روايه دعوه مفاجئة مكتوبه.. الفصل السادس عشر : التهديد الخطير
اليوم مع فصل جديد من روايه دعوه مفاجئة مكتوبه بعنوان التهديد الخطير.
نتابت وليد وجاسر وطلال حالة من الذهول، وظلوا على ذلك لدقائق، وانتشلهم من تلك الحالة صوت مدير الأمن وهو يستدعي بعض قيادات الشرطة، وسرعان ما ظهرت أمام مدير الأمن على شاشة أحد الأجهزة صورة لمكان السيارة، فقال:
لقد وافاني رجال المتفجرات بتقرير أظهر أنه لم يكن أحد في السيارة ساعة الانفجار، ولا يمكن بالقطع أن يكون السبب حادث عرضي، إنما هي قنبلة تم وضعها لتنفجر في توقيت محدد، وهي نوع حديث من القنابل.
روايه دعوه مفاجئة مكتوبه
شعر الأصدقاء بشيء من الارتياح، وقال جاسر:
الحمد لله! أنهما- على الأقل- لم يُصابا بمكروه.
مرت فترة صمت سادها تفكير عميق، ولكن مدير الأمن قطع هذا الصمت قائلاً:
لقدِ اتضح الموقف تمامًا لنا الآن، فهؤلاء الشبان الخمسة توصلوا إلى مكان اختفاء زميلتهم المخطوفة في منطقة داخل مدينة كفر الدوار، بعد أن وجدت فتاة صغيرة المحمول الخاص بها، وتوصل حمدي ولمياء إلى مكانها؛ وهو ما جعل أفراد التنظيم يشعرون بأنهم في ورطة لن يجدي معها اختطاف حمدي ولمياء، بل لن يجدي حتى قتلهما؛ لأن هذا يدل على أن أحدًا أخر يعرف هذا المكان ويمكنه أن يصل إليهم، ولذلك قاموا بهذه الحيلة، وهي أن يفجروا السيارة في منطقة بعيدة تمامًا، وبذلك يضللوننا تمامًا.
روايه دعوه مفاجئة مكتوبه
قال أحد مساعديه:
فعلاً، إن هذا التحليل يعتبر هو البديل الوحيد.
أردف مدير الأمن قائلاً:
ولذلك يجب أن نوجه سيارات الشرطة إلى مدينة الإسكندرية، وأن نرسل إلى رؤساء صفحات الحوادث بالجرائد والمجلات خبرًا يفيد بأن الشرطة تكثف حملاتها في منطقة الإسكندرية.
روايه دعوه مفاجئة مكتوبه
تساءل المساعد في حيرة:
هل تقصد سيادتك مدينة كفر الدوار؟
ولكن، فوجئ الجميع بمدير الأمن يقول:
لا، بل أعني بالفعل مدينة الإسكندرية.
سأله المساعد وهو لا يصدق:
يا الله! ولكن لماذا؟
أجاب مدير الأمن:
لأن العدو يعتقد أنه أذكي منّا، واعتقاده هذا هو بمثابة نقطة ضعف، ولذلك يجب أن نوهمه بأننا قد ابتلعنا الطعم؛ فيعتقدون بذلك أننا صرفنا النظر عن مكانهم بكفر الدوار.
قال المساعد بحماس، وقد اقتنع بالفكرة.
وهنا يتسني لنا تكثيف حملاتنا السرية في منطقة كفر الدوار.
روايه دعوه مفاجئة مكتوبه
فتدخل رئيس المباحث قائلاً:
ولكن من الممكن أن يكون العدو قد شعر بالخطر فعلاً، وعلم أننا قد تمكنا من التعرف على مكانه؛ فهرب واستخدم في هروبه أكثر من سيارة، ومنها سيارة حمدي، وربما فضل أن يتركها، خاصة أن بقية زملائهما سيرشدوننا عليها، ولذلك أجد أنه لا بد من تكثيف جهودنا في مراقبة العديد من الطرق.
جعل مدير الأمن ينظر وهو يمعن في الأمر، ثم أردف مؤكدًا على كلام رئيس المباحث:
استنتاج سليم، ولذلك يجب أن نضع خطتين نقوم بتنفيذهما بسرعة، وفي وقت واحد؛ لأنه ما دام العدو قد شعر أنه ليس في أمان، فسيتصرف بسرعة.
ثم توقف وأطلق زفرة عميقة، وقال:
وقد يكون أشد عنفًا.
وبعد ساعتين فقط، كانت سيارات رجال المباحث تملأ مدينة كفر الدوار، وقد كان الدور الرئيسي في الحملة هنا لرجال مباحث كفر الدوار، حيث رأى مدير الأمن أنهم الأجدر بمعرفة مناطق المدينة جيدًا. ولم تمر سوى نصف ساعة، حتى توصل رجال المباحث إلى استنتاج هام، وهو أن فيلا البنداري هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تختبئ فيه المنظمة، فبدأ رجال الأمن في وضع خطة لاقتحام الفيلا بالطرق السلمية، وبصورة يبدو فيها الاقتحام أمرًا طبيعيًّا؛ حتى لا يكون هناك عنف يعرض الأصدقاء الثلاثة للخطر، واهتدوا إلى أن أمثل أسلوب لدخول الفيلا، هو دخول أحد رجال المباحث متنكرًا في شخصية قارئ عداد الكهرباء، على أن يقوم بوضع جهاز صغير يتيح لرجال الأمن مشاهدة كل ما يجري داخل الفيلا. ولكن، ما كاد رجل المباحث المتنكر يشرع في تنفيذ الخطة، حتى فوجئ بوجود البواب مرتيمًا على الأرض، مقيد الأيدي والأرجل، وعلى ظهره ورقة مكتوب عليها:
إذا اعترضتم طريقنا قبل مغادرة مصر، سنقتل الأصدقاء الثلاثة.
فتسمر رجال الشرطة في مكانهم.
*****