قصص القرآن الكريم قصة أصحاب الجنة
مع قصة جديدة من قصص القرآن الكريم وهي قصة أصحاب الجنة.
اتسعت أرضي واتسعت, ارتفعت أشجاري الخضراء, نزلت منها فروع كثيرة, تحمل ثماراُ شهية, تفوح بروائح ذكية .
تحدث الناس عن خيراتي الكثيرة, فأنا حديقة جميلة, كان صاحبي رجل طيب يرعاني, فيحرث تربتي ويرويني.
يوم الحصاد
حتى أتي يوم حصادي اذكره جيداُ كان يوم عير يأتيني صاحبي مبكراُ, ليجد المساكين والفقراء يقفون في صفوف فيسلم عليهم في محبة, فإذا حصد ثماري نادي عليهم وأعطي كل واحد منهم ما يكفيه, ليطعم نفسه وأولاده. فينصرفون فرحانين.
لازلت اذكر صدي دعواتهم الكثيرة له بان يديك اله عليه النعمة ويحفظني له مثمرة جميلة أشبه حدائق الجنة وكان هو يشكر الله الذي وفقه لإخراج الزكاة واستمر الرجل علي هذا الحال سنوات طويلة, حتى أتي اجله فرحل عن الدنيا في سلام.
رحيل الرجل الصالح
ودعه الجميع في حزن وذكروه بالخير ولم ينسوا كرمه وإحسانه أما أنا فقد ورثني أولاده لا أنكر رعايتهم, كانوا يسقون أرضي حتى ازدهرت ثماري وجاء موعد حصادي.
اجتمع الأولاد وتناقشوا في أمر الزرع وكيف يقسمونه وورث أوسطهم عن أبيه صفات الكرم والإحسان فقال لإخوته: لا تنسوا حق الفقراء والمساكين, نخرج الصدقات مثلما كان يفعل أبونا.
الطمع فى الحصاد
اعترض الأخوة.. انقلب وجوهم فاحمرت عيونهما, وتقطبت جباهما, علا صوتهم غاضباُ: الحصاد كله لنا… كفي ما ضيعه أبونا من خيرات حديقتنا لن نتصدق بثمرة واحده….
واتفقوا ليلة الحصاد أن يذهبوا إلي في الصباح الباكر فلا يراهم أحدهم..
وناموا في هذه الليلة ولكن عين الله لا تنام, فقد علم الله بنيتهم الفاسدة في حرمان الفقراء والمساكين من خيراتي.
عاقبة الطمع
في الصباح تتسللون إلي قبل أن تشرق الشمس ولما وصلوا عندي وقفوا علي بابي ينظر كل واحد للأخر..بكوا..بكوا..أوقعهم الحزن علي الأرض..قبض كل واحد من ترابي ومن زرعي حلم يجد بين يديه إلا سواداُ احترقت أشجاري وثماري ولم يبق من شيء.
فقد أرسل الله طائف بالليل, حرقني ليحرمهم من خيراتي لأنهم نووا أن يحرموا الفقراء.
علموا أن ذلك عقاب الله لهم فندموا..وقف أخوهم الأوسط يلومهم ويذاكرهم بما نصحهم, لكن الوقت مضي, فلا نفعهم الندم ولا العتاب ذهبت خيراتي….وبقيت ذكراي…ولكن عزائي أن الله شرفني فأنزل في حكايتي آيات قرآنية مباركة يتعلم منها الناس علي مر الأزمان.
قصة أصحاب الجنة كما جاءت فى القرآن الكريم
يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [القلم: 17 – 33].