رواية ليلة الخطوبة .. الفصل الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

رواية ليلة الخطوبة .. الفصل الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

رواية ليلة الخطوبة .. الفصل الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

اليوم مع رواية ليلة الخطوبة الفصل الأخير.

توقفت أنفاس الجميع، وتطلعت عيونهم في شغف إلى رئيس المباحث، فاستكمل حديثه قائلاً:

قال هنداوي لصاحبه:

إذا استطعنا الوصول إلى طريقة نثبت من خلالها أن الطعام المقدّم بالمطعم فاسد، فسنحصل من وراء ذلك على تعويض كبير.

وهنا خطر ببال الدغيدي على الفور عبد السميع المغربي، الذي كان يُعالج بالمستشفى التي كان يعمل بها، حيث كان يُعالج من تضخم في الغدة الدرقية، ولكن أخصائي الأشعة أخطأ وأعطاه الجرعة مرتين بدلاً من مرة واحدة، فنتج عن ذلك وجود إشعاع في أنسجة جسمه كلها، وخاصة الكبد الذي تليَّف بالكامل، وهو ما جعله يحتاج إلى عملية لنقل الكبد.

فكرة شياطنية

فكر الدغيدي في هذا الرجل، وبعد عدة أيام اختمرت الفكرة الشيطانية في ذهنه، وهي أن يعرض على عبد السميع المغربي القيام بدور المصاب بالإشعاع، على أن يُحضر هو عيِّنة لمادة مشعة يضعها في الطعام، وبِناءً على ذلك يطلب تعويضًا كبيرًا، يحصل منه المغربي على قيمة العملية، بينما يحصلان هما على الجزء الباقي من التعويض.

غمغمت لمياء في تعجب:

يا لها من خِسة!

وتساءلت هادية:

والمرأة التي تزوجها المغربي، ما علاقتها بذلك؟

فأجاب رئيس المباحث قائلاً:

هذه المرأة هي شقيقة هنداوي، وهي أرملة توفّي زوجها منذ سنوات، ولم تنجب منه أبناء، فزوَّجها هنداوي للمغربي؛ لأنه عرف من الدكتور الدغيدي أن حالة المغربي قد بات لا يجدي معها نقل الكبد، وأن الباقي من عمره قد لا يتجاوز سنة واحدة، فبذلك تَرِث المرأة هذه الثروة التي سيحصل عليها من التعويض بالكامل.

 جعل كل واحد من الجالسين يفكر في هذه المؤامرة العجيبة، ومرت فترة صمت، قطعها طلال متسائلاً:

ولكن، كيف تم القبض على هؤلاء؟

فأجاب رئيس المباحث قائلاً:

منذ أن قدمت تقريرًا للنيابة من المستشفى التي كان يُعالج فيها المغربي، والذي أثبت أنه كان مصابًا منذ مدة طويلة بالإشعاع، قامت النيابة باعادة المغربي للفحص في مستشفى حكومي، فأوضح تقرير المستشفى أن المغربي كان مصابًا بالإشعاع منذ مدة تزيد عن تسعة أشهر، أي قبل افتتاح المطعم بثمانية أشهر!

المؤامرة العجيبة

صاحت هادية، وهي لا تصدق:

معقولة! لقد ظهر الحق أخيرًا!

فقال ريس المباحث وهو يتأهب لمغادرة المكان:

والآن تستطيعون مواصلة عملكم، وسأحصل غدًا على إذن فوري بإعادة افتتاح المطعم.

وبعد مغادرة رئيس المباحث، قال جاسر في حيرة:

ولكن، وبالرغم من القبض على هذه العصابة، فإننا لن نستطيع أن نفتح المطعم مرة أخري، فالناس لن ينسوا ما حدث بسرعة، وخاصة إذا تعلق الأمر بالطعام، حيث سيظل الخوف عالقًا في أذهانهم!

فقال حمدي معترضًا:

لا، بل إن الناس سوف يأتون إلى المطعم في غضون عدة أيام!

فسأله الجميع في صوت واحد؟

وكيف؟!

فأجاب حمدي قائلاً:

أولاً: سنقوم بحملة إعلانية تُظهر حقيقة المؤامرة، وخبر براءة المطعم، أما الخطوة الثانية فنتعمد فيها على الكلية وإدارتها، فعددهم يقارب الخمسمائة فرد، بخلاف أهلنا ومعارفنا، والذين سيحتشدون في المطعم لعدة أيام.

وفي اليوم التالي، كانت جميع الجرائد العربية تتحدث عن العصابة التي تآمرت على المطعم، وراحت جميعها تتحدث عن المطعم وميزاته، وأنه بمثابة ثروة كبيرة للبلاد؛ حيث إنه أول مطعم يُقام على أساس المجتمع المعلوماتي!!

 ****

اقرأ كل فصول رواية ليلة الخطوبة من هنا

الأول: الخطوبة السعيدة

الثاني: شيك بدون رصيد

الثالث: حقيقة الموقف

الرابع: العلم.. والغذاء

الخامس: الوجبة المتكاملة

السادس: المطعم العجيب!

السابع: المؤامرة!

الثامن: الشركاء الثلاثة

التاسع: دافع الجريمة

العاشر: الصفقة المقترحة

الحادي عشر: سقوط العصابة

الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

شاهد قناة قصة لطفلك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال