قصص القرآن الكريم .. بقرة بنى إسرائيل
اليوم مع قصة جديدة من قصص القرآن الكريم بعنوان بقرة بنى اسرائيل..
بحثوا عني كثيراً، في الحظائر، والمزارع، في الحقول، وفي البيوت، وأخيراً طرقوا باب رجل صالح من بني إسرائيل..
سمعوا صوت نصيري، فسألوه عن لوني، لونها أصفر فاقع ليس به بقع من لون آخر، سألوه عن عمري..
فأجابهم: في منتصف العمر، ليست كبيرة ولا صغيرة، أحضرني أمامهم، فتأكدوا أني سليمة عفية ليس بي عيوب، فرحوا فرحا كبيرا..
وهنأ بعضهم بعضاً بالعثور علي ضالتهم، أخرجوا من جيوبهم مالا كثيرا، وأعطوه إلي صاحبي ثمني، لكنه رفض، فأنا بقرته أحمل له علي طهري أحمال كثيرة..
اذهب معه إلي الحقل، فأدير الساقية، وهو يأخذ لبنى فيشربه، ويصنع منه الزبد والحين ليأكل، رافقته سنوات طويلة، لذلك لن يجدوا بديلاً عنى في قوتي وجمال منظري.
البقرة النادرة
الحوا عليه في شرائي وضاعفوا الثمن حتى وصل إلي مثل وزني ذهبا.. ولكنه رفض..
وعلم صاحبي حاجتهم إلي شديدة، وأنهم لديتنا زلوا عن شرائي، فطلب منهم ثمنا باهظا لا يصدقه عقل حتى يعجزون عن دفعه، لكنهم دفعوا له ما طلب فأصبحت ملكاً لهم.
ودعت صاحبي.. ومشيت معهم لا أ دري إلي أين يذهبون بى دوني صاحبي، كنت أفكر طوال الطريق لماذا بحثوا عني ؟!! وماذا سيفعلون بي وأخيراً انكشف لي السر..
سر شراء البقرة
سمعتهم يتحدثون عن شيخ من أغنياء قريتهم وجدوه مقتولاً علي الطريق.. وعرفت من حديثهم، تزايدت شكوكهم في ابن أخ للقتيل اتهموه أن الطمع في الإرث دفعه لقتل عمه، لكنه أنكر.. أقسم انه ليس القاتل، كادوا يصدقونه لكن المكر يطل من عينيه، ولما تعبوا في الوصول إلي الحقيقة ذهبوا إلي نبي الله موسي عليه السلام..
وكانوا يعظمونه، ويقدرون مكانته، طلبوا منه أن يسأل ربه عن أمر هذا القتيل، ومن قتله، وسأل موسي عليه السلام ربه، ثم عاد لهم فأمرهم أن يذبحوا بقرة وتعجب الناس: يسألونه عن القاتل فيحدثهم عن بقره؟!!!
ولم يسرعوا في تلبية الأمر الإلهي، وانشغلوا بمجادلته في أشياء لم يطلبها منهم، وجرتهم الدهشة لكثرة السؤال، فسألوه عن لون البقرة، وعمرها، وحالها، وكلما أجابهم أصبحت مواصفات البقرة المطلوبة مواصفات خاصة يصعب وجودها في الأبقار جميعا متشابهة..
ولو أسرعوا بإحضار أية بقرة تلبية للأمر لقبلها منهم، ولكنهم بكثرة جدالهم صعبوا الأمر علي أنفسهم.
معجزة بقرة بنى إسرائيل
وظلوا يبحثون عن البقرة المطلوبة حتى وجدوا عند صاحبي فدفعوا ما دفعوا ثمنا لي.. وذهبوا بي إلي موسي عليه السلام.
وهناك جمع أهل القرية ومن بينهم ابن أخ القتيل… ذبحني أمام الجميع، فشهد الجميع بذبحي حادثا تاريخيا يدل علي قدرة الله وعظمته….
فقد أخذ موسي أجزاء من جسدي المذبوح، وضرب بها جثمان القتيل، فقام من موته واعترف بأن القاتل هو ابن أخيه ثم عاد ميتا….
هلل الحاضرون، انفتحت عيونهم بالدهشة، نظروا لبعضهم البعض، وقد عجزت شفاههم عن النطق وأصبحت أنا “بقرة بني إسرائيل” من المعجزات الخارقة التي يتحاكى بها الناس علي مر السنين..
وفي القرأن الكريم أنزل الله سورة باسمي “البقرة” وشرفني بالذكر في آيات تحكي حكايتي.