روايه جديده سر إختطاف العباقرة الفصل الأخير
اليوم مع الفصل الأخير من روايه جديده سر إختطاف العباقرة بعنوان: لقاء الأصدقاء.
اجتمع الأصدقاء الستة أخيرًا. كان كل منهم لا يصدق أبدًا أنه سيأتي اليوم الذي سيلتقي فيه مع الآخرين مرة أخرى. كان اجتماعهم هذه المرة في منزل حمدي، فقد جاءوا جميعًا مرافقين لجلبهار، لتعاود الإقامة مرة أخرى مع أسرة حمدي. وكان حمدي وهادية هما أشد الأصدقاء بهجة، حيث كان كل منهما لا يصدق أنه سيشاهد الآخر مرة أخرى، وكانت جلبهار في هذا اليوم في غاية الفرحة؛ لنجاتها من سجن كانت ستعيش فيه طوال عمرها، وقد شعرت الآن أنها قد صارت حرة، وكان أول شيء فعلته، أن فاجأت الجميع بوجود نمر أسود يقف بينهم، ويتأهب للهجوم عليهم، فتسمروا جميعًا في أماكنهم، لكن سرعان ما خطر ببالهم أن هذه إحدى حيل جلبهار، فأطلق وليد ضحكة مرتفعة وهو يقول:
أنتِ ماهرة معنا فقط، فلماذا لم تستخدمي هذه الحيل مع العصابة؟!
رواية سر اختطاف العباقرة
أومأ جاسر برأسه، وقال مؤكدًا:
كانوا قفزوا جميعًا من النافذة!
وبعد عدة دقائق، أقبل الحاج فاضل، والد حمدي، وكان يصطحب معه محاميه.
بادر المحامي قائلاً:
ألف مبروك يا جماعة، فأنا قادم لتوي من إدارة المخابرات، وقد علمت منهم أنه تم القبض أخيرًا علي أخطر منظمة إجرامية.
رواية سر اختطاف العباقرة
فوجئ الجميع بحمدي يقول معترضًا:
ولكنني الوحيد الذي يأسف للقبض على هذه المنظمة!
فلما التفت إليه الجميع، وهم لا يصدقون ما سمعوا، أردف قائلاً:
لأنها العصابة الوحيدة التي اعتبرتني عبقريًّا، فلا تنسوا أنني كنت أحد الذين اعترفت العصابة بنبوغهم!
علق جاسر وهو يضحك بصوت مرتفع:
يبدو أنك عبقري في الشر، ونحن لا نعرف عنك ذلك يا حمدي.
رواية سر اختطاف العباقرة
سادت فترة من المرح، كان كل واحد من الأصدقاء يروي كيف كان وضعهم عندما اختُطف جاسر وحمدي.
بيد أنه بدا لطلال شيء، فسأله المحامي في دهشة وحيرة:
إن الأمر الذي يحيرني هو: لماذا قبضت المباحث على أفراد هذه العصابة؟ أقصد ما هي تهمتهم بالضبط؟
ساد بين الجميع صمت تام، وجعل كل منهم ينظر إلى المحامي:
لك الحق في هذا السؤال، فأنا قد اطلعت على كل محاضر الشرطة الخاصة بهذه العصابة، فعلمت منها أشياء عجيبة عنهم.
رواية سر اختطاف العباقرة
ثم توقف للحظات، وجعل يفتش في وجوه الجميع، وأردف قائلاً:
إن هذه العصابة تتكون من مئات الأعضاء، والذين يمتلك كل منهم ثروة طائلة.
سأله جاسر وهو لا يصدق:
ما داموا أغنياء، فلماذا يشكلون عصابة؟
أجاب المحامي:
لأن كل عضو من هؤلاء الأعضاء قد حصل على ثروته الطائلة، إما من بيع السلاح للدول النامية، أو من تجارة المخدرات. وأخيرًا، فإن معظم هؤلاء قد اتجهوا بنشاطهم منذ عدة سنوات فقط إلى الاتجار بالأعضاء البشرية، أما في هذه السنوات، فخطتهم كانت ستقوم على شراء الأدوية مرتفعة الثمن، وتخزينها، ثم بيعها بعد مدة بأضعاف ثمنها.
سألته لمياء وهي لا تصدق: وما هي الأدوية مرتفعة الثمن هذه؟
أجاب المحامي:
أهمها الأدوية المخلَّقة عن طريق الهندسة الوراثية، فتوجد مثلاً أدوية للسرطان، سعر الجرعة الواحدة منها يصل إلى اثني عشر ألف جنيه. تصورا لو تم مضاعفة هذا السعر!
عشرات الآلاف من المرضى سيموتون بسبب ذلك.
رواية سر اختطاف العباقرة
تدخل الحاج فاضل لأول مرة، وسأل في حيرة: ولكن لماذا لم تقبض دول العالم عليهم، وهم يقومون بكل هذه العمليات الإجرامية؟
تنهد المحامي، وقال في أسي: إن ذلك بسبب قدرتهم على استغلال ظاهرة العولمة.
وعندما نظر إليه الجميع غير مصدقين، أجاب قائلاً:
نعم؛ لأنهم لجأوا إلى أخطر حيلة، فقد كونوا شركة متعددة الجنسيات، لا تخضع لدولة بعينها، ومن خلال هذه الشركة، كانوا يقومون بأخطر الأعمال الإجرامية.
فسألته هادية وهي لا تصدق:
إذا كانت حكومات العالم أجمع لا تستطيع أن تقوم بالقبض عليهم، فكيف استطاعوا القبض عليهم في هذه المرة؟
ازدادت لهفة الجميع على معرفة السبب، فقال المحامي:
نعم؛ لأنهم عندما أعجبتهم فكرة جمعية نهضة العرب، من خلال اكتشاف النابغين والعباقرة، وإتاحة كل الفرص لظهور عبقرياتهم، ثم توظيف هذه القدرات لصالح العرب لمدة محددة، فإنهم فكروا في القيام بنفس الفكرة، ولكن من خلال أسلوبهم الإجرامي.
رواية سر اختطاف العباقرة
سأله طلال في حيرة شديدة: وكيف ذلك؟
أجاب المحامي:
لأنهم لم يفكروا مثل جمعية نهضة مصر، بل فكروا في الطريقة التي تجعلهم يستفيدون من هؤلاء العباقرة إلى الأبد، ولا يدفعون أي مقابل لهم أو لبلادهم.
سأل حمدي في دهشة: وكيف ذلك؟
أجاب المحامي:
من خلال التوقيع على إيصال أمانة أو شيك بملايين الدولارات ، فإذا ظهرت عبقريتهم، إما أن يفرجوا عنهم للعمل لأي دولة كبرى بعد أن استردادهم ملايين الدولارات هذه، وإذا لم يجدوا عرضًا مناسبًا، يظلوا تحت سيطرتهم إلى الأبد.
توقف الرجل، وتنهد وهو يقول: وكأنهم يعودون بذلك إلى عصر العبودية!
علّقت هادية في أسًى: يا لها من تهمة بشعة!
سألته لمياء في حيرة: يا الله! ولكن كيف اخترقت حكومات العالم النظام القانوني العالمي، وقامت بالقبض عليهم؟!
قال المحامي:
منذ أن علمت المخابرات في مصر بأمر هذه المنظمة، شعرت بمدى الخطورة على الأجيال القادمة، لأن هناك احتكار من جانب هذه المنظمة للعباقرة والنابغين في العالم بأكمله، ولهذا نجحنا في استصدار موافقة عالمية سرية بين حكومات العالم للقبض علي أفراد هذه المنظمة.
أطلق حمدي زفرة قوية وقال:
لقد تذكرت الآن رئيس الجمعية وهو يلفت نظرنا إلى ضرورة معرفة ظاهرة العولمة؛ لنعرف كيف تكون في صالحنا، وما حدث هو أول بشائرها!