رواية علمية بوليسية دعوة مفاجئة .. الفصل الثالث: فكرة رائعة

رواية علمية بوليسية دعوة مفاجئة .. الفصل الثالث: فكرة رائعة

رواية علمية بوليسية دعوة مفاجئة .. الفصل الثالث: فكرة رائعة

اليوم مع الفصل الثالث من رواية علمية بوليسية بعنوان فكرة رائعة..

ضياع الأبحاث

سادت بين الجميع حالة من الذهول، أسفرت عن حدوث جَلَبَةٍ شديدة بين كل الموجودين.

وما أن هدأت الجَلَبَةُ لثوانٍ، حتى انطلق الدكتور صالح الفالح يقول:

إنها مصيبة! لقد ضاعت كل أبحاثي!

فانفجر الشيخ حمدان قائلاً في حنق مصحوب بالهلع:

تقول أبحاثك؟! وابنتي..
ابنتي هي الضحية!

نظر الجميع إلى بعضهم البعض وهم في حالة من الغضب والثورة، وبينما هم على هذه الحال، أقبل أحد سكرتارية الكلية، وهو يحمل في يده ورقة مطوية، وبسطها أمام عميد الكلية، وما أن تناولها منه العميد،
وألقي نظرة سريعة عليها، حتى صاح غير مصدِّق:

يا لها من كارثة!

فلما تعلقت به عيون الجميع، أردف قائلاً، وهو يعاود قراءة الرسالة بإمعان:

إنها رسالة بالبريد الإلكتروني من منظمة تُدعى “بريت”، تقول: إن هادية رهينه لديهم؛ حتى لا تقوم مصر بتنفيذ اختراع الدكتور صالح الفالح.

فهتف الشيخ في الجميع قائلاً في حزن وغضب شديدين:

معنى ذلك أن الخبر حقيقة. ابنتي..ابنتي رهينة! يا لها من كارثة!

تدخل وكيل الكلية قائلاً وهو في عجلة من الأمر:

لا وقت يا جماعة للعتاب والنقاش، فهادية اختفت منذ بضع ساعات فقط، فلو أبلغنا المباحث سيمكنهم العثور عليها بسرعة.

فسارع عميد الكلية بالاتصال برئيس مباحث مرسى مطروح، ولم تمضِ سوى عدة دقائق فقط، حتى شاهد الجميع سيارات الشرطة تُقْبل، ويغادرها على الفور رئيس المباحث وبرفقته رجلان وضابط شرطة.

الاختراع

أقبل عميد الكلية على رئيس المباحث، وبادر بشرح ما حدث، وبعد أن استمع إليه رئيس المباحث، وإلى الدكتور صالح الفالح والشيخ حمدان، ظهرت على أسارير وجهه الحيرة وعلامات التفكير الشديد، ثم سأل في حيرة:

ولكن ما هو الاختراع الذي جعل منظمة أجنبية إرهابية، تختطف الفتاة، وتساومكم على حياتها مقابل تنفيذكم لهذا المشروع؟!

كان جميع أولياء الأمور يتابعون الحديث الدائر في شغف هائل، فلما شرع الدكتور صالح الفالح في الحديث، أقبلوا جميعًا نحوه، وجعلوا يستمعون إليه في شغف، فبادر قائلاً:

لقد قمنا بتأسيس جمعية أطلقنا عليها: “جمعية نهضة العرب”؛ لأن أهم أهدافها رفع مستوى الأمة العربية من خلال التقاء أفكار العرب، مع رؤوس الأموال العربية الهائلة، والموجود أغلبها بالخارج، وأنشأنا لذلك بنكًا للأفكار.

بنك الأفكار

ردّ أحد أولياء الأمور، وهو صومالي الجنسية:

بنك للأفكار!

أومأ الدكتور برأسه، وقال مؤكدًا:

نعم.. بنك للأفكار يستقبل أي فكرة من أي مواطن، وفي حالة شراء أحد لهذه الفكرة، يحصل صاحب الفكرة على نصيبه، حسب العقد المتفق عليه مع بنك الأفكار.

تدخل عميد الكلية قائلاً:

وهذه الأفكار قد تكون مجرد ملاحظة صغيرة، ولكنها قد تلهم أحدًا بتعديلها وتطويرها، أو بتعديل ما يطرأ عليها، أو تدفع آخر ليضيف إلى هذا التعديل، وهكذا حتى نصل إلى فكرة هائلة قد تصير مشروعًا كبيرًا.

ولما توقف العميد، تدخل الدكتور المرزوقي وقال:

وفكرة المشروع التي قدمها الدكتور صالح الفالح هي المحصلة النهائية للعديد من الأفكار.

سألته طالبة كويتيه في لهفة:

ما هي؟

أجاب الدكتور صالح الفالح:

إن الفكرة مؤدّاها: أنه قد ظهرت في مصر كميات هائلة من الغاز الطبيعي، حيث بلغ الاحتياطي الموجود بها، إلى جانب الاحتياطي المتعارف عليه، وفي طريقه إلى الاكتشاف، ما يقارب مائة وسبعين تريليون قدم مكعب.

صاح أحد أولياء الأمور وهو لا يصدق:

التريليون يساوي مليون مليون، ومعنى ذلك أنه يوجد بمصر مائة وسبعون مليون مليون قدم مكعب من الغاز!

نعم.. وبالرغم من أن مصر تُصدِّر كمية كبيرة من هذا الغاز إلى الخارج، إلا أنه يتبقى من هذا الغاز كمية كبيرة تكفي لمدة خمسين عامًا.

صمت الدكتور الفالح لفترة، وأردف قائلاً:

ولكنكم تعرفون أن سعر البترول الآن في زيادة هائلة.

توقف الدكتور الفالح، وراح ينظر في وجوه الجميع، ثم أردف قائلاً:

ولكن سعر البنزين في مصر ثابت دائما منذ عدة سنوات، فلم يزد إلا بنسبة بسيطة، ولو تم بيع هذا البنزين والسولار بالخارج، فسوف نبيعه بما يتجاوز ثمانية وعشرين مليار جنيه سنويًّا.

في حين نبيعه داخل مصر بحوالي ثمانية مليارات جنيه سنويًّا، وهذا يعني أن الدولة
تعتبر أن الفرق بين بيع هذا البنزين والسولار بالداخل وبين ثمن بيعه بالخارج
بمثابة دعم.

علّق أحد أولياء الأمور- وهو جزائري الجنسية- قائلاً:

يا خبر! إن الفرق هائل بين بيعه في مصر وبيعه بالخارج!

أومأ الدكتور الفالح برأسه مؤكدًا، وقال:

فكرة رائعة

ومن هنا قفزت إلى رأس أحد المواطنين فكرة مؤدّاها: لو تم تحويل السيارات بالكامل في مصر لتعمل بالغاز بدلاً من البنزين والسولار، على أن نبيع هذا البنزين والسولار إلى الخارج، فسوف يتوفر لمصر بذلك عشرون مليون جنيه سنويًّا.

علق أحد أولياء الطلبة، وهو من رجال الاقتصاد:

كما أنه عندما تبيع مصر هذا البنزين والسولار إلى الخارج، فإنها ستبيعه بالعملة الصعبة، وهو ما يوازي خمسة مليارات دولار، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر الجنيه المصري بالنسبة للعملات الأجنبية، وبالتالي تنخفض الأسعار في مصر إلى درجة كبيرة.

تدخل عميد الكلية قائلاً:

هذا إلى جانب الفائدة البيئية العظيمة؛ فإن تحويل السيارات لتعمل بالغاز بدلاً من البنزين والسولار، سيؤدي إلى القضاء على التلوث في سماء مصر، والذي ينشأ معظمه عن عوادم السيارات، في حين أن الغاز لا يؤدي إلى أي عوادم ملوثة.

أضاف العميد وهو يمعن النظر في وجوه الجميع:

تخيلوا حجم الفوائد الهائلة التي ستعود على مصر من وراء ذلك!

فتساءل أحد أولياء الأمور في حيرة:

إنها فوائد هائلة بلا شك، ولكن ماذا حدث؟

عائق التنفيذ

رد الدكتور الفالح:

كانت هناك مشكلة كبيرة تحول دون تنفيذ هذه الفكرة، وهي أن تكلفة تحويل السيارة لتسير بالغاز تبلغ خمسة ألاف جنيه، والمعروف أن لدى مصر أكثر من ثلاثة ملايين سيارة، وللأسف فإن حولي ثلث هذا العدد من السيارات قديم، وقد لا يزيد ثمن السيارة القديمة عن خمسة عشر ألف جنيه، فما هو الدافع الذي يجعل صاحب سيارة قديمة يدفع خمسة ألاف جنيه، لكي يوفر فرقًا شهريًّا بين سعر البنزين والغاز قدره حوالي مائة جنيه؟

فتدخل العميد قائلاً:

كما أن تكلفة تحويل محطة لتموين السيارات من البنزين والسولار إلى الغاز الطبيعي تبلغ خمسة ملايين جنيه، فكيف يسدد صاحب المحطة هذا المبلغ الضخم، في حين أنه لن يكسب من وراء ذلك شيئًا، مع العلم أن عدد المحطات يزيد عن ألف وثمانمائة محطة؟!

حل مشكلة التكلفة

صاح أحد أولياء الأمور وهو لا يصدق:

وما هو الحل؟

فأجاب العميد:

لقد أثار هذا الأمر السؤال الآتي: ما دامت الدولة ستربح من وراء ذلك عشرين مليار جنيه سنويًّا، فلماذا لا تقوم هي بتحمل التكلفة بالكامل من تحويل السيارات ومحطات التموين؟

سأل أحد أولياء الأمور:

يا خبر! وهل ستتكلف الدولة كل هذه التكلفة الهائلة؟

ففوجئ الجميع بالدكتور الفالح يجيب قائلاً:

لقد أثبتت الدراسة أن الدولة لن تتكلف جنيهًا واحدًا!

إلى هنا انتهت الفصل الثالث من رواية علمية بعنوان فكرة رائعة انتظروا باقى الفصول.

*****

اقرأ كل فصول رواية دعوة مفاجئة من هنا

دعوة مفاجئة

اختطاف هادية

فكرة رائعة

الاختراع الكبير

متهمة أم ضحية؟

أول الخيط!

اللغز المحير!

الأمل.. والسراب!

ويتواصل البحث والتحرِّي

مفاجأة جديدة!

ويستمر اللغز!

التليفون المفقود

الأصدقاء.. وفيلا البنداري

حمدي ولمياء.. أسيران

لقاء الحبيبين

التهديد الخطير

مفاجأة.. على الجانب الآخر!

الخبر السعيد

كشف الحقيقة

اشترك في قناة قصة لطفلك من هنا

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال