رواية جميلة بعنوان ليلة الخطوبة .. الفصل الثالث : حقيقة الموقف!

رواية جميلة بعنوان ليلة الخطوبة .. الفصل الثالث : حقيقة الموقف!

رواية جميلة بعنوان ليلة الخطوبة الفصل الثالث

اليوم مع رواية جميلة بعنوان ليلة الخطوبة الفصل الثالث.

وقف الأصدقاء في غاية الذهول، وكان جاسر أشدهم حرجًا وحُزنًا؛ حيث شعر أنه هو السبب فيما حدث لأعز صديقين عنده: حمدي وهادية، لأن الذي فعل ذلك هو ابن عمه.

 إلا أنه لم تمضِ إلا بضع دقائق فقط، حتى فوجئ حمدي بتليفونه المحمول يرن، حيث كان الدكتور فهد على الخط، وأفاده بأنه لم يكن على علم بأن الشيك بدون رصيد، وأنه تصرف على أساس أن رصيده بالبنك مليونان ونصف المليون جنيه، والذي حصل عليه من شركة الأمن الغذائي، مقابل صفقة أغذية كبيرة، وبعد أن أدرج الشيك بالبنك، قام بإصدار شِيْكَين لشركتين كان لكل منهما باقي حساب لديه، معتمدًا على رصيده من قيمة الشيك الذي حَصَّله من الشركة وأودعه بالبنك، ولم يعرف بأن الشيك بتوقيع مزوّر إلا بعد أن أصدر الشيك الثالث لحمدي، بعد أن قبض منه قيمته نقدًا، ولكنه لمّا عَلِم بالمشكلة قام بسداد رسوم تسجيل الشركة؛ حتى لا يضطر إلى التأخر ستة أشهر أخرى، فقد كان في أشد الحاجة ذلك، وقد سافر في نفس اليوم الذي أودع فيه النقود لتسجيل الشركة، ليقوم بتحصيل مستحقات له من الجامعة بهولندا، وأيضًا من الشركة الهولندية التي يرأسها، وهذه المستحقات كبيرة وتعادل مليون جنيه، وأخبره بأنه ما يزال يجري المفاوضات مع شركته ليعود بسرعة.

 

كما قال الدكتور فهد لحمدي في نهاية مكالمته: إنه يتعجب من طمع هذه الشركة التي اشترت منه البضاعة، وأعطته شيكًا بتوقيع مزيف، مع أنها اشترت البضاعة باثنين ونصف مليون جنيه، وستبيعها في مصر بعشرة ملايين جنيه!

 

راح الأصدقاء يفكرون في مكالمة الدكتور فهد، فقال وليد في قلق وشك شديدين:

 

إن حديث الدكتور فهد منطقي، ولكن ما الذي يُعْلِمنا بأنه صادق؟

 

ومرت فترة صمت، كان الجميع خلالها يفكرون في الأمر، وهم في حيره تامة.

 

وقطع طلال الصمت قائلاً:

 

لقد خطرت ببالي فكرة: إن الدكتور فهد يقول: إن شركة الأمن الغذائي اشترت بضاعة باثنين ونصف مليون جنيه من الشركة الهولندية التي يرأسها، والتي تُسمى شركة “التقدم”، وقد أدخلت شركة الأمن الغذائي هذه الفاتورة بدفاترها، فلو أظهرت دفاترها دخول بضاعة هذه الشركة بها، فهذا يدل على أن الدكتور فهد مُحقٌّ فيما يقول، وأنه حصل مقابل ذلك على شيك بتوقيع مزيف.

 

فقال جاسر:

 

نعم.. ولكن إذا كانت هذه الشركة مُزوِّرة، فلن تُظهر ذلك بدفاترها من أساسه.

 

فتدخل حمدي قائلاً:

 

يمكنني أن أسأل المحاسب القانوني لشركة والدي، فربما يكون على معرفة بالمحاسب القانوني المسئول عن حسابات شركة الأمن الغذائي هذه، لمعرفة إن كانت قد أدرجت الفاتورة في حساباتها، وبذلك يكون الدكتور فهد صادقًا، لأنه لو كانت الشركة قد استلمت البضاعة، فمن المؤكد أنها سددت ثمنها، وهنا تكون قد سددته بشيك مزيف.

 

اتصل حمدي على الفور بالمحاسب القانوني لشركة والده، فأفاده بأنه سيستطيع معرفة ذلك من أصدقائه المحاسبين القانونيين.

 

مر اليوم بأكمله، ولم يرد المحاسب القانوني على حمدي، بل إنه أغلق تليفونه المحمول، كما أنه لم يتواجد بمكتبه. قال جاسر:

 

ولماذا نلجأ يا جماعة إلى هذا الإجراء البعيد؟ فربما يرفض المحاسب القانوني للشركة اطلاع أحد على دفاتر وأسرار شركته، فالأفضل أن نلجأ إلى إدارة المباحث العامة، فهي تملك سلطة القيام بذلك.

 

ومرت فترة صمت، لم تلبث أن قطعتها لمياء قائلة:

 

رئيس مباحث مرسي مطروح! إننا قد تعاملنا معه في أكثر من موقف حدث لنا، وهو يثق بنا.

 

ولم تمر إلا ساعة واحدة، حتى كان الأصدقاء في مكتب رئيس المباحث، فلما عرضوا عليه ما حدث، فكّر قليلاً، ثم قال:

 

لماذا تجعلون كل همّكم التأكد من صدق الدكتور فهد أو عدمه؟

 

فسأله جاسر في حيره:

 

ماذا تقصد حضرتك؟

 

فرد رئيس المباحث قائلاً:

 

أقصد أن الدكتور فهد سجل شركته بهيئة الاستثمار، وسدد الرسوم التي دفعها للشركة، وهي توازي نفس المستحق لكم، فلو علمتم اسم هذه الشركة التي قام بتأسيسها وتسجيلها، فيمكنكم بذلك أن تسارعوا بطلب الحجز عليها لمصلحتكم، بِناءً على الشيك الذي حصلتم عليه من الدكتور فهد، والذي لم تجدوا له رصيدًا، وبذلك تضعوا أيديكم على الشركة.

 

وفي اليوم التالي، سافر الأصدقاء جميعًا، بمن فيهم هادية ولمياء، إلى مدينة القاهرة، للاطلاع على اسم الشركة التي سجلها الدكتور فهد بهيئة الاستثمار، فلما أخطر الأصدقاء الموظف المسئول عن التسجيل باسم الدكتور فهد الطرابلسي، وباليوم الذي تم فيه التسجيل، فوجئوا بالرجل يقول:

 

نعم.. قام الدكتور فهد في هذا اليوم بتسجيل الشركة لدينا، ولكنه لم يسجلها باسمه، بل سجلها باسم شخص آخر!

 

فصاح وليد في غضب:

 

ياله من رجل منافق! لقد خدعنا مرة أخرى، وسجل الشركة باسم شخص آخر؛ حتى يهرب من الحجز عليها.

 

علّق جاسر في أسًى عميق:

 

لم أكن أعرف أنه ضليع في الإجرام، وللأسف هو ابن عمي!

 

وأضافت لمياء:

 

ولماذا لا نعرف اسم الرجل الذي سجل الدكتور فهد الشركة باسمه، فربما نستطيع الحجز على شركته؟! وعندما سألوا المسئول عن تسجيل الشركات عن اسم الرجل الذي تم تسجيل الشركة باسمه، فوجئوا بالرجل يقول بعدما أخذ يراجع كافة المستندات:

 

لقد تم تسجيل الشركة باسم حمدي فاضل سيد علي، فصاح حمدي وهو لا يصدق:

 

ماذا تقول؟ يا لها من مفاجأة! لقد سجل الشركة باسمي أنا!!

 

*****

اقرأ كل فصول رواية ليلة الخطوبة من هنا

الأول: الخطوبة السعيدة

الثاني: شيك بدون رصيد

الثالث: حقيقة الموقف

الرابع: العلم.. والغذاء

الخامس: الوجبة المتكاملة

السادس: المطعم العجيب!

السابع: المؤامرة!

الثامن: الشركاء الثلاثة

التاسع: دافع الجريمة

العاشر: الصفقة المقترحة

الحادي عشر: سقوط العصابة

الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

شاهد قناة قصة لطفلك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال