طلحة بن عبيد الله خامس العشرة المبشرون بالجنة
مع شخصية جديدة من العشرة المبشرون بالجنة، وهي شخصية طلحة بن عبيد الله..
ستقبل الرسول صلي الله عليه وسلم وجوه أصحابه رضوان الله عليهم وقال وهو يشير إلى طلحة:
“من سره أن ينظر إلى رجل يمشى على الأرض وقد قضى نحبه (يعنى شهيدا) فلينظر إلى طلحه “.
وعنه يقول عن على بن أبى طالب “سمعت النبى صلي الله عليه وسلم يقول “طلحة والزبير جارى فى الجنة”.
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان … وينتهى نسبه لؤى بن غالب القرشى التيمى.
قصة إسلامه
بشره راهب فى الشام أن نبيا ظهر فى مكة فعاد مسرعا إليها.
ولما دخلها قال له الناس إن محمد بن عبد الله قد تنبأ وقد تبعه أبو بكر وعلى بن أبى طالب وزيد بن حارثة.
فأسرع إلى بيت أبى بكر فأخذه أبو بكر الى دار النبى صلي الله عليه وسلم فأعلن إسلامه، فكان بذلك من السابقين للإسلام.
ملامح من بطولته
فى يوم أحد كان طلحة يقاتل وعيناه ترقبان النبى صلي الله عليه وسلم.
وكلما رأىخطرا يقترب منه قطع الأرض وثبا ليرد قريش عن رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ولما تكاثر الاعداء حوله يريدون قتله جعل طلحة من جسده درعا يجمى النبى صلي الله عليه وسلم من سهام الكفار.
وظل يدافع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى سقط مغشيا عليه.
وبعد انتهاء المعركة أقبل عليه الصحابة فوجدوا فى جسمه خمسا وسبعين ضربة سيف وطعنة رمح.
عطاؤه وجوده
عاش طلحة رضىَ اللهُ عنهُ وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين مؤديا لحقوقه.
وإذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها، فقد كان من أثرى المسلمين، وثروته كانت دوما فى خدمة الدين.
فكلما أخرج منها الشىء الكثير، أعاده الله إليه مضاعفاً، تقول زوجته سعدى بنت عوف:
“دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته : ما شأنك؟
فقال: المال الذي عندي، قد كثر حتى أهمني وأكربني.
وقلت له: ما عليك، اقسمه.
فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما “.
وفي احدى الأيام باع أرضاً له بثمن عال، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال:
“ ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر، لمغرور بالله.
فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما.
طلحة الفياض
وكان رضي الله عنه من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه، وكان يعولهم جميعا.
لقد قالوا عنه“ كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته، ومئونة عياله“.
وكان يزوج أياماهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم.
ويقول السائب بن زيد:
“صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحدا، أعم سخاء على الدرهم، والثوب، والطعام من طلحة”.
لذلك لقبه رسول الله صلي الله عليه وسلم بلقب طلحة الفياض لكثرة ما أنفق من ماله فى سبيل الله وفى أعمال الخير والبر بالمحتاجين.
هذا وقد عاش طلحة حتى شهد وقائع النزاع بين على بن أبى طالب ومعاوية حول الخلافة.
وأثناء تلك الوقائع أطلق مروان بن الحكم سهما نحو طلحة فأرداه قتيلا .