افضل الروايات دعوة مفاجئة .. الفصل الخامس: هادية.. متهمة أم ضحية؟
اليوم مع فصل جديد من افضل الروايات دعوة مفاجئة الفصل الخامس..
سادت فترة صمت سيطر فيها الخوف على الأصدقاء،
وخاصة حمدي، الذي كاد أن ينهار من فرط خوفه وخزنه على هادية، بينما تجمَّد الشيخ حمدان- والد هادية- في مكانه لمدة، ثم قال وهو لا يصدق:
هل ضاعت بذلك ابنتي؟ وهل ستكون الضحية الوحيدة؟
بينما اضطر عدد كبير من أولياء الأمور لطلب مغادرة الاجتماع.
كانت إدارة الكلية قد أرسلت بعض الموظفين والعاملين إلى مدينة مرسى مطروح؛ لشراء وجبات جاهزة لجميع الحاضرين، فاضطر عدد كبير من أولياء الأمور إلى تناولها أثناء الطريق، ولم يستطع أحد من الأصدقاء، ومعهم الشيخ حمدان، من تناول أو احتساء ولو كوب من الشاي، بالرغم من محاولات الحاج فاضل المضنية لاقناعهم بتناول الطعام.
سادت فترة طويلة من الصمت، كان خلالها حمدي والشيخ حمدان في حالة من الحزن العميق، فقطع طلال الصمت قائلاً:
يا جماعة، لقد خطرت ببالي ملاحظة أعتقد أنها في غاية الأهمية.
افضل الروايات دعوة مفاجئة
فسألته لمياء في لهفة:
ما هي؟
رد طلال:
لا يمكن لمثل هذه المنظمة أن تحرمنا فقط من تنفيذ هذا المشروع، بل يمكنهم أيضًا تسجيل هذا الاختراع، ما دام الدكتور الفالح لم يسجله بعد!
وما أن ذهبوا إلى مكتب العميد، وتقابلوا مع الدكتور الفالح، وأخبروه بهذا الأمر، حتى أجابهم معترضًا:
لا.. لا يمكنهم ذلك.
التفت إليه العميد وقد فغر فاه من الدهشة، وتساءل:
ولماذا لا يمكنهم ذلك؛ فمنظمة كبيرة مثل هذه تمتلك الأموال والنفوذ، ولديها العلماء الذين يستطيعون التقاط الفكرة من الرسوم الهندسية لهذا الاختراع؟!
افضل الروايات دعوة مفاجئة
فقال الدكتور الفالح:
لا.. لا يمكنهم ذلك؛ لأن الموجود لديهم هو بعض النتائج النهائية، وهناك فجوة هائلة بين بدايات الأفكار، وبين الوصول إلى هذه النتائج، وبذلك يصعب عليهم تسجيل هذا الاختراع باسمهم.
كان رئيس المباحث قد غادر المكان هو ومساعداه، بيد أنه لم يلبث أن عاد مرة أخرى، وما أن استأذن في دخول مكتب عميد الكلية، حتى بادر مخاطبًا الجالسين:
عرفنا أن هذا الاختراع سيؤدي إلى دخول ما يزيد عن الأربعين مليار دولار سنويًّا للعالم العربي، بالإضافة إلى أنه سيقضي تمامًا على التلوث، إلى جانب أنه سيؤدي إلى توفير مليوني فرصة عمل، وهو ما يعني أنه من أخطر المشاريع التي ستجعل العالم العربي يقفز عدة قفزات نحو التقدم، أليس كذلك؟
فقال عميد الكلية في تساؤل ودهشة:
نعم، ولكن ماذا تقصد؟
افضل الروايات دعوة مفاجئة
توقف رئيس المباحث للحظات، وجعل يدقق خلالها في وجوه الجميع، ثم أجاب:
أقصد أن منظمة بهذا الحجم والقوة، لا تتصور أن العالم العربي سيتوقف عن استخدام هذا الاختراع الضخم من أجل فتاة عادية أُخِذَت رهينة، فعلى الأقل، لو كانت هي ابنة المخترع نفسه، لصار ذلك ممكنًا.
نظر إليه الجميع وهم لا يصدقون، فأردف قائلاً:
كما أن هناك ملاحظة لا تقل أهمية عن ذلك.
سأله جاسر في لهفة:
ملاحظة! ما هي؟
فردَّ رئيس المباحث:
عندما غادر الدكتور الفالح الطائرة وهو يحمل عدة
حقائب، تقدمت إليه هادية، وتناولت منه على الفور الحقيبة التي بها وثائق الاختراع، وقالت: إنها ستسلم هذه الحقيبة له في الاجتماع، فلو أن المنظمة هي التي كانت تخطط لعملية السرقة، فهل ستعتمد في خطتها على هذه الصدفة؟ كان يمكن لهادية أن تتناول من الدكتور الفالح أي حقيبة أخري.
فانتفض الحاج فاضل- والد حمدي- واقفًا، وسأل رئيس المباحث في دهشة وذهول شديدين:
ماذا تقصد سيادتك؟ إنني لا أصدق؟
ففوجئ الجميع برئيس المباحث يقف فجأة، ويقول في لهجة قاطعة:
بل صدِّق، ولذلك فإنني أوجه إلى الشيخ حمدان تهمة التخطيط والتآمر هو وابنته لسرقة هذا الاختراع.
فتسمر الجميع في أماكنهم وهم في حالة من الذهول.
*****