قصص القرآن الكريم قصة أصحاب الفيل
اليوم مع قصة جديدة من قصص القرآن الكريم وهي قصة أصحاب الفيل..
ظنوا جميعا أن سر قوتي في ضخامة جسمي، وطول خرطومي، والحقيقة أنني لست فيلا عاديا، فأنا محمود، ملكني أبرهة الأشرم حاكم اليمن في قديم الزمان.
هل تعرفون من أبرهة؟!!
سأحكي لكم حكايته..
قصة أبرهة
كان أبرهة نصرانيا متعصبا، يعذب من لا يؤمن بالمسيحية، ويفسد في الأرض، وبظلم الناس، وكان العرب يحجون إلي الكعبة ( بيت الله الحرام ) الذي بناه جدهم إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام.
وأراد أبرهة المغرور أن يحج الناس لبيته هو، فأجبر الناس علي العمل بدون مقابل، فضربوهم بالسياط، حتى حملوا الحجارة علي أكتافهم من أماكن بعيدة، ومشوا بها مسافات طويلة..
كنيسة أبرهة
ويومًا بعد يوم اكتملت كنيسة (أبرهة) بأبراجها العالية، وأعمدتها الشاهقة، وحوائطها المتينة، ورسوماتها وألوانها الزاهية.
وفي سقفهما تعلقت مصابيح من الذهب، وثريات من العاج، وأجراس من الفضة، وأصبحت ضخامتها حديث الناس في كل مكان.. مشى أبرهة بين الناس مغترا..
نادي بصوت عال: الحج إلي كنيسة أبرهة، لا كعبة بعد اليوم…
في موسم الحج لم يجد حجاجا عند كنيسته..
اشتعل غضبا، مشي في الأرض ثائرا يصيح: لماذا لم تحجوا لكنيستي؟! أليست هي الأفضل والأضخم؟
لا بديل عن الكعبة
أخبره الناس بأنهم يعتزون بالكعبة وأنهم لن يتحولوا عنها، وكما ذكرت لكم فإنه كان ظالما.. قاسياً.. هددهم بالتعذيب والقتل ليجبرهم علي ما يريد، لكنهم ثاروا عليه، فلطخوا أعمدة الكنيسة بروث البهائم، وكبتوا علي جدرانها عبارات السخرية، ونزعوا مصابيحها لتظلم، وأسقطوا أجراسها لتسكت..
اشتد غيظ أبرهة، وتوعدهم بهدم الكعبة، ذهب معه جيشا كبيرا، به أخيال ضخمة، وكنت أنا (محمود) علي رأس هذه الأفيال، والوديان وراءنا فيها عساكر أبرهة مجهزين بالأسلحة والسهام يدبون الأرض في جبروت بأحذيتهم الضخمة، علي رمال خشنة، وتحت شمس محرقة..
جيش أبرهة فى مكة
وبهذا الجيش القوي هزم أبرهة كل من خرج لمقاومته، حتى وصل إلي مكان بين مكة الطائف اسمه (المغمس) فأخذ من هناك الغنائم الكثيرة، وكان من بينها مائتي بعير لعبد المطلب سيد قريش.. ٍ
واقترب الجيش من مكة، فأرسل أبرهة إلى عبد المطلب رسولا يحذره من مقاومته أو التعرض له.
عبد المطلب وأبرهة
وخشي عبد المطلب علي جيشه وأهله من الهلاك، فذهب بنفسه إلي أبرهة، وطلب منه أن يرد عليه المائتي بعير التي غنمها قبل ذلك، سأله أبرهة مندهشا: سيد مثلك ينشغل بأمر البعير والإبل؟ ولا يحدثني في أمر الكعبة وهدمها؟!!
أجاب عبد المطلب في عزة: أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه.
أخذ عبد المطلب إبله وعاد لقومه، فأخبرهم بما حدث.. ثم أخذهم إلي الكعبة فالتفوا حولها، ودعوا الله أن يحميها، ثم توجهوا إلي الصحراء تاركين مكة، فدخلها جيش أبرهة وكما ذكرت لكم: لم أكن فيلا عاديا، أتاني أمر الله من فوق سبع سماوات، فبركت علي الأرض، ولم أتحرك نحو الكعبة.
الفيل لا يهدم الكعبة
ضربني العسكر ضربا شديدا، فلم أقف، أخذوني وعذبوني فما زادني ذلك إلا ثباتا في مكاني.. لم أتقدم خطوة واحدة لهدم بيت الله.
اندهش الجنود العساكر.. واحتاروا في الأمر، فقلت عزيمتهم، وارتبكت خطواتهم، وفوق رؤوسهم حلقت أسراب من طيور، أرسلها الله من السماء، وفي منقار كل طائر حجر، وفي رجليه حجر، لم يسقط الحجر علي رجل إلا قتله في الحال، وعلي جسد أبرهة أسقطت الطيور أحجارها، فراح لحمه يتقطع قطعا صغيرة.
هلاك أبرهة وجيشه
فكان هلاكه عبرة وموعظة وآية من آيات الله خلدها التاريخ، وسجلها الله تعال في قرآنه الكريم فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5). سورة الفيل.