عبد الحميد الثاني السلطان العثماني

عبد الحميد الثاني السلطان

عبد الحميد الثاني السلطان

نتحدث اليوم عن شخصية عظيمة وهو عبد الحميد الثاني السلطان العثماني.

عندما يذكر التاريخ اسمك يكون الحق في جانبك..
ومعك أيها السلطان العظيم كنا نحن الذين افترينا دون حياء قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان
مجنون قلنا: لابد من الثورة على السلطان وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان.

هذا ما قاله الشاعر “رضا توفيق”،
والذي يعد من أكبر خصوم السلطان عبد الحميد ومعارضيه،
لكنه تأكد له، كما تأكد لكثيرين آخرين، أن السلطان
عبد الحميد كان عظيما بكل ما يحمل هذا اللفظ من معنى.

عبد الحميد الثاني السلطان
* * *
كانت الدولة
العثمانية في حالة ضعف وهزال، وأوشكت أنفاسها أن تخمد،
ذلك أن السلاطين الذين امتلكوا زمام الحكم كانوا يهتمون
بأنفسهم وشئونهم الخاصة، أكثر من اهتمامهم بالإمبراطورية
الهائلة المترامية الأطراف، فكانوا يحتسون الخمور، ويقيمون
الحفلات، وينفقون ببذخ شديد؛ فاطمأنت قلوب الأعداء
من دول الغرب وأوروبا وغيرها، على أن هذا العملاق الضخم
الذي يسمى “الإمبراطورية العثمانية ” سوف يلفظ
أنفاسه الأخيرة قريبا جدا، وعلى كل منهم أن يشحذ
سلاحه، ويسن أنيابه؛ لينقض على جزء من هذا الجسد المسلم
بعد تمزيق أوصاله.

عبد الحميد الثاني السلطان

نعم، كانت هناك محاولات للإصلاح قام بها
السلطان عبد المجيد الأول، حين حاول أن يضفي على حركة التغريب في
الدولة العثمانية صفة الرسمية، وعرف عهده بعهد
التنظيمات، الذي يعني تنظيم شئون الدولة وفق المنهج
الغربي.في ذلك الوقت ولد عبد الحميد، وكان ذلك
يوم الأربعاء 16 شعبان 1258 هـ (22 سبتمبر 1842م).
أمه “تيرمشكان” جركسية الأصل،
ماتت صغيرة، عن عمر يناهز الثالثة والثلاثين. وعبد
الحميد لم يكن قد تجاوز العاشرة بعد، فعهد به إلى زوجة
أبيه “بيرستوقادين”، والتي كانت شغوفة به؛ فقامت
على رعايته، وأحسنت إليه بكل ما تملك من حب وحنان،
حتى وصل إلى سدة الحكم، وصار خليفة للمسلمين، فلم
ينس فضلها عليه؛ فكانت قريبة منه دائما، حتى أنه
أغدق عليها ومنحها عند صعوده للعرش لقب “السلطانة
الوالدة”.

وكان عبد الحميد يمتاز برجاحة العقل،
وشدة الذكاء..

عبد الحميد الثاني السلطان


يهتم بالقراءة واقتناء الكتب النادرة
والمراجع النفيسة، خاصة الكتب التي تتحدث عن تاريخ
الإسلام، واهتمامه بتاريخ الدولة العثمانية منذ بدء
تأسيسها. وكان عبد الحميد ميالا للصمت أغلب
الأحيان، لا يتكلم إلا إذا طلب منه ذلك، فكان حكيما
في صمته، مدهشا في كلامه. ولما توفي والده السلطان
عبد المجيد الأول كان عمره 18 عاما، فصار ولي عهد ثان
لعمه “عبد العزيز”، الذي كان مكملا لمسيرة أبيه
في مسيرة التغريب والتحديث.

عبد الحميد الثاني السلطان

استمر عمه “عبد العزيز” في الخلافة ما يقرب من خمسة عشر عاما، وقد
تعلم واستفاد منه الكثير والكثير، ووصل إلى درجة
عالية من النضج على المستويين السياسي والعسكري؛ لما
حظي به من مقابلة ملوك العالم الذين زاروا إستانبول، فضلا
عن شخصيته الفذة، وثقافته العميقة المتأصلة.والذي تميز به عبد الحميد، هو تمسكه
الشديد بالقيم الإسلامية، وحرصه على إقامة الشعائر
الدينية، وملازمته للقرآن الكريم.وكان يهتم بالفروسية اهتماما بالغا،
كما كانت له هواية عجيبة، هي مهنة النجارة، فأثبت
أنه فنانا بارعا، يشكل قطعة الخشب لتخرج من بين
يديه تحفة في غاية الروعة والجمال.

ولما قتل السلطان عبد العزيز في مؤامرة
دبرها له بعض رجال القصر، اعتلى العرش من بعده
“مراد الخامس”، شقيق عبد الحميد، لكنه كان على
النقيض من أخيه، فلم يعتن بواجبات الخلافة، وكان يبحث
عن رغباته ليشبعها، وكثيرا ما كان يرى ثملا يترنح
في أروقة القصر، لكنه لم يستمر إلا ثلاثة وتسعين يوما
فقط، هي كل عمره على العرش، حيث تركه لإصابته باختلال
عقلي.

عبد الحميد الثاني السلطان


* * *
صار عبد الحميد الآن هو السلطان، ولقد
بويع بالخلافة في 9 شعبان 1293 هـ (31 أغسطس 1876 م)، وكان في
الرابعة والثلاثين من عمره، وهو الخليفة السابع والعشرون
في خلفاء بني عثمان. حين تولى الخلافة، كانت الحرب
وشيكة بين الدولة العثمانية وروسيا، كما أن الأحداث
في العالم كانت تنبىء بالغضب والاضطرابات في شتى أنحاء
الدولة، وبالأخص في بلاد البلقان. كل ذلك كاد يعصف
بالدولة العثمانية، وكان على السلطان عبد الحميد أن
يبحث عن وسائل يقوي بها ضعف الدولة، كي يستعيد بذلك
هيبتها، حتى لا تكون مطمعا للذئاب وآكلي لحوم البشر
من الشرق والغرب، خاصة بعد هزيمة العثمانيين أمام الروس.

عبد الحميد الثاني السلطان

لقد شعر السلطان عبد الحميد أنه في
حاجة لأن يكون هو صاحب السيادة الأول في البلاد؛ فراح
يحكم حكما فرديا من مقر إقامته في قصر بيلدز، وربط
جميع مؤسسات الإمبراطورية بشخصه.

وكان على رأس اهتماماته تأليف قلوب
المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بإقامة “الجامعة
الإسلامية”، والتي تضم أبناء المسلمين، وتربط بينهم بأواصر من المحبة والإخاء،
وتدفعهم ليكونوا صفا واحدا أمام أعداء الدولة؛ للذود
عن مقدساتها وأراضيها، وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد.

وقد كان للدعاة وعلماء الدين- على
المنابر وفي ساحات المساجد- أبلغ الأثر على قلوب المسلمين.
والسلطان عبد الحميد كان رجلا مستنيرا؛
فقد عمل على الأخذ بأسباب الحضارة الحديثة والتقدم،
بإقامة المدارس، ودور المعلمين، والكليات، والجامعات،
والمعاهد المختلفة، ودار العلوم السياسية، والفنون، والمتاحف،
والمكتبات، ومدارس الطب، والمستشفيات، ودار العجزة،
ومراكز البريد، ومد أنابيب مياه الشرب، ودار النفوس
العامة، والغرف التجارية والصناعية والزراعية، ومعامل
الخزف.

إلى جانب ذلك ربط أجزاء الدولة بـ 30 ألف كم من
البرق والهاتف، وبنى غواصة، واهتم بتسليح الجيش اهتماما
بالغا وبتدريبه على أساليب القتال الحديثة على يد
المدربين الألمان.ويعد أعظم مشروعاته الحضارية هو
إقامته لخط سكة حديد يصل إلى المدينة المنورة، وقد
ناشد المسلمون في جميع البلاد أن يتبرعوا من أجل هذا
المشروع الضخم؛ فتسابق الجميع للمشاركة بكل ما يملكون،
حتى تم المشروع على أكمل وجه. ووصل أول قطار سكة
حديد إلى المدينة المنورة في رجب 1326 هـ (أغسطس 1908م)، بعد
ثمانية أعوام من الحماس والعمل المتواصل. وكان طوله
1327 كم، وقد اختصر مسافة القوافل البالغة 40 يوما إلى 5
أيام فقط بالقطار؛ فكانت فرحة كبيرة وعارمة ملأت قلوب
المسلمين، فتدفقت الألسنة بالدعاء للسلطان عبد الحميد
الثاني خليفة المسلمين.

عبد الحميد الثاني السلطان


* * *
ومن المواقف العظيمة أيضا التي تنسب
للسلطان عبد الحميد، والتي سيذكرها له التاريخ دائما
بكل خير، هو موقفه الصلب، ووقوفه بعزم وقوة في وجه
الأطماع اليهودية، وتصديه لهم بكل حزم.كانت الدولة العثمانية في حاجة إلى
المال لتسد عجزها، وقد استغل اليهود ذلك، فأرسلوا إليه
أحد اليهود ليغريه بالأموال الطائلة؛ حتى يرضخ لمطالبهم
ببناء وطن قومي لهم على أنقاض الدولة الفلسطينية،
لكنه رفض وقام بطردهم.

لكنهم لم ييأسوا وعادوا إليه مرة أخرى
بزعامة “هرتزل”، رئيس الجمعية الصهيونية العالمية،
وصاحب كتاب (الدولة اليهودية). وبعد إلحاح متكرر، ووساطة
قام بها سفير النمسا في إستانبول، في المحرم 1319 هـ (مايو
1901م)، عرض هرتزل على السلطان توطين اليهود في فلسطين،
وفي المقابل سيقدم اليهود في الحال عدة ملايين من
الليرات العثمانية الذهبية كهدية ضخمة للسلطان، وسيقرضون
الخزينة العثمانية مبلغ مليوني ليرة أخرى.

لكن السلطان عبد الحميد زمجر بكل
عنفوان الغضب قائلا:”لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا
من البلاد؛ لأنها ليست لي، بل لشعبي. لقد حصل شعبي على
هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد غذوها فيما بعد
بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها
منا.. الإمبراطورية التركية ليست لي، وإنما للشعب العثماني.
لا أستطيع أبدا أن أعطي أحدا أي جزء منها. ليحتفظ
اليهود بملايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية، فقد يحصل
اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثنا،
ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان”.

* * *

لما رفض السلطان التنازل عن شبر واحد
من أرض فلسطين، تآمر عليه اليهود- لعنهم الله- واستعانوا
بالدول الكبرى التي كانت تكن للإسلام كل بغض وحقد، فوضعوا
خطة شيطانية استطاعوا من خلالها أن يبعدوا السلطان
عن العرش عام 1909، بتهمة الرجعية، وخضع للإقامة الجبرية
في قصر بكاربكي حتى وفاته في 10 فبراير 1918م.

 

100 قصة مصورة و PDF

اكبر مكتبة قصص بصيغة PDF

نقدم لكم اليوم 100 قصة مصورة و PDF

قصص قبل النوم

مناهج تعليمية

انقر على الرابط وقم بتحميل الملفات

والآن مع القصص مصورة و PDF

القصر المسحور

ذات الرداء الأحمر

الذئب والخراف السبعة

الثعلب المكار والذئب

سنويت والأقزام السبعة

أليس فى بلاد العجائب

عيسى عليه السلام

يوسف عليه السلام

إسماعيل عليه السلام

إبراهيم عليه الصلاة والسلام

الاميرة النائمة

الاميرة وحبة البازلاء

مغامرات عقلة الاصبع

الدببه الثلاثه والفتاه

صالح عليه السلام

آدم عليه السلام

الثور والضفدع المغرور

جاك وشجر الفاصوليا

قصة الاوزة الذهبيه

سباق الارنب والسلحفاة

سندريلا 

الحطاب والفأس الذهبية

على بابا والاربعين حرامي

البطتان والسلحفاة

الحمامة والنملة

القط ذو الحذاء

الخنازير الثلاثة

الحطاب والفأس الذهبية

قصص حروف الهجاء الجزء الاول

قصص حروف الهجاء الجزء الثاني

القرد والدلفين

الثعلب المكار والماعز

السيرة النبوية كتاب مولد الرحمة

أبو صير وأبو قير

قصة المنقذون

ألف قصة وقصة

بيتر بان

غزوات الرسول

الفيل الأبيض

القبعة العجيبة

رحلات جلفر

جحا قال يا أطفال

قصة سمسمة

النحلة العاملة

شاهد هذه القصة فيديو

سنويت والأقزام السبعة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال