عمرو بن العاص
هُوَ
وَاحِدٌ مِنْ أَشْهَرِ فُرْسَانِ العَرَبِ، وَدَاهِيَةٌ مِنْ دُهَاتِهَا المَعْدُودِيْنَ.
اسْتَعَانَتْ بِهِ قُرَيْشٌ قَبْلَ إِسْلامِهِ فَأَرْسَلَتْهُ إِلَى الحَبَشَةِ؛ لِيَحْتَالَ
عَلَى النّجَاشِيِّ، وَيَأْتِيَ بِهَؤُلاءِ الفَارِّيْنَ بِدِيْنِهِم، حَتّى يَكُوْنُوا
عِبْرَةً لِكُلِّ مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِهَذَا الدّيْنِ
الجَدِيْدِ. وَقَدْ تَفْتَّكَ عَقْلُهُ عَنْ خُطَّةٍ مُحْكَمَةٍ، حَاوَلَ بِهَا أَنْ
يُسَيْطِرَ عَلَى قُلُوبِ البَطَارِقَةِ؛ حَتّي يَكُونُوا عَوْنًا لَهُ أَمَامَ
النَّجَاشِيِّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَحَصَّلَ عَلَى شَيءٍ؛ فَلَمْ يَنْخَدِعِ
النّجَاشِيُّ بِكَلامِهِ، بَلْ جَمَعَ هَؤلاءِ النَّفَرَ مِنْ المُؤمِنِيْنَ، وَرَاحَ
يُوجِّهُ إِلَيْهِم أَسْئِلَةً عَدِيْدَةً، اسْتَطَاعَ مِنْ خِلالِ إِجَابَاتِهِم
عَلَيْهَا أَنْ يَتَأَكَّدَ أَنّهُم عَلَى الحَقِّ؛ فَأَمَّنَهُم وَقَالَ لَهُم: أَنْتُم
سُيُومٌ “آمِنُونَ” فِي أَرْضِي؛ فَعَادَ عَمْرُو بنُ العَاصِ إِلَى مَكَّةَ
بِخُفَّي حُنَيْنٍ. وَقَدْ كَانَتْ لَهُ مَعَ النّجَاشِيِّ عَلاقَةُ ودٍّ وَصَدَاقَةٍ،
وَكَثِيْرًا مَا كَانَ يَذْهَبُ إِلَيْهِ، يُسَامِرُهُ وَيَتَجَاذَبُ مَعَهُ أَطْرَافَ
الحَدِيْثِ.
وَقَدْ
حَاوَلَ فِي كَثِيْرٍ مِنَ المَرَّاتِ أَنْ يَتَّهِمَ هَؤلاءِ المُؤمِنِيْنَ- أَضْيَافَ
النَّجَاشِيِّ- فَلَمْ يَتَمَكَّنْ؛ فَالمَلِكُ كَانَ وَاعِيًا فَطِنًا، وَهُوَ يَعْلَمُ
دَهَاءَهُ وَمُرَاوَغَتَهُ، فَكَانَ يَسُدُّ عَلَيْهِ كُلَّ الأَبْوَابِ، حَتَّي قَالَ
لَهُ يَوْمًا:
ـ
كَيْفَ يَغْرُبُ عَنْكَ أَمْرُ مُحَمَّدٍ، عَلَى مَا أَعْرِفُهُ مِنْ رَجَاحَةِ عَقْلِكَ
وَبُعْدِ نَظَرِكَ؟! فَوَاللهِ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم خَاصَّةً، وَإِلَى
النَّاسِ كَافَّةً.
فَاتّسَعَتْ
عَيْنَاهُ، وَرَفَعَ حَاجِبَيْهِ دَهْشَةً، وَقَالَ:
ـ أَأَنْتَ تَقُوْلُ ذَلِكَ
أَيُّهَا المَلِكُ؟
قَالَ
النَّجَاشِيُّ مُبْتَسِمًا:
ـ
نَعَمْ وَاللهِ.. فَأَطِعْنِي وَآمِنْ بِمُحَمَّدٍ وَمَا جَاءَكُم بِهِ مِنَ الحَقِّ.
* * *
لَمَّا قَرَّرَ عَمْرُو بْنُ
العَاصِ أَنْ يُسْلِمَ، رَكِبَ صَهْوَةَ جَوَادِهِ وَاتَّجَهَ نَحْوَ مَدِيْنَةِ
النُّوْرِ. كَانَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ صَفَرٍ، سَنَةَ ثَمَانٍ
لِلهِجْرَةِ. وَفِي الطّرِيْقِ، تَقَابَلَ مَعَ رَجُلانِ كَانَا مِنْ خَيْرِ
فُرْسَانِ مَكَّةَ وَأَشْجَعِهَا، وَهُمَا: “خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ، وَعُثْمَانُ
بنُ طَلْحَةَ”. لَقَدْ دَارَ فِي عَقْلِ كُلٍّ مِنْهُمَا نَفْسُ مَا دَارَ فِي
عَقْلِهِ، وَلَمَّا تَيَقَّنَا أَنَّ الإِسْلامَ هُوَ الدِّيْنُ الحّقُّ، قَرَّرَا
الذَّهَابَ إِلَى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرَةِ، حَيْثُ يُوجَدُ رَسُولُ اللهِ (صَلَّي
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَلَمَّا وَصَلَ الفُرْسَانُ الثَّلاثَةُ،
ابْتَسَمَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ:
ـ
أَبْشِرُوا.. لَقَدْ رَمَتْكُمْ مَكَّةُ بِأَفْلاذِ أَكْبَادِهَا.
امْتَدَّتْ
يَدُ خَالِدِ بنِ الوَلِيْدِ لِتُبَايِعَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ثُمَّ امْتَدَّتْ يَدُ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ، وَلَمَّا بَسَطَ النّبِيُّ يَدَهُ
الشّرِيْفَةَ لِتُعَانِقَ يَدَ الفَارِسِ الثّالِثِ عَمْرَو بنَ العَاصِ، إِذَا بِهِ
يَقْبِضُهَا؛ فَتَعَجَّبَ النّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَسَأَلَهُ:
ـ
لِمَ قَبَضتَ يَدَكَ؟
انْحَدَرَتْ
رَأْسُهُ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ فِي خَجَلٍ:
ـ
أَشْتَرِطُ!
ـ
عَلامَ تَشْتَرِطُ؟
ـ
أَنْ يَغْفِرَ
اللهُ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي!!
قَالَ
النّبِيُّ فِي رِفْقٍ وَلِيْنٍ:
ـ
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ، وَأَنَّ الحَجَّ يَجُبُّ مَا
قَبْلَهُ؟!
تَهَلَّلَ
وَجْهُ عَمْرو بنُ العَاصِ، وَامْتَدَّتْ يَدُهُ لِتُصَافِحَ يَدَ النّبِيِّ- صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَاهَدَهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ،
وَأَحَبَّهُ النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُبًّا جَمًّا، فَكَانَ
يُدْنِيْهِ مِنْهُ، وَيَسْتَرْشِدُ بِرَأْيِهِ، وَيَعْمَلُ بِنَصَائِحِهِ.
* * *
وَلَمَّا
وَقَعَتْ مَوْقِعَةُ “ذَاتِ السّلاسِلِ”، كَانَ عَمْرُو بنُ العَاصِ هُوَ
القَائِدَ لِجَيْشِ المُسْلِمِيْنَ بِأَمْرٍ مِنَ النّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ). وَقَدْ أَثْبَتَ هَذَا البَطَلُ المِغْوَارُ قُدْرَاتٍ فَذَّةً، مِمَّا
جَعَلَهُ فِي مُقَدِّمَةِ الصُّفُوفِ دَائِمًا.
وَفِي
عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بَعَثَ بِهِ إِلَى هَؤلاءِ المُرْتَدِّيْنَ،
فَأَبْلَى بَلاءً عَظِيْمًا. وَلَمَّا انْتَقَلَ “الصِّديقُ” إِلَى جِوَارِ
رَبِّهِ، وَآلَتِ الخِلافَةُ مِنْ بَعْدِهِ إِلَي “عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ”-
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كَانَ عَلَى العَهْدِ مَعَهُ، فَقَدْ كَانَ الفَارُوقُ يَعْلَمُ
قُدرَاتِ هَذَا الصَّحَابِيِّ؛ فَوَضَعَهُ فِي المَكَانِ اللائِقِ بِهِ.
فَتَحَ
اللهُ عَلَى يَدَيْهِ سَوَاحِلَ “فِلَسْطِيْنَ” بَلَدًا بَعْدَ بَلَدٍ،
وَهَزَمَ جُيُوشَ الرُّومِ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ، ثُمّ اتّجَهَ إِلَى حِصَارِ
“بَيْتِ المَقْدِسِ”.
وَقَدْ
شَدَّدَ البَطَلُ الفَذُّ عَمْرُو بنُ العَاصِ الحِصَارَ عَلَى أَوَّلِ القِبْلَتَيْنِ،
وَثَالِثِ الحَرَمَيْنِ الشّرِيْفَيْنِ، حَتَّى زَرَعَ اليَأسَ فِي نَفْسِ “أرْطَبُونَ”
قَائِدِ جَيْشِ الرُّومِ؛ فَاسْتَسْلَمَتِ القُدْسُ لِلمُسْلِمِيْنَ، وَتَمَّ فَتْحُهَا
عَلَى يَدِ الخَلِيْفَةِ العَادِلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).
بَعْدَهَا
اتّجَهَ نَحْوَ مِصْرَ.
كَانَتْ
لِمِصْرَ مَكَانَةٌ عَظِيْمَةٌ فِي قَلْبِ عَمْرِو بنِ العَاصِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
وكُلَّمَا ذُكِرَ اسْمُهَا اهْتَزَت أَوْتَارُ قَلْبِهِ، فَيَسْتَعِيْدَ ذِكْرَيَاتٌ عَذْبَةٌ، رَائِحَتُهَا طَيِّبَةٌ،
يَفُوحُ أَرِيْجُهَا إِلَى أَنْفِهِ، فَتَهْفُو نَفْسُهُ إِلَيْهَا.
نَعَمْ..
لَقَدْ ذَهَبَ إِلَيْهَا مُنذُ سَنَوَاتٍ طِوَالٍ، حِيْنَ كَانَ فِي ريْعَانِ الشّبَابِ.. وَقْتَهَا
كَانَ يَبْدَأُ أُوْلَى خُطوَاتِهِ فِي التِّجَارَةِ، وَيَحلُمُ أَنْ يَصِيْرَ أَمِيْرًا
مِنْ أُمَرَائِهَا، لَكِنَّ اللهَ قَدَّرَ لَهُ أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَى “شَمَّاسٍ”،
وَتَحْدُثَ بَيْنَهُمَا صَدَاقَةٌ وَطِيْدَةٌ، فَيَدْعُوهُ إِلَي زِيَارَةِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ.
وَفِي تَجَوُّلِهِ هُنَاكَ رَأى بِأُمِّ عَيْنَيْهِ جَمَالَ وَرَوْعَةِ تِلْكَ البِلادِ،
وَمُعَانَاةَ أَهْلِهَا الأَقْبَاطِ عَلَى أَيْدِي الغُزَاةِ الرُّومَانِيِّينَ. جَلَسَ
مَعَهُم، وَطَافَ بِالكَنَائِسِ وَالأَدْيِرَةِ، وَشَاهَدَ الفَلاحِيْنَ بِوُجُوهِهُم
المَرِيْضَةِ، وَأَجْسَادِهِم النّحِيْلَةِ، وَهُم يَكِدُّوْنَ فِي الأَرْضِ،
لِيَذْهَبَ خَيْرُهَا إِلَى بِلادِ الإِفْرِنْجِ! اِنَّهُ يَعْلَمُ تَمَامًا مَدَى
البُغْضِ الذِي يَمْلأُ
قُلُوبَ المِصْرِيِّيْنَ الأَقْبَاطِ نَحْوَ جُنُودِ الاحْتِلالِ، وَأَنَّ نُفُوسَهُم
تَطُوقُ إِلَى اليَوْمِ الذِي يَتَخَلَّصُونَ فِيْهِ مِنْ هَذَا القَيْدِ، فَكَانَ
ذَلِكَ يَدْفَعُهُ دَوْمًا للاتِّجَاهِ صَوْبَ مِصْرَ.
وَأَمَامَ شِدَّةِ المُقَاوَمَةِ، طَلَبَ المَدَدَ مِنْ أَمِيْرِ المُؤمِنِيْنَ،
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ آلافِ جُنْدِيٍّ، وَتَقَدّمَ المُسْلِمُونَ وَحَاصَرُوا
حِصْنَ بَابِلْيُونَ
لِمُدَّةِ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وَتَمَكَّنُوا مِنْ فَتْحِهِ، ثُمّ اتّجَهُوا إِلَى الإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَوَجَدُوا
مُقَاوَمَةً مِنْ حَامِيَتِهَا؛ فَامْتَدَّ
حِصَارُهَا إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. وَأَخِيْرًا تَمَّ فَتْحُهَا، وَعُقِدَتْ
مُعَاهَدَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ. وَلَقَدْ
كَانَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حَرِيْصًا عَلَى أَنْ يُبَاعِدَ أَهْلَ مِصْرَ وَأَقْبَاطَهَا
عَنِ المَعْرَكَةِ؛ لِيَظَلَّ القِتَالُ
مَحْصُورًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ جُنُودِ الرُّومَانِ.
تَحَدَّثَ مَعَ زُعَمَاءِ
الأَنْصَارِ وَكِبَارِ أَسَاقِفَتِهِمْ
فَقَالَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالحَقِّ وَأَمَرَهُ بِهِ، وَإِنَّهُ-عَلَيْهِ
الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- قَدْ أَدّى
رِسَالَتَهُ، وَمَضَى بَعْدَ أَنْ تَرَكَنَا عَلَى الوَاضِحَةِ. وَكَانَ مِمَّا
أَمَرَنَا بِهِ الإِعْذَارُ إِلَى النَّاسِ،
فَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَمَنْ أَجَابَنَا فَهُوَ مِنّا، لَهُ
مَا لنَاَ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْنَا،
وَمَنْ لَمْ يُجِبْنَا إِلَى الإِسْلامِ، عَرَضْنَا عَلَيْهِ الجِزْيَةُ، وَبَذَلْنَا
لَهُ الحِمَايَةَ وَالمَنْعَةَ. وَلَقَدْ
أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا أَنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ عَلَيْنَا، وَأَوْصَانَا بِأَهْلِهَا
خَيْرًا فَقَالَ:
“سَتُفْتَحُ عَلَيْكُم بَعْدِي مِصْرُ، فَاسْتَوصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا؛ فَإِنَّ
لَهُم ذِمّةً وَرَحِمًا”.
إِنْ أَجَبْتُمُوْنَا إِلَى مَا نَدْعُوكُم إِلَيْهِ كَانَتْ لَكُمْ ذِمَّةٌ إِلَى ذِمَّةٍ.
وَفَرِغَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِنْ كَلِمَاتِهِ، فَصَاحَ بَعْضُ الأَسَاقِفَةِ والرُّهْبَانِ قَائِلاً:
إِنَّ الرّحِمَ التِي أَوْصَاكُم بِهَا نَبِيُّكُم لَهِيَ قَرَابَةٌ بَعِيْدَةٌ لا يَصِلُ
مِثْلَهَا إِلا الأَنْبِيَاءُ. لَقَدِ اسْتَطَاعَ بِالفِعْلِ أَنْ يُحَقِّقَ حُلْمَهُ
القَدِيْمَ، وحُلْمَ هَؤلاءِ المِصْرِيِّيْنَ بِفَتْحِ تِلْكَ البِلادِ الغَالِيَةِ،
وَانْقَاذِهَا مِنْ نِيْرَانِ الرُّوْمَانِ، فَاعْتَنَقَ أَغْلَبُهُم الدّيْنَ الإِسْلامِيَّ،
حَتَّي صَارَتْ مِنْ أَهَمِّ الدُّوَلِ الإِسْلامِيَّةِ فِي العَالَمِ، وَكانَ ذَلِكَ
كُلُّه فِي مِيْزَانِ حَسَنَاتِ هَذَا البَطَلِ وَالفَاتِحِ العَظِيْمِ، عَمْرِو
بنِ العَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ.