قصص القرآن الكريم.. قصة ذو القرنين

 قصص القرآن الكريم.. قصة ذو القرنين

 

قصص القرآن الكريم قصة ذو القرنين

لست سداُ عادياُ, فقد بنيت بطريقة هندسية دقيقة أقع بين جبلين كبيرين في منطقة عاش فيها أناس طيبون.

في يوم مر عليهم رجل اسمه “ذو القرنين” كان معه جيوش كبيرة ومجهزة, وعلم الناس أنه ملك صالح يفتح البلاد، فيحكم أهلها بالعدل ويساعدهم, لذلك طلبوا منه أن يعاونهم علي سد الفجوة بين الجبلين، وأخبروه بخوفهم من قدوم قبائل “ياجوج ومأجوج” .

وذكروا أنهم أشرار يؤذون الناس، ويقتلون أطفالهم، ويسبون نساءهم، ويسلبون أموالهم، ويخرجوهم من ديارهم.. ووعدوه أن يعطوه مالهم مقابل عونه لهم.

السد

أمر ذو القرنين فورا ببنائي, دون أن يأخذ من مالهم شيئا، ولم يكلفهم سوي المشاركة بمجهودهم، فكان عليهم حمل الحجارة من الأماكن البعيدة وخلطها بالحديد، وأوقد فيها ناراُ شديدة حتى انصهرا.

بدا العمل.. فوضعوا قطع الحديد في الفتحة عند قمتي الجبل، ثم أوقدوا النار علي الحديد كما أمرهم ذو القرنين أن يفعلوا، وبعد ذلك سكبوا عليه نحاساُ مذاباُ ليلتحم وتشتد صلابته.

وهكذا ظلوا يعملون ويعملون تحت إشراف ذو القرنين حتى انتهوا من ينائي, وأصبحت أنا ذلك السد التاريخي..

شرفني الله بمهمة عظيمة, فأنا أسد الطريق على قبائل “ياجوج ومأجوج” ولم يتمكنوا من هدمي أبداُ, لقوتي وصلابتي.

تواضع ذو القرنين

ولن أنسي أبداُ مشهد “ذو القرنين” وهو يقف أمامي بعد أن تم بنائي، لم يملؤه الغرور لحظة واحدة، لم يقل: بنيت ما لم يتطلع غيري بناءه، بل قال في تواضع: الفضل لله تعالي هو علمني كيف ابنيه، ووفقني حتى تم بناؤه.

لم يكن أهل بلدتي أول من حكمهم ذو القرنين، فقد حكم قبلهم في المشرق والمغرب كما أمره الله .

الحكم بالعدل

اتجه بجيشه غرباُ في المكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه، وكان هذا المكان شاطئ المحيط الأطلسي، وهناك ألهمه الله أنه حاكم البلاد فأعلن للناس ذلك، وحكم بالعدل، فلم يظلم أحدا ولم يسمح لظالم أن يستمر في الظلم, لذلك أحبه الجميع وعاشوا في ظل حكمه سعداء, يعبدون الله وينعمون بخيراته.

فيزرعون أرضهم ويحصدون ثمارها, وكلما احتاجوا شيئا طلبوه من ذي القرنين. فكان دائماُ يمد لهم يد العون، وبذلك سار الحب والتعاون وكثر الخير.

ذوا القرآن فى بلاد المشرق

وكما حكم ذو القرنين في بلاد الغرب اتجه ليحكم بلاد المشرق، فوصل بجيشه لأول منطقة تطلع عليها الشمس, وكانت أرضاُ مكشوفة ليس بها أشجار عاليه، ولا أية مرتفعات تحجب أشعة الشمس، فكان أهلها يعانون من وهج الحر الذي يحرق أجسادهم، وهناك حكم ذو القرنين بنفس منهجه العادل، وعلمهم كيف يزرعون أشجارا تظلهم وكيف يغطون أجسادهم حتى يحفظونها، وكيف يبنون أبنيه ويحتمون بها.

وعندي.. وصل ذو القرنين بعد رحلته في المشرق والمغرب وكما عرفتم بناني بدقه فأصبحت سداُ تاريخياُ مشرفاُ بالذكر في القرآن الكريم.

قصة ذو القرنين كما جاءت فى القرآن الكريم

قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا
(87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89).

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ ونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98))  الكهف.

اقرأ باقي سلسلة قصص القرآن الكريم

قصة قارون

قصة أصحاب الجنة

قصه أصحاب الفيل

قصة مائدة السماء

قصة قابيل وهابيل

قصه أصحاب السبت

قصة مؤمن آل فرعون

قصة أصحاب الأخدود

قصه المؤمن وصاحب الجنتين

قصة أهل الكهف

قصه بقرة بني إسرائيل

قصة ذو القرنين

قصة سبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال