رواية ليلة الخطوبة للشباب.. الفصل السابع: المؤامرة!

رواية ليلة الخطوبة للشباب.. الفصل السابع: المؤامرة!

رواية ليلة الخطوبة للشباب.. الفصل السابع: المؤامرة!

اليوم مع رواية ليلة الخطوبة للشباب الفصل السابع عنوان المؤامرة.

كانت المفاجأة مذهلة للأصدقاء، وكان وقعها على حمدي أشد من الجميع؛ فلقد ضاع عليه مبلغ ستمائة وخمسين ألف جنيه، وهو كل ما يملك هو وهادية، بالإضافة إلى المليون جنيه التي سددها والده للمساهمة في الشركة!

اضطر رجال النيابة إلى وضع الدكتور فهد الطرابلسي وزملائه العلماء الأربعة في السجن على ذمة التحقيق، وانتشرت شائعة مؤدّاها أن انخفاض سعر ما يقدمه المطعم من طعام يرجع إلى أن وراءه منظمات معادية لمصر وللعرب، هدفها القضاء على الشعب المصري، من خلال تقديم أطعمة فاسدة، تبدو شهيّة ورخيصة؛ لتجذب إليها أكبر عدد من الناس، وجعلت الصحافة تتحدث عن هذه الشركة التي تتاجر في الأطعمة الفاسدة!

إلا أنه وبعد ثلاثة أسابيع، وبينما كان الأصدقاء يشاهدون شريط فيديو لحفل افتتاح المطعم، والذي قام بتصويره مدير العلاقات العامة بالمشروع، إذا بمشهد يلفت نظر حمدي؛ فانتفض واقفًا، وصاح فجأة في حماس ولهفة:

انظروا! 
انظروا!

فتساءل الجميع في لهفة:

ماذا حدث؟

قال حمدي، وهو يستعيد بعض المشاهد:

تابعوا معي هذين الرجلين اللذين أسرعا إلى المخازن مباشرة.

فسأله وليد في دهشة:

نعم، إنهما الرجلان اللذان اكتشفا ثمرة الكرنب التي تحوي الإشعاع، فماذا تقصد؟

وضع حمدي يده على مفتاح الفيديو، وأعاد المشاهد مرة أخري، ثم توقف عند أحد المشاهد وقال:

انظروا إلى الرجلين! لقد وضعا أيديهما على الفور على ثمرة كرنب واحدة موجودة وسط ثمار الكرنب الكثيرة، فتناولاها على الفور.

سألته لمياء في حيرة:

ولكنهما وجدا ثمرة كرنب تحوي إشعاعًا!

فوجئ الجميع بحمدي يطلق ابتسامة شبه ساخرة، وقال:

وهل يمكن أن يمد أحدهما يده وسط مخزن ضخم، فيلتقط على الفور الثمرة الوحيدة التي تحوي إشعاعًا، من بين هذه الكمية الرهيبة الموجودة بالمخزن؟! أنتم تعلمون أن التفتيش أسفر عن عدم وجود أي مدار مُشِع إلا في هذه الثمرة فقط!!

قالت هادية وهي ترتجف من فرط المفاجأة:

يا لها من مفاجأة! إن ذلك يعني أن هذين الرجلين قاما بتدبير المؤامرة!

فهلّل الجميع، وقال طلال وهو يشعر وكأنما نجا من أصعب مأزق صادفه في حياته:

إننا بذلك قد نجحنا في التوصل إلى أن هناك جريمة، وأن الطعام لم يكن فاسدًا.

وأضاف وليد في سعادة:

بل وتوصلنا أيضًا إلى بداية الخيط نفسه، وهو هذان المجرمان!

فاندفعت لمياء قائلة:

لا يوجد أمامنا سوى إبلاغ المباحث، حتى يتابعوا هذين الرجلين.

إلا أن وليد قال معترضًا:

لا.. فلا تنسوا أننا نُعتبر من المساهمين الكبار بالشركة، وقد عرف رجال المباحث ذلك أثناء التحقيق، لذا فإنهم لن يتقبلوا ما توصلنا إليه بسهولة، إلا لو قدمنا دليلاً واضحًا تمامًا على ذلك.

عقَّبت هادية قائلة:

المهم يا جماعة أن كل واحد منا اطمأن الآن إلى أن إدارة الشركة لم تخطئ، ولم تحضر خضراوات أو لحوم تحوي مواد مُشعّة، وهذا في حد ذاته يُعتبر أول خطوة للوصول إلى المجرم.

ومرت فترة صمت طويلة، كان كل واحد من الأصدقاء يفكر في حل لهذه المشكلة، وقطع طلال الصمت قائلاً:

ما دام قد ثبت لنا بالدليل القاطع، أن هذين الرجلين هما اللذان وضعا المادة المشعّة في ثمرة الكرنب، فمن المؤكد أنهما قد وضعا نفس المادة المُشعّة في طعام هذا الرجل.

فتساءلت هادية، وقد خطرت ببالها فكرة:

ما رأيكم لو قمنا بزيارة هذا الرجل المصاب بالإشعاع والموجود في المستشفى، حتى نسأله إن كان قد شاهد  أحد الرجلين، من خلال عرض صورة واضحة من شريط الفيديو عليه، فمن المؤكد أنه لو تعرف على أحدهما، يمكن أن نجعله بذلك شاهدًا عليهما.

فسألها وليد في حيرة:

وهل لا يمثل دخولنا إلى المستشفى خطورة علينا؟ فلو عرف هو أو أحد أقاربه الذين يقومون بزيارته، بأننا من المساهمين بالشركة التي أدت إلى إصابته الخطيرة هذه، لما تورع عن الفتك بنا.

أخذ كل منهم يفكر في كيفية زيارة الرجل، دون أن يثير ذلك أي شك في أمرهم، وراحوا في صمت طويل، ولكن لمياء قطعته قائلة:

لقد خطرت ببالي فكرة.

فلما التفت إليها الجميع متسائلين، أردفت قائلة:

نذهب أنا وهادية على أننا طالبتان من كلية الإعلام، ونريد عمل تحقيق صحفي عن الرجل المُصاب، بصفته ضحية من ضحايا الشركة التي تبيع الطعام الفاسد.

ثم توقفت لثوانٍ، وأضافت قائلة:

ولا تنسوا أننا سنذهب متنكّرتين، وذلك من باب الاحتياط. راقت الفكرة للجميع، ولم تلبث هادية ولمياء أن غيّرتا من هيئتهما تمامًا، حيث ارتدت هادية شعرًا مستعارًا، وحرصت على ارتداء عدسة عين لاصقة ملوّنة، أما لمياء فقد ارتدت نِقابًا.

وفي صباح اليوم التالي، استطاعتا دخول المستشفى التي ينزل فيها الرجل المصاب، والذي يُدعى عبد السميع المغربي. كان باب الغرفة مفتوحًا، وكان الرجل راقدًا على أحد الأسِِرَّة، وأمامه رجلان يجلسان إلى جانب سريره، فما كادت هادية ولمياء تتقدمان وتقوما بتحية الرجل، إذا بهما تصابان بذهول تام، فقد كان الرجلان هما نفس المجرِمَيْن اللذين وضعا المادة المُشعّة في الطعام!!

****

 

اقرأ كل فصول رواية ليلة الخطوبة من هنا

الأول: الخطوبة السعيدة

الثاني: شيك بدون رصيد

الثالث: حقيقة الموقف

الرابع: العلم.. والغذاء

الخامس: الوجبة المتكاملة

السادس: المطعم العجيب!

السابع: المؤامرة!

الثامن: الشركاء الثلاثة

التاسع: دافع الجريمة

العاشر: الصفقة المقترحة

الحادي عشر: سقوط العصابة

الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

شاهد قناة قصة لطفلك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال