رواية علمية بوليسية للشباب.. الاختراع الكبير
على بركة الله نبدأ فى عرض الفصل الرابع من رواية علمية بوليسية للشباب جديدة بعنوان دعوة مفاجئة..
لغز لا يصدق
نظر الجميع في ذهول شديد إلى الدكتور الفالح، وسأله أحد الطلاب وهو لا يصدق:
هل يمكن هذا؟
كيف يمكن للدولة أن تسدد قيمة تحويل ثلاثة ملايين سيارة، وتكلفة تحويل السيارة الواحدة خمسة ألاف جنيه، بالإضافة إلى تحويل ألف وثمانمائة محطة لتعمل بالغاز، والمحطة الواحدة تتكلف خمسة ملايين جنيه؟! إنه لغز لا يُصدّق.
راح الجميع يحدقون في وجه الدكتور الفالح، وهم في غاية اللهفة لمعرفة أجابته، فقال:
أولاً: لقد قمنا بدراسة قيمة التكلفة، ووجدنا أن استيراد معدات لثلاثة ملايين سيارة، يؤدي إلى خفض تكلفة تحويل السيارة إلى ألفين ومائتين جنيه، كما أن شراء معدات لتحويل ألف وثمانمائة محطة لتعمل بالغاز، يؤدي إلى تخفيض ثمن المعدات من خمسة ملايين جنيه إلى ثلاثة ملايين، أي أن الدولة ستتكلف بذلك خمسة عشر مليون جنيه.
تساءل أحد أولياء الأمور وهو لا يصدق:
هل تتكلف الدولة كل هذا الرقم، وتقول: إنها لن تتكلف شيئا؟!
حل عظيم
أجاب الدكتور الفالح:
نعم؛ لأن هناك نقطة في غاية الأهمية، وهي أن سعر شراء اللتر المكعب من البنزين يُباع بما بين جنيه وجنيه وثلاثين قرشًا، في حين أن سعر اللتر المكعب من الغاز- وهو المكافئ للتر البنزين- خمسة وأربعون قرشًا، فلو قام كل فرد- مقابل قيام الدولة بسداد قيمة تحويل سيارته- بسداد قيمة اللتر المكافئ من الغاز بنفس سعر البنزين، وهو جنيه وثلاثون قرشًا، بدلا من خمسة وأربعين قرشًا، لتوفر للدولة بذلك في مدة عامين خمسة عشر مليار جنيه.
صاح أحدهم وهو لا يصدق:
يا إلهي! إنه حل عظيم فعلاً:
وهنا، تساءل أحد الطلبة
في حيرة:
يا الله! ولكن ما هو دورك يا دكتور؟ وما هو الاختراع الذي سرقته المنظمة؟
أجاب الدكتور الفالح قائلاً:
لقد توصلت إلى اختراع أنبوبة ومنظم للسيارة، بالإضافة إلى عِدَد وآلات لتموين السيارات بالغاز، تقل تكلفتها عن نصف تكلفة الآلات والمعدات المستخمة حاليًّا، ولكن هذه التكلفة الصغيرة جدًّا لن تتحقق إلا في حالة إنتاج خمسة ملايين أنبوبة سنويًّا على الأقل.
ثم توقف وراح ينظر إلىالجميع لثوانٍ، ثم أردف قائلاً:
وبالتالي، لو تم تعميم هذا الأسلوب في الدولة العربية، فإنه سيجعل كل دولة عربية لا تتكلف شيئًا يُذكر، مقابل بيعها للبنزين والسولار الذي تُصدِّره إلى الخارج؛ لتكسب الدولة العربية بذلك عشرات المليارات من الدولارات سنويًّا.
صاحت طالبة سودانية في إعجاب شديد:
يا خبر! إنه سيجعلنا من الدول الغنية؟
فرص عمل
أردف الدكتور الفالح قائلاً:
بل إنه سيؤدي إلى إضافة مليوني فرصة عمل سنويًّا في هذا المشروع.
وبعد أن عرض الدكتورالفالح الموضوع، انصرف برفقه العميد تاركًا الجميع يفكرون في هذا الأمر، وسادت فترة من الصمت، قطعها طلال وهو يهمس قائلاً لحمدي:
ألم يقم الدكتور الفالح بتسجيل براءة هذا الاختراع؟
قالت لمياء في حماسه:
فعلاً، فلو كان الأمر هكذا، فلن تستطيع أي منظمة أو حتى دولة استخدامه.
فأسرع جاسر ووليد إلى مكتب العميد، وسألا الدكتور الفالح عن تسجيل الاختراع، فرد في أسًى:
لا، لم أقم بتسجيله..
لقد كان اهتمامي هو التوصل إلى فاعلية هذه الآلات والمعدات واختبارها.
ثم صمت قليلاً، وقال في أسى:
ولكن للأسف! لقد ضاع كل شيء.
وبعد أن عاد الأصدقاء من مكتب العميد، وجدوا رئيس المباحث جالسًا يفكر ويتهامس مع مساعديه، ومرت فترة صمت قطعها حمدي قائلاً:
يا الله! ما دام الدكتور الفالح موجودًا، وهو الذي توصل إلى هذا الاختراع، ألا يمكنه إعادة نفس الخطوات والمعادلات؟
فصاح ولي أمر أحد الطلاب مؤكدًا:
قطعًا.. بل إن الأمر لن يأخذ منه وقتًا.
اختطاف هادية
ولكن رئيس المباحث قال معارضًا:
ولكن..
فسأله الجميع في حيرة:
ولكن ماذا؟
ردّ رئيس المباحث:
ولكن المنظمة اختطفت هادية لهدف آخر!
سألته لمياء وهي لا تصدق:
سبب آخر! ما هو؟
أجاب رئيس المباحث:
إن كل هدف المنظمة ألا يُستخدم هذا الاختراع في الوطن العربي، وهم يعرفون أن الدكتور الفالح يستطيع التوصل إليه مرة أخرى.
توقف الدكتور الفالح، ثم أطلق زفره حادة، وقال في أسى:
فلو كانوا يريدون سرقة الاختراع لتركوا هادية، إنما هم يريدون ألا يستخدم العالم العربي هذا الاختراع، ولذلك فإن هادية ستظل رهينة لديهم إلى الأبد.
وما أن نطق رئيس المباحث بهذه الكلمة، حتى كاد يُغشى على الشيخ حمدان، والد هادية.
انتهى الفصل الأول من رواية علمية دعوة مفاجئة إلى اللقاء فى الفصل الثاني
*****