علي بن أبي طالب رضى الله عنه رابع المبشرون بالجنة
” من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ” حديث شريف
هو ابن عم النبي – صلى الله عليه وسلم– ، ولد قبل البعثة النبوية بعشر سنين ، وولدته أمه فى الكعبة وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الإسلام من الصبيان، هو رابع المبشرين بالجنة، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي –صلى الله عليه وسلم – ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة.
ليلة الهجرة
في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول –صلى الله عليه وسلم– في فراشه ، فأتى جبريل –عليه السلام– رسول الله –صلى الله عليه وسلم– فقال “ لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه
” فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه فإذا نام قتلوه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي “ نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم ”
ونام علي –رضي الله عنه – تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول –صلى الله عليه سلم– الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم وأقام علي –كرّم الله وجهه – بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم– الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء .
على الفارس الشجاع
كان على بن أبى طالب من اشجع فرسان النبى – صلى الله عليه وسلم – حيث اشترك
معه فى كل غزواته وحروبه وكان من الفرسان البارزين فى غزوة بدر وأحد والخندق وعلي
يديه فتح الله أقوى حصون اليهود وهو حصن خيبر .
على آخر الخلفاء الراشدين
(فى يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية ترصده عبد الرحمن بن ملجم أثناء خروجه لصلاة الفجر وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا “ إن أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ، وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم ” لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر ” واختلف في مكان قبره.
وصيته الاخيرة
وقال أمير المؤمنين على لابنيه الحسن والحسين:
أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكم ولا تبكيا على شىء زوى عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم ، وأعينا الضائع
واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصيما وللمظلوم ناصرا واعملا بما فى كتاب الله ولا
تأخذكما فى الله لومة لائم ثم أوصى ابنه محمد بن الحنفية بتوقير أخويه
الحسن والحسين ثم قال لابنه الحسن :
أوصيك أي بنى بتقوى الله وإقام الصلاة لوقتها
وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء فإنه لا صلاة بلا طهور وأوصيك بغقران الذنوب
وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه فى الدين ، والتثبت فى الأمر،
والتعاهد للقرآن ، وحسن الجوار ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واجتناب
الفواحش ثم كتب وصيته ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله .. حتى مات .
وكانت خلافة على خمس سنين إلا ثلاثة أشهر وكان عمره ثلاثا وستين وبموته انتهى عصر الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم.