رواية دعوه مفاجئة مكتوبة.. الفصل الثالث عشر : الأصدقاء.. وفيلا البنداري

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة.. الفصل الثالث عشر : الأصدقاء.. وفيلا البنداري

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة.. الفصل الثالث عشر : الأصدقاء.. وفيلا البنداري

اليوم مع فصل جديد من رواية دعوه مفاجئة مكتوبة بعنوان الاصدقاء وفيلا البندراي.

وقف الجميع لمدة يفكرون في تحليل حمدي للأمر، فالمكان لا يجود به مخرج لتمر منه سيارة، ومعنى ذلك أن الذي رمى التليفون موجود في المنطقة، فقاموا جميعًا بتفقد المكان، وقال طلال بعد أن فكر قليلاً:

من المنطقي أن يكون من رمى التليفون بعيدًا عن هذا المكان، حتى لا يكشف أحد أمره.

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

وما أن راح الأصدقاء يتفقدون شوارع البلده، حتى وجدوا أن كل مساكنها لا تصلح أن تكون مكانًا تختفي به منظمة إجرامية؛ فالكل يعرف الأخر.

قالت لمياء:

ولماذا لا نستعين برجال المباحث في هذه المنطقة؟

فرد جاسر معترضًا:

لا تنسوا أن يكون الأمر في غاية السرية، كما نبَّه علينا مدير الأمن.

فقال طلال:

ولماذا لا نتصل بمحامينا ليُطلع مدير الأمن على ما وصلنا إليه.

فقام حمدي بالاتصال بالمحامي، ولكنه وجد تليفونه مغلقًا.

قالت لمياء:

ولماذا لا نتصل بمنزله؟

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

شحذ حمدي ذاكرته لمدة حتى تذكر رقم منزل المحامي، وعند الاتصال به ردت زوجة المحامي قائلة:

لقد سافر إلى محكمة سوهاج لحضور، وسيعود بعد ثلاثة أيام.

فقال جاسر ممتثلاً للأمر الواقع:

نحن مضطرون إلى تفقُّد البلدة بأكملها، ولا بد أن نقسِّم أنفسنا لكي نقوم بمسح شامل لكفر الدوار كلها في وقت واحد.

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

راقت الفكرة للجميع؛ فقام حمدي ولمياء بتفقُّد منطقة بعينها، بينما ذهب كل من جاسر ووليد وطلال يتفقدون مناطق أخرى، ووقعت على حمدي ولمياء مسئولية تفقد أطراف البلدة بسيارته. كانت المنازل كلها متقاربة من بعضها البعض، وكان واضحًا أنها لا تصلح أبدًا كمكان يختبئ فيه أحد.

 وفجأة، صاحت لمياء قائلة:

انظر!

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

نظر حمدي إلى حيث تشير لمياء، فوقعت عيناه على فيلا في أقصى المكان، تظهر بصعوبة من خلف الأشجار الكثيفة المحيطة بها، فقال حمدي بحماس، وهو يشعر أنه وجد ضالته المنشودة:

فعلاً! تصوري أن هذه الفيلا هي أصلح مكان للاختباء؛ فهي منعزلة تمامًا.

وعلى الفور ترك حمدي سيارته، واتجه إلى الفيلا، بينما وقفت لمياء تستطلع المنطقة المجاورة، وما أن وقفت تنظر حولها لتتفقد المكان، حتى فوجئت بفتاة تقترب منها، وخاطبتها قائلة:

هل تبحثين عن التونسيَّان أصحاب فيلا البنداري؟

دب الخوف في قلب لمياء؛ حيث اعتقدت أن الفتاة قد كشفت أمرها، فسألت الفتاة في توجس:

يا الله! وكيف عرفتي ذلك:

ابتسمت الفتاة ابتسامة واسعة، وقالت مزهوَّة بذكائها:

لأنك كنت تتحدثين مع هذا الشاب الذي اتجه ناحية الفيلا، وعرفت من لهجتك أنك غير مصرية، فأدركت على الفور أنك تونسية مثلهن.

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

تنفست لمياء الصّعداء، بعدما شعرت أن الفتاة لم تكشف أمرها، وسألتها في شغف:

وكيف عرفتي أن أصحاب الفيلا توانسة؟

أجابت الفتاة:

إننا نعرف جميعًا أن أحمد البنداري- صاحب الفيلا- يأتي إلى هنا كل إجازة صيف ليمضي أسبوعًا أو اثنين، ولكنه من حوالي أسبوعين، اتصل بعمّ عثمان الخفير، حارس الفيلا، وأمره أن يجهز الفيلا لشقيقاته التونسيات؛ لأن هذه أول مرة يَأتِيْنَ فيها إلى مصر.

قالت الفتاة ذلك، وغادرت المكان مسرعة؛ لتلحق بأمها التي كانت تنتظرها.

وما أن عاد حمدي وأخبرته لمياء بما سمعته عن الفيلا، حتى صاح قائلاً:

يا الله! ألا تلاحظين أنّهن ظَهَرْنَ في نفس الوقت الذي اختُطفت فيه هادية؟!

فكرت لمياء في الأمر، وقالت مؤكّدة:

فعلاً! إن أمر هؤلاء التونسيات يدعو إلى الرّيبة.

وفي إثر ذلك، اتجه الصديقان يتفقدان المنطقة، وما أن توقف حمدي أمام أحد الأكشاك الصغيرة حتى قال:

إنها فرصة لتناول بعض المرطبات؛ فأنا في غاية العطش.

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

وما أن شرعا في تناول بعض المرطبات ليعاودا الاقتراب من الفيلا، عَنَّ للمياء شيء فجأة؛ فاقتربت من صاحب الكشك، وسألته إذا ما كان يعرف شيئًا عن فيلا أحمد البندري هذه، فأجاب الرجل في مباهاة:

طبعًا.. إنني أعرف البنداري بكْ منذ زمن؛ فهو يأتي أسبوعين أو ثلاثة كل عام، وعندما يأتي يكثر زوَّاره، لدرجة أنني أبيع صندوق مياة غازية كل يوم.

فسألته لمياء:

ولكنه في هذه السنة لم يأتِ، بل أرسل أخواته الثلاث اللاتي يأتين إلى مصر للمرة الأولى.

فقال الرجل في حيرة:

صحيح، إنَّهن ثلاثة كما قال عمّ عثمان بواب الفيلا، ولكن في كل مرة كان البواب يطلب مني أربع زجاجات مياه غازية، فاعتقدت أنه هو الذي يشرب الزجاجة الرابعة من ورائهم، ولكنني فوجئت أنه لا يُقبل على تناول المياه الغازية ولا الأيس كريم؛ لأنه مريض بالحساسية في الحنجرة.

قال حمدي:

ربما تشرب إحداهن أكثر من زجاجة.

صمت الرجل، وهز رأسه في حيرة، وقال وهو لا يصدق:

إذا كانت إحداهن تشرب زجاجتين في كل مرة، فهل في كل مرة أيضًا تتناول علبتين من الأيس كريم وعلبتين من الزبادي؟

وما أن سمع الصديقان ذلك، حتى راحا ينظران إلى بعضهما في حيرة ودهشة، واقترب حمدي من لمياء، وقال هامسًا: من المؤكد أن صاحبة الزجاجة أو العلبة الرابعة هي هادية.

رواية دعوه مفاجئة مكتوبة

غادر الصديقان الكشك، وقالت لمياء وهي ترتجف من فرط إحساسها بأنهما توصلا إلى مكان وجود هادية:

تصور يا حمدي، هادية موجودة هنا!

ومرت فترة صمت، راح الصديقان يفكران خلالها، وهما لا يصدقان أنهما على بعد خطوات من هادية.

قالت لمياء وهي تحاول الاتصال بتليفونها المحمول:

لابد أن نتصل ببقية الأصدقاء ليأتوا إلى هنا، أو أن نبلغ المباحث.

أمسك حمدي يديها فجأة، وقال:

لا.. انتظري، فلابد من الاقتراب أكثر من الفيلا لنتعرف على حقائق أخرى.

ثم صمت وجعل يفكر بسرعة، وقال:

لقد خطر ببالي أن تتظاهرين بأنكِ في حالة إغماء، فأطلب أنا من البواب المعاونة، لعله يدخلنا إحدى الغرف لإفاقتك؛ فنحصل بذلك على أية معلومات جديدة قبل أن نطلب المباحث.

راقت الفكرة للمياء، ولكنهما ما كادا يسرعان في تنفيذ الخطة، وراح حمدي ينادي على البواب، إذا برجلين يقبلان فجاة، ويضرب أحدهما حمدي في مؤخرة رأسه، بينما يوجه الأخر رشاش زجاجه إلى وجه لمياء؛ فأغمي عليها في الحال، ثم حملاهما معًا إلى داخل الفيلا.

*****

اقرأ كل فصول رواية دعوة مفاجئة من هنا

دعوة مفاجئة

اختطاف هادية

فكرة رائعة

الاختراع الكبير

متهمة أم ضحية؟

أول الخيط!

اللغز المحير!

الأمل.. والسراب!

ويتواصل البحث والتحرِّي

مفاجأة جديدة!

ويستمر اللغز!

التليفون المفقود

الأصدقاء.. وفيلا البنداري

حمدي ولمياء.. أسيران

لقاء الحبيبين

التهديد الخطير

مفاجأة.. على الجانب الآخر!

الخبر السعيد

كشف الحقيقة

اشترك في قناة قصة لطفلك من هنا

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال