رواية ليلة الخطوبة .. الفصل العاشر: الصفقة المقترحة

رواية ليلة الخطوبة .. الفصل العاشر: الصفقة المقترحة

رواية ليلة الخطوبة .. الفصل العاشر: الصفقة المقترحة

اليوم مع رواية جديدة ليلة الخطوبة الفصل العاشر بعنوان الصفقة المقترحة.

قال حمدي وهو يشعر بأنه قد توصل إلى الحقيقة بوضوح:

نعم..
إن الحقيقة قد صارت واضحة تمامًا، فعبد السميع مريض بالكبد، ولا يجدي معه علاج سوى تغيير كبده في الخارج، وهو ما يتكلف أكثر من مليون جنيه، وقد التف حوله المجرمان، ودبّرا معه خطة الحصول على تعويض من شركة كبرى كشركتنا، على أن يتقاضى هو ثمن العملية، بينما يحصل المجرمان على بقية التعويض.

غمغم وليد في غضب شديد:

يا لها من حيلة دنيئة لابتزاز شركة مثل شركتنا!

وقالت هادية مؤكدة:

وما يؤكد صحة ذلك، هذه المرأة التي رضيت بالزواج منه، وهو على هذه الحال، فهل يمكن أن تتزوج إمراة من رجل يعاني من مرض خطير، ويحتاج إلى إجراء عملية بأكثر من مليون جنيه، إلا إذا كانت مشتركة في المؤامرة، أو لكي تَرِثَهُ إذا لم تُفلح العملية الجراحية؟

راح الأصدقاء جميعًا يفكرون في هذه المؤامرة، وتساءل جاسر في حيرة:

ولكن يوجد لغز في هذا الأمر، فهل يرضى الرجل بأن يصيب نفسه بالإشعاع لكي يحصل على التعويض، فى حين أن الإشعاع نفسه يؤدي إلى قتله؟ وهل يرضى أن ينتحر من أجل الحصول على مبلغ ليجري به عملية الكبد؟!

إلا أن طلال قال مؤكدًا:

لا تنسوا يا جماعة أن الرجل جاهل، فربما لم يتصور أن الإشعاع يؤدي إلى أخطر الأمراض.

ظل لغز عبد السميع المغربي مثيرًا لشك وحيرة الجميع، حتى فوجئوا بمحامي الحاج فاضل، وهو في الوقت نفسه محامي شركتهم، يُقبل فجأة، ويبادر الجميع قائلاً:

يا جماعة، لقد اطلعت على تقرير المباحث والنيابة، فوجدت أن المؤامرة التي قام بها هؤلاء المجرمون هي مؤامرة مُحْكَمَة، ولذلك توصلت إلى حل واحد يفك لغز مشكلتنا. 

تساءل الحاج فاضل في لهفة:

ما هو؟ الحقنا به يا أستاذ!

فرد المحامي قائلاً:

لقد قرأت دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، فوجدتها تُظهر بوضوح أن المشروع سيربح في السنة الأولى ثمانية ملايين جنيه، وسيزداد الربح كل سنة، ولكن المتآمرين لو كسبوا قضية التعويض المرفوعة من عبد السميع المغربي، فشركتنا لن تخسر فقط قيمة التعويض، وهي خمسة ملايين جنيه، بل ستدفع أيضًا تعويضًا للعاملين، قد يتجاوز باقي رأس مال المشروع بالكامل!

أومأ حمدي برأسه، وقال:

نعم.. إننا نعرف ذلك.

جعل المحامي يُحدق النظر في وجوه الجميع، ثم أردف قائلا:

يمكننا أن نضحي بخمسة ملايين جنيه، مقابل أن تظهر براءة الشركة أمام الناس جميعًا، وأنها غير متورطة في الجريمة، وكل ما حدث أن هناك مجرمًا كان يريد ابتزاز أموال الشركة، ولما رفضت الشركة ذلك، قام بتدبير هذه الحيلة، فوضع مادة مُشعة في ثمرة الكرنب، كما وضع المادة المُشعّة أيضًا في طعام الرجل. يتم ذلك إذا اعترف شخص ما بالجريمة أمام النيابة، مقابل خمسة ملايين جنيه!

توقف المحامي، فالتقط الجميع أنفاسهم من فرط المفاجأة، ثم واصل حديثه قائلاً:

وبذلك سيكون موقف الشركة سليمًا من الناحية القانونية، وعندما نسدد لهذا الرجل خمسة ملايين جنيه، بدلا من التعويض الذي سندفعه لهذه العصابة، على أن يعقب ذلك حملة بالجرائد تتكلف مليون جنيه، نستطيع تعويض هذه الخسارة في السنة الأولى، وتستعيد الشركة توازنها من جديد.

صاحت لمياء في إعجاب بالفكرة:

يا لها من فكرة رائعة!

بَيْدَ أن هادية تساءلت في حيرة:

إنها فعلاً فكرة رائعة، ولكن من الذي سيضحى بنفسه، فيتلقى حُكمًا مؤبدًا نظير ذلك؟!

نظر الجميع إلى المحامي في حيرة، فأوما الرجل برأسه وقال:

لا.. إنه لن يحصل على المؤبد، ولكنه عندما يعترف لن يتجاوز الحكم عشر سنوات، ولا تنسوا أن عشر سنوات في السجن تكون سبع سنوات ونصف؛ لأن المجرم سيخرج بعد انقضاء ثلاثة أرباع المدة.

ولمّا شاهد المحامي دهشة الجميع، أردف قائلاً:

تصورا معي شابًّا في السابعة والعشرين من عمره، لا يملك جنيهًا واحدًا، ثم يصير مليونيرًا يمتلك خمسة ملايين جنيه، لن يتمتع بها إلا وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، أي عندما يكون في عز شبابه!!

سأله حمدي وهو لا يصدق:

من الواضح أنك اتفقت مع أحد، وإلا لما كنت تحدد عمره؟

هز المحامي رأسه وقال:

فعلاً.. لقد اتفقت مع أحد الشباب الذين ينشدون تحقيق ثروة بأي شكل، وطلب مني هذا المبلغ.

فسأله طلال قائلاً:

ولكن عبد السميع المغربي هذا سيطلب تعويضًا من هذا الرجل الذي ارتكب الجريمة.

فابتسم المحامي، وقال ساخرًا:

فعلاً، ولكن بماذا يجدي ذلك، فهو لا يعرف أن هذا الشاب سيتقاضى خمسة ملايين جنيه ليطلب منه التعويض؟

همست لمياء قائلة:

إنه حل صعب سنخسر بسببه خمسة ملايين جنيه، ولكن على الأقل سنحبط من خلاله مؤامرة هذه العصابة.

سادت بين الجميع حالة من الارتياح لأول مرة منذ يوم افتتاح المطعم، فلقد تخلصوا بذلك من أخطر ورطة واجهوها، وكادت أن تغلق شركتهم بسببها.

إلا أن حمدي صاح فجأة في قلق:

يا جماعة، إننا نسينا نقطة هامة:

سأله وليد في لهفة:

ما هي؟

فرد حمدي قائلاً:

من أين سنأتي بهذا المبلغ الذي سنعطيه لهذا الشاب؟

وبعد تفكير طويل قال طلال:

إن والدي سيكون في القاهرة بعد يومين فقط، ونستطيع أن نقنعه بأن يقرضنا هذا المبلغ.

وبعد يومين فقط كان حمدي في طريقه إلى فندق هيلتون رمسيس، حيث نزل فيه الشيخ سلطان، والد طلال؛ ليعرف منه ما إذا كان موافقًا على إقراض الشركة ذلك المبلغ، وكان طلال قد سبقه إلى هناك لنفس الغرض. وما كاد حمدي يعبر بسيارته شارع رمسيس في طريقه إلى الفندق، حتى فوجئ بأحد الرجلين المتآمِرَيْن يعبر الطريق مسرعًا، فأبطأ من سرعة سيارته، وشاهد الرجل يعرج يمينًا بشارع جانبي، فاضطر إلى إيقاف سيارته، وأسرع وراءه. دخل الرجل شارعًا ضيقًا يفضي إلى حارة، فأسرع حمدي خلفه ليعرف عنوانه، وما كاد يقف لمعرفة رقم المنزل، حتى فوجئ بعصا غليظة تنزل على رأسه، فسقط مغشيًّا عليه.

****

اقرأ كل فصول رواية ليلة الخطوبة من هنا

الأول: الخطوبة السعيدة

الثاني: شيك بدون رصيد

الثالث: حقيقة الموقف

الرابع: العلم.. والغذاء

الخامس: الوجبة المتكاملة

السادس: المطعم العجيب!

السابع: المؤامرة!

الثامن: الشركاء الثلاثة

التاسع: دافع الجريمة

العاشر: الصفقة المقترحة

الحادي عشر: سقوط العصابة

الثاني عشر والأخير: الفكرة الشيطانية!

شاهد قناة قصة لطفلك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال