قصص القرآن الكريم قصة أهل الكهف
اليوم مع قصة جديدة من قصص القرآن الكريم، وهي قصة أهل الكهف..
قصص القرآن الكريم قصة أهل الكهف مكتوبة
في الصحراء الواسعة، بين الجبال العالية، كان بنائي من الطوب اللين فأنا كهف صغير مظلم، الله تعالي اختارني من بين كهوف كثيرة شرفني بالذكر في القران الكريم..
وأنزل باسمي (سورة الكهف) جاءني جماعة من الرجال الصالحين، سأحكي لكم حكايتهم.
بدأت هذه في قرية صغيرة، أراضيها خصبة، وثمارها يانعة وخيراتها كثيرة.. لكن ملكها كان كافراً، يعبد الأصنام..
كان ظالمًا يعامل الناس بقسوة ولا يعطيهم حقوقهم وخضع أهل القرية لحكم هذا الملك، وعبدوا ما يعبد إرضاء له لكن الرجال الصالحين آمنوا بالله وعبدوه في الخفاء ودعوا الناس سراً لعبادته..
فرار الفتية حفاظا على دينهم
وفي يوم علم الملك بأمرهم، فأمرهم أن يعودوا لعبادة الأصنام وتوعدهم بالعذاب الشديد لو ظلوا علي حالهم.. لكنهم لم يخافوا تهديده، فزادوا إيماناً بالله..
وأعلن الملك انه سوف يحبسهم، ويقتلهم فخافوا علي أنفسهم من الهلاك.
وفروا إلي الصحراء الواسعة، يمشون علي الرمال الساخنة تحت شمس محرقه، تارة تغرس قدم أحدهم فيستغيث بصاحبه، وتارة يقع واحد منهم، فيشده الباقون، ليقوم من جديد، فيواصل السير..
وبين الحين والحين، يلاقون الأهوال من كائنات تعرض حياتهم للخطر فيختفون من ذئب يفترسهم، أو يفرون من أفعى تلاحقهم، بين المشقة والخطر واصلوا السير في عزم وإصرار حتى وقفوا علي بابي أنا (لكهف).
الكهف يرحب بالفتية المؤمنين
ففتحته مرحبا بهم، وبين جدراني المنخفضة جلسوا يذكرون الله، ويتقربون إليه ويدعونه أن يحفظهم..
ثم راحوا في نوم عميق من شدة التعب، وأمام بابي رقد كلبهم، يمد ذراعيه.مرت أيام وهم نائمون، مضت شهور ولا زالوا في النوم مستغرقون، سنون وسنون وهم لا يستيقظون، كانت الشمس تشرق عن يمين الكهف وتغرب عن شماله، فلا تمسهم أشعتها في أول النهار ولا في آخره، وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، فلم يصب أحسادهم أذي من كثرة الرقاد.
معجزة النوم فى الكهف
وفي يوم شاء الله أن يبعثهم من رقادهم الطويل الذي استمر ثلاثمائة عام، فصحوا من نومهم، كانت جباهم مقطبة، وعيونهم منتفخة، ووجوهم يظهر عليها آثار السنين.
نظروا لبعضهم متعجبين.
سأل أحدهم: كم ساعة نمنا؟
أجابه صاحبه: يبدو أننا نما وقتا طويلاً يصل ليوم أو لبعض يوم.
نظروا خارج الكهف فوجدوا كلبهم راقدا كما هو يمد ذراعيه.
شعروا بالجوع: وكان المكان حولهم صحراء جرداء لا زرع قيها ولا ماء، ولا أسواق توفر الحاجات تشاورا، واتفقوا أن يخرج واحد منهم في الخفاء إلي القرية التي هجروها، فيشتري لهم طعامًا..
قال أحدهم: أخشي أن يراه أهل القرية فيخبروا الملك..
رد صاحبه: الويل لنا لو انكشف أمرنا.. وافقه ثالث: لو علم الملك.. سيقتلنا..
احتاروا في الأمر، واخبراً، أوصوه أن يذهب ويعود في الخفاء وأن يلتزم الحذر الشديد حتي لا يعرفه أحد.
العودة إلى القرية
وصل صاحبهم إلي القرية، وهناك أخذته الدهشة!!!
لم يتبق شي واحد علي حاله، الناس يمشون علي عجل بوجوه جديدة، الشوارع تغيرت، الطرقات تبدلت..
انتبه الرجل لحاله فوجد نفسه غريباً بينهم، فثيابه لا تشبه ثيابهم، وحذاؤه الخشبي لا يشبه حذاءهم.
دخل المتجر لشراء حاجاته، فتأمله البائع باندهاش وقلب نقوده الأثرية ضاحكا، بدأ الناس يلتفون حوله ونسي هو حذره الشديد، فسألهم عن الملك الظالم..
فلم يعرفه أحد، وأخبروه أن ملكهم عادل، محبوب يعبد الله الواحد، ويعطي الناس حقوقهم..
أدرك الرجل أن سنينا كثيرة مرت، وأنه أصبح في زمن غير زمانه، حكى للناس حكايته هو ر أصحابه وأخذهم معه إلي هناك ليشاهدوا بأنفسهم معجزة الله الذي أحياهم من نوم عميق دام سنوات طويلة..