلْمُشْتَرِى رَجِعَ مَرَّةً أُخْرَى يَبْحَثُ عَنِ الْمُشْتَرِى، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ الْعُثُورَ عَلَيْهِ. فَلَمَّا عَلِمَ أَبُو حَنِيفَةَ بِمَا حَدَثَ قَرَّرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِثَمَنِ الثَّوْبِ حَتَّى لا يَكُونُ مَالُهُ مِنْ حَرَامٍ.

قصة سِرُّ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم

حِفْظُ السِّرِّ مِنَ الأَمَانَةِ. يُحْكَى أَنَّ أَنَسٍِ بْنَ مَالِكٍ – وَكَانَ مَا يَزَالُ طِفْلاً صَغِيرًا – مَرَّ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَكَانَ أَنَسٌ يَلْعَبُ مَعَ أَصْحَابِهِ. فَطَلَبَ مِنْهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْهَبَ لِقَضَاءِ حَاجَةٍ لَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى أَنَسٌ مِنْ قَضَاءِ حَاجَةِ النَّبِىِّ عَادَ إِلَى بَيْتِهِ، فَسَأَلَتْهُ أُمُّهُ عَنْ سَبَبِ تَأَخُّرِهِ، فَقَالَ لَهَا: لَقَدْ ذَهَبْتُ لِقَضَاءِ حَاجَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ أُمُّهُ: وَمَاذَا كَانَتْ حَاجَةُ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّهَا سِرٌّ. فَفَرِحَتِ الأُمُّ وَطَلَبَتْ مِنْهُ أَلاَّ يُخْبِرَ أَحَدًا بِسِرِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَظَلَّ أَنَسٌ يَحْفَظُ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوَالَ حَيَاتِهِ.

قصة ثَوْبٌ ثَمِينٌ

مِنَ الأَمَانَةِ أَلاَّ تَبْخَسَ النَّاسَ، وَأَلاَّ تَسْتَغِلَّ جَهْلَهُمْ. فَقَدْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ لِكَىْ تَبِيعَ ثَوْبًا لَهُ، وَظَنَّتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ ثَمَنَهُ رَخِيصٌ، فَقَالَتْ: أَنَا سَوْفَ أَبِيعُهُ لَكَ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كَلاَّ إِنَّهُ يُسَاوِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ دِرْهَمٍ. فَتَعَجَّبَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَمَانَةِ أَبِى حَنِيفَةَ. وَلِكِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَرَادَ أَنْ يُعْطِىَ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا فِى الثَّوْبِ، فَطَلَبَ مِنْ تَاجِرٍ آخَرَ أَنْ يُثَمِّنَ الثَّوْبَ. فَقَالَ التَّاجِرُ: إِنَّ ثَمَنَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعُمِائَةٍ، بَلْ يُسَاوِى خَمْسُمِائَةَ دِرْهَمٍ. فَاشْتَرَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ بِهَذَا الثَّمَنِ، وَانْصَرَفَتِ الْمَرْأَةُ بَعْدَ أَنْ شَكَرَتْ أَبَا حَنِيفَةَ عَلَى أَمَانَتِهِ.

قصة ثَوْبٌ مِنْ نَارٍ

أَمَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَدَمِ الْخِيَانَةِ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأَنْفَالُ: 27]. انْتَهَتْ غَزْوَةُ خَيْبَرَ بِانْتِصَارِ الْمُسْلِمِينَ. وَبَيْنَمَا كَانَ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ يَرْجِعُ إِلَى الْمَدِينَةِ أُصِيبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِسَهْمٍ فَمَاتَ، فَقَالَ الصَّحَابَةُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ لَهُمُ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلاَّ، وَالَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ – نَوْعٌ مِنَ الثِّيَابِ – الَّتِى أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا.

قصة الْمُؤَامَرَةُ

أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَعَدَمِ الْخِيَانَةِ، فَقَالَ: “أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ”. وَلِذَلِكَ فِى لَيْلَةِ الْهِجْرَةِ، وَبَيْنَمَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَرَبَّصُونَ بِالنَّبِىِّ خَارِجَ بَيْتِهِ لِيَقْتُلُوهُ، أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبَ بِالنَّوْمِ عَلَى فِرَاشِهِ وَالْبَقَاءِ فِى مَكَّةَ؛ لِكَىْ يَرُدَّ لِلنَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَأَمَانَاتِهِْم الَّتِى كَانُوا يَضَعُونَهَا عِنْدَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ.

قصة الْهَدِيَّةُ

إِنَّ الْمَسْئُولِيَّةَ أَمَانَةٌ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ مَسْئُولٌ عَنْ شَيْءٍ يُعْتَبَرُ هَذَا الشَّيْءُ أَمَانَةً فِي عُنُقِهِ، يَجِبُ أَنْ يُؤَدِّيَهَا كَامِلَةً. وَلِذَلِكَ يُحْكَى أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ رَجُلاً لِكَىْ يُحْضِرَ زَكَاةَ الْمَالِ مِنْ بَعْضِ الْقَبَائِلِ، فَلَمَّا عَادَ الرَّجُلُ أَعْطَى النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الْمَالِ وَأَخَذَ بَعْضَهُ. فَلَمَّا سَأَلَهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ هَذَا الْمَالَ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ.

فَغَضِبَ النَّبِىُّ وَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ مِنَ الأَمَانَةِ أَلاَّ يَأْخُذَ الْمَسْئُولُ مَنْفَعَةً مِنْ وَرَاءِ عَمَلِهِ الْمُكَلَّفِ بِهِ، فَهَذَا يُعَدُّ مِنَ الْخِيَانَةِ لِلأَمَانَةِ، لأَنَّهُ يَسْتَغِلُّ مَنْصِبَهُ فِى جَمْعِ الْمَالِ الْحَرَامِ.

قصة الْجَوَاهِرُ الثَّمِينَةُ

عِنْدَمَا يَلْتَزِمُ النَّاسُ بِالأَمَانَةِ يَتَحَقَّقُ لَهُمْ الْخَيْرُ، وَيَعُمُّهُمُ الْحُبُّ. فِى عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ انْتَصَرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْفُرْسِ وَفَتَحُوا بِلادَ فَارِسَ. وَبَعْدَ انْتِهَاءِ الْحَرْبِ قَسَّمَ سَعْدُ الْغَنَائِمَ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَيْتِ الْمَالِ نَصِيبَهُ مِنَ الْغَنَائِمِ، وَكَانَ مِنْ بَيْنِ الْغَنَائِمِ جَوَاهِرٌ ثَمِينَةٌ، فَلَمَّا رَآهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ فَرِحَ وَقَالَ: إِنَّ قَوْمًا أَدَّوْا هَذَهِ لَأُمَنَاءٌ. فَقَالَ لَهُ عَلِىُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّكَ عَفَفْتَ فَعَفَّتْ رَعِيَّتُكَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال