اليوم مع رواية الشباب ليلة الخطوبة الفصل الرابع بعنوان: الغذاء والعلم.
راح الأصدقاء ينظرون إلى بعضهم البعض وهم في حالة ذهول تام! ولما وجد موظف التسجيل الجميع على هذه الحال، اعتقد أنهم لا يصدقون، فقام بفرد كافة السجلات أمام حمدي، وهو يقول:
هذه كل البيانات عن صاحبة الشركة التي تم تسجيلها: اسمه حمدي فاضل سيد علي، وهو من مواليد الجمالية، وهذا هو رقم هويته الشخصية وبياناتها.
فلما تأكد حمدي من أن الشركة قد تم تسجيلها باسمه، قال وهو لا يصدق:
تصوروا إلى أي درجة بلغ نُبل الدكتور فهد! لقد سجل الشركة باسمي حتى لا تضيع عليَّ أموالي، إذا عجز هو عن تحصيل المبالغ من هولندا!
وتنفس جاسر الصعداء أخيرًا، ودمعت عيناه من شدة الفرحة، بعدما علم ببراءة ابن عمّه، والتي أنقدته من أخطر مأزق مع أعز صديقين له: حمدي وهادية.
قال حمدي وهو يضحك:
وبهذه المناسبة، أدعوكم اليوم إلى الغداء في منزلنا.
فعلّق طلال ضاحكًا:
يا لك من بخيل يا حمدي! فهل استرداد ستمائة وخمسين ألف جنيه يُقابل بمجرد دعوة للغداء بمنزلك؟!
انتابت الجميع حالة من الضحك الطويل، وشعر حمدي لأول مرة بالسعادة بعد خطوبته لأحب الناس إلى قلبه.
وعلّقت هادية ضاحكة:
إذا كان حمدي قد دعاكم للغداء مقابل استرداده لمبلغه، وبما أنني خطيبته، وبالتالي صاحبة نصف هذا المبلغ مستقبلاً، أدعوكم على العشاء، عسى أن يكون في ذلك إنصاف لكم!!
وقُبيل أن يشرع الأصدقاء في الذهاب إلى منزل حمدي، إذا بتليفونه المحمول يرن، وكان المتحدث هو المحاسب القانوني لشركة والده، والذي أخبره بأن المحاسب القانوني لشركة الأمن الغذائي، أفاده بأن الشركة اشترت بالفعل المواد الغذائية من الشركة الهولندية بقيمة اثنين ونصف المليون جنيه، فشكره حمدي على ذلك.
وأخيرًا قضى الأصدقاء ليلة من أجمل الليالي؛ وتناول الجميع طعامًا شهيًّا، أبرزت فيه والدة حمدي وشقيقته كل مهارتهما في فنون الطهي، وحرصتا على أن يكون الطعام المقدم مصريًّا، في حين كانت هادية ضيفة شرف هذه الوليمة، فهذه أول دعوة غداء تحضرها وهي مخطوبة لحمدي.
وجد حمدي الفرصة سانحة لدعوة الجميع إلى التجول بحي خان الخليلي. وعلى الفور اصطحبهم حمدي إلى هذا المكان الأثري الرائع، واستراحوا في أكثر من مقهى، كما دعتهم هادية إلى العشاء في أحد مطاعم خان الخليلي الرائعة، وعندما شرع الأصدقاء في مغادرة المطعم، ألقت لمياء نظرة على ساعة يديها، فصاحت فجأة في قلق بالغ:
يا خبر! إن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة.. إنني أخشى من السفر إلى مرسى مطروح في منتصف الليل، فلن نصل قبل الساعة الرابعة والنصف فجرًا.
اضطر الجميع إلى المبيت في منزل حمدي، حيث نامت هادية ولمياء مع شقيقته التي رحّبت بهما، وظهرت عليها الفرحة الغامرة، أما الأصدقاء الثلاثة، فقد أمضوا ليلتهم في غرفة حمدي، ولكن لم يدرك أحدهم النعاس، حيث باتوا يتسامرون فيما بينهم.
علق جاسر قائلاً:
تصوروا! إنني أشعر وكأنني في حلم! لقد كنت في أشد الحرج منك يا حمدي، كما كنت أشد الناس حزنًا على الدكتور فهد، ابن عمي، ولولا أننا في وقت متأخر، لقمت بالاتصال بوالدي، لكي أطمئنه على الدكتور فهد، فهو منذ أن اتصلت به وأخبرته بما حدث، في حالة شديدة من القلق.
وفي الصباح، سارع جاسر إلى الاتصال بوالده في لبنان، وبعد أن أنهى المكالمة تنفس الصّعداء.
وبينما شرع الجميع في السفر إلى مرسى مطروح مرة أخرى، توقف حمدي بسيارته فجأة، فتوقف جاسر بدوره بسيارته أيضًا، ولما سأل الجميع حمدي عن سبب توقفه، قال وقد ظهرت على وجهه علامات التفكير العميق:
لقد خطرت ببالي فكرة ستجعلنا نمكث هنا ثلاثة أيام على الأقل!
سألته لمياء في لهفة:
ما هي؟ ولماذا؟
فأجابها حمدي بالقول:
لقد عرفت من الدكتور فهد أن لديه شركة أغذية هولندية، وهي الشركة التي اشترت منها شركة الأمن الغذائي بمصر المواد الغذائية، والتي بلغ ثمنها اثنين ونصف المليون جنيه، وأعطته مقابل ذلك شيكًا بتوقيع مزيف، وأن هذه الشركة ستبيع هذه البضاعة في مصر والبلاد العربية بعشرة ملايين جنيه!
أردف وليد في حيرة:
نعم.. فالذي ينصب على الدكتور فهد في الشيك، قادر على أن يبيع ذلك بأربعة أضعاف!
قال حمدي:
لا.. أنا لا أقصد ذلك، بل أقصد أنه حتى ولو لم تُعْطِه الشركة شيكًا بتوقيع مزور، فإنها كانت ستكسب من وراء هذه الصفقة سبعة ونصف المليون جنيه!
فلما نظر إليه الجميع متسائلين، أردف قائلاً:
لو قامت شركة الدكتور فهد الهولندية بالاتصال بشركة الأمن الغذائي هذه، وأبلغتها بأنها لو لم تُعطِ الدكتور فهد شيكًا صحيحًا، فإنها سترسل إليها رسالة تفيد بأنها اكتشفت أن الأغذية تحوي مادة فاسدة، ولذلك فإنها تطلب إرجاع الكمية المُرسلة إليها، وسترسل إليها الشيك المقدم منها؛ حتى لا يُصاب الناس من تناول هذه الأغذية بأمراض خطيرة؛ كالسرطان، والفشل الكُلوي والكبدي، وأنها سترسل صورة لكل شركات الأغذية بذلك.
ثم توقف حمدي، وجعل يجيل النظر بين الجميع، ثم أردف قائلاً:
وأنتم تعرفون أن أي شكٍّ في الغذاء، يؤدي إلى خوف كل الناس من تناوله، وبذلك لن يشتروا أية مواد غذائية من هذه الشركة، وخاصة أن الأبحاث قد تأخذ وقتًا طويلاً، الأمر الذي يضيع على الشركة قيمة الصفقة، وهنا ستضطر شركة الأمن الغذائي إلى التضحية بقيمة الشيك.
نظرت هادية إليه في إعجاب، وصاح طلال مهلِّلاً فى حماس:
يا لها من فكرة!
وعلى الفور، اتصل حمدي بالدكتور فهد في هولندا، وعرض عليه الفكرة، فرحب بها، وسارع بإرسال الإنذار عبر المحمول، إلى شركة الأمن الغذائي، فلم تتورع إدارة الشركة في إصدار شيك مصرفي صادر من البنك، إلى الشركة الهولندية التي يملكها الدكتور فهد.
وبعد عدة أيام، فوجئ الأصدقاء أثناء اجتماعهم بكافتيريا الكلية بالدكتور فهد أمامهم، وما أن شاهده حمدي، حتى أسرع بمعانقته بحرارة وترحاب شديدين، وراح الدكتور فهد يشكره مرات عديدة على الفكرة التي قدمها له، وكانت سببًا في إنقاذ موقفه، وأخيرًا قال الدكتور فهد لحمدي:
والآن، سأعيد لكَ نقودك بالكامل، بشيك مصرفي مضمون، مقابل أن تحوِّل تسجيل الشركة باسمي مرة أخري.
بَيْدَ أن هادية سألته في شغف:
ولكن، ما هي هذه الشركة؟ إننا نُريد أن نعرف إن كنا نستطيع المساهمة فيها، خاصة أننا عرفنا أن ثمن البضاعة المُباعة من الشركة الهولندية يمكن بيعها هنا بأربعة أضعاف قيمتها، فلو قمنا ببيعها بضعف ثمنها فقط، فسيكون ربحنا مرتفعًا.
صمت الدكتور لثوانٍ، ثم أطلق زفرة عميقة، وبادر قائلاً:
لقد عرفتم أنني من العلماء المعدودين في العالم الذين تخصصوا في إعادة صياغة الغذاء، ليقوم بوظيفة علاجية، إلى جانب وظائفه العادية.
أجابه طلال مؤكدًا:
فِعلاً، لقد قلت سيادتك ذلك من قبل.
فرد الدكتور فهد قائلاً:
وقد كنت اجتمع مرة كل ثلاث أشهر مع مجموعة من زملائي العلماء الموجودين في جميع الدول الأوروبية، وكان الحلم الذي يراودنا جميعًا هو: ماذا نفعل من أجل مصر؟ لقد أرسلنا إلى الهيئات العلمية في مصر، نعرض عليهم مساعدتنا، ولكننا عندما اجتمعنا معًا منذ أقل من عام، خطرت ببالي فكرة جديدة.
سألته هادية مستفسرةً:
فكرة جديدة! ما هي؟
رد الدكتور فهد قائلاً:
الفكرة مؤداها أن مشكلة مصر تكمن في وجود فجوة هائلة بين العِلم، وبين توظيفه في حياتنا، فلماذا لا نقوم نحن بعمل مشروع لتغطية هذه الفجوة؟ وأن يكون ذلك بالطبع في الموضوع الخاص بي، وهو كيف نحوِّل الوجبات التي يتناولها المصريون لتصبح على أساس علمي، فتكون مصر بذلك أول دولة يكون فيها هذا الغذاء المُعدّ على أساس علمي.
سألته لمياء في حيرة:
ولكن، ماذا تقصد بأن يكون الغذاء على مستوى علمي؟
فأجابها الدكتور قائلاً:
أنتم تعرفون أن العالم الآن قد توصل إلى معلومات في غاية الأهمية عن الطعام، فبعد أن كنا نتناول الطعام دون أن نعرف ما يحتويه، صارت معرفتنا عما يحتويه الطعام في غاية الدقة، لدرجة أننا قد صِرْنا نعرف- مثلاً- ما يحتويه الموز من سعرات حرارية، وما يحتويه من وحدات المعادن والفيتامنيات، والبروتين. كما أصبحنا نعرف ما يحتويه جرام اللحم من بروتينات، ودهون، وفيتامنيات، ومعادن، وهكذا الحال في جميع أنواع الطعام.
قالت هادية مؤكدة:
نعرف ذلك، فلا تَنْسَ أننا طلبة بكلية الصيدلة!
رد الدكتور قائلاً:
لقد عرفنا ما يحتاجه الفرد من البروتينات، والفيتامينات، والأملاح، والمعادن، والكربوهيدرات، ومتى يحتاج إلى ذلك بالضبط.
ثم توقف قليلاً، وأردف قائلاً:
ثم يأتي ما هو أكثر أهمية، وهو أن الصيدلي قد استطاع الآن عزل المواد الفعاله في كل نبات، بل وفي اللحوم والألبان، ليستفيد االمريض من أي طعام بعد عزل مادته الضّارة.
فتساءل جاسر في حيرة:
وهل ستبيع الشركة المواد الفعالة التي يحتوي عليها النبات والحيوان، مثل الفيتامينات، والمعادن، والبروتينات، وغيرها، في شكل ألبان منزوعة الدَّسم؟
فعقّب وليد بالقول:
إنها ستكون مثل الصيدليات، أليس كذلك؟
ولكن الجميع فوجئوا بالدكتور فهد يقول:
لا.. بل إن المشروع هو إقامة مطعم!
فنظر إليه الجميع وهم لا يصدقون، ووقفوا ينظرون إليه وهم في حالة من الدهشة والحيرة الشديدتين، ثم أردف الدكتور فهد قائلاً:
نعم.. إن المشروع لن يكون مجرد فيتامينات ومعادن وأغذية طبيّة معقّمة تُباع في الصيدليات، ولكنه سيكون عبارة عن أطعمة مطهوَّة مثل التي نأكلها تمامًا، ولكنها تختلف عن ذلك في أمر واحد فقط، وهو أنها أطعمة صحيّة متوازنة!
وردَّ طلال في إعجاب شديد:
إنها نقلة علمية هائلة فعلاً في عالم الغذاء!
وأضاف الدكتور فهد قائلاً:
نعم.. وهناك أيضًا أمور يلعب الغذاء الدور الأساسي فيها أثناء العلاج، وأي خطأ في عناصر هذه الأغذية قد يؤدي إلى خطورة هائلة.
فسأله وليد مستفسرًا:
مثل ماذا؟
فرد الدكتور قائلاً:
خذوا مثلاً مرض القصور الكلوي، فإن علاج المريض به يقوم فقط على شيئ واحد، وهو ألا يحتوي غذاء المريض على البروتين، سواءً كان بروتينًا حيوانيًّا أو بروتينًا نباتيًّا، كما لا يحتوي أيضًا على الألبان ومنتجاتها، مثل الجبن، وأيضًا لا يحتوي على مُشتقات البروتين الحيواني، كالبيض والدهون.
ثم سكت الدكتور فهد، وجعل يُجيل النظر بين الجميع، وواصل حديثه قائلاً:
تصوروا إنسانًا لا يتناول اللحم، والأسماك، والدواجن، ولا يحتوي غذاؤه أيضًا على أي بروتين نباتي، مثل الفول، والعدس، أو غيرهما، ماذا يأكل؟
فقالت هادية في عطف شديد:
صحيح.. ماذا يأكل؟!
فأجاب الدكتور بالقول:
لا يوجد أمامه سوى وجبه خالية من البروتين والدهون، فهل يمكن أن يتناولها المريض طوال عمره في الإفطار، والغذاء، والعشاء؟! إما أن يتقبل هذا المريض الأمر الواقع شديد المرارة، لينقذ نفسه من الفشل الكلوي، وأن يعيش طوال عمره في حالة حرمان من الطعام، أو أن يُصاب بالزهق، فيتناول الطعام الذي يحتوي على بروتين ومنتجات حيوانية، وتكون النتيجة أن يُصاب بالفشل الكلوي!!
قالت لمياء في لهفة:
فعلاًَ! يا لها من مأساة! ولكن ما هو الحل؟
فأجابها قائلاً:
الحل في مشروعنا، وفي وجود توليفات متعددة قد تصل إلى خمسين وجبه غذائية، لا تحتوي على بروتينات حيوانية أو نباتية، ولا تحتوي أيضًا على المنتجات الحيوانية.
جعل الجميع يُجيلون النظر فيما بينهم، فأستأنف الدكتور فهد حديثه قائلاً:
تصوروا كيف يجد المريض بذلك النجاة من الفشل الكلوي! وفي الوقت نفسه، يعيش حياة طبيعية تمامًا.
صاحت هادية في إعجاب شديد:
يا لها من فكرة رائعة!
أردف الدكتور في حماس:
تعرفون أن هناك ما يقل عن نصف مليون مصاب بقصور الكُلى في مصر فقط، ومعنى ذلك أن هؤلاء سيتناول كل منهم طعامه من الشركة.
وبعد ثلاث أيام، التقى الأصدقاء بالمجموعة المؤسِّسة للشركة: الدكتور مخلوف الرشيدي، المصري الجنسية، وأستاذ الباطنية، والذي يعمل في مستشفي بريطاني، والدكتور جهاد العوني، أستاذ الاقتصاد بجامعة كليفلان، بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور طالباني، عالم الزراعة، صاحب الجنسيتين الصومالية والهولندية، والدكتور نجد الدين اليماني، أستاذ الاجتماع بإحدى الجامعات الكندية، واليمني الجنسية.
وبعد أن قام الدكتور فهد بتقديم زملائه للأصدقاء، علّق الدكتور نجد الدين اليماني قائلاً:
أظن أنكم تتساءلون في حيره: ما هو دور عالم اجتماع في شركة مثل هذه؟!
قالت لمياء، وهي تتبسم:
فعلاًَ يا دكتور! فالشركة متخصصة في الأغذية، فما علاقة علم الاجتماع بذلك؟!
فأجابها الدكتور اليماني قائلاً:
إن علم الاجتماع يدرس الظواهر والثقافة السائدة في مجتمع ما، وقد قمنا بدراسة الثقافة الغذائية السائدة في مصر، وتعرفنا على المفهوم السائد لدى الناس عن الغذاء والأنماط الغذائية.
فقالت هادية:
وماذا وجدت يا دكتور؟
فأجابها قائلاً:
لقد وجدنا أن معظم المصريين يخشون من أن تكون الخضراوات والفاكهة ملوثة بالسماد الكيماوي أو المبيدات، أو من عدم صلاحية البذور نفسها، كما يخشون طرق تخزين الخضراوات والفاكهة، والتي يتم إهدارها في معظم الأحيان، وفي الوقت يخافون من طرق تخزين اللحوم.
فتدخل الدكتور طالباني، عالم الزراعة، قائلاً:
ولا تنسوا أننا نعتني بأن يكون الطعام صحيًّا من المنبع، من خلال إكساب التربة عناصر غذائية محددة، وتتم عملية الزراعة بالسماد الطبيعي، ولا نستخدم الكيماويات، كما يتم تخزين النبات بشكل صحي، أما طهيه فيتم من خلال أحدث الطرق العلمية المتّبعة في المحافظة على عناصره الغذائية.
وعقّب الدكتور مخلوف، أستاذ الباطنة قائلاً:
وأيضًا لا يتناول مريض السكر- مثلاً- وجبة أو وجبتين فقط، وإنما يتناول عشرات الوجبات المختلفة، التي تصلح له، فتكون منزوعة الدسم، ومنخفضة السُّعرات الحرارية، وتحتوي على معادن وفيتامينات؛ فيشعر المريض أنه يعيش حياة طبيعية، وأمامه عشرات البدائل من الوجبات التي يأكلها بلا خوف.
ثم توقف، واستكمل حديثه قائلاً:
ولا تنسوا أنه يمكن أن يتناول مريض السكر وجبات غذائية، بل ومشروبات منخفضة السعرات، فمثلاً، يكون السكر المستخدم فيها من الفركتوز، أو من نباتات منخفضة السعرات جدًّا، فيعيش المريض بذلك بشكل طبيعي.
علّق وليد في أعجاب شديد:
بهذا الشكل، فإن المريض سيعيش فعلاًَ حياة طبيعية، بل سيتناول أطعمة أفضل كثيرًا من الشخص الصحيح!
فأضاف الدكتور مخلوف قائلاً:
ولا تنسوا مرضى الكبد والقولون، فهما يحتاجان إلى وجبات غذائية يسهل تناولها، دون أن يُصاب مريض القولون بحموضة، أو بصعوبة في عملية الهضم أو الامتصاص، ولا تجعل مريض الكبد يجد صعوبة في الهضم.
وما كاد الدكتور مخلوف يواصل حديثه، إذا بأمرأة ترتدي ملابس رثَّة تدخل، وتصيح في جزعٍ شديد:
الحقني..الحقني يا دكتور!
فسألها الدكتور مخلوف في لهفة؟
ماذا حدث؟
قالت المرأة، وقد تضاعف جزعها:
زوجي يا دكتور! ما أن تناول الدواء الذي كتبته له، حتى وقع مغشيًّا عليه، ونقلناه إلى المستشفى في حالة خطرة!!