روايه دعوة مفاجئة مكتوبه.. الفصل الحادي عشر : ويستمر اللغز!
مع الفصل الحادي عشر من روايه دعوة مفاجئة مكتوبه بعنوان: ويستمر اللغز.
كان صدى خبر تدبير الدكتور الفالح لهذه الحيلة خطيرًا لدى الأصدقاء، وما أن أخبروا محاميهم بذلك، حتى فوجئوا به يقول:
إنه أمر خطير، ولا يوجد أمامنا سوى سرعة إبلاغ مدير أمن القاهرة بذلك؛ لأن الموضوع دخل في اختصاص الأمن القومي.
روايه دعوة مفاجئة مكتوبه
وفي اليوم التالي، اتصل المحامي بمدير الأمن، ونجح في تحديد موعد يجمعه بالأصدقاء والشيخ حمدان. وما أن استمع مدير الأمن من الأصدقاء إلى تحليلهم للأمر، حتى أخذ يفكر لدقائق، ثم قال مخاطبًا الجميع في حيرة:
ولكنكم ربما قفزتم بسرعة إلى هذه النتائج.
فسأله الشيخ حمدان:
إن النتائج واضحة تمامًا. لقد كذب الدكتور الفالح وقال: إن هادية قد تقدمت إليه قاصدة الحقيبة التي بها الوثائق، ولكنني كنت واقفًا حينذاك على بعد عدة أمتار، وشاهدته وسمعته وهو يطلب من هادية أن تعاونه في حمل إحدي الحقائب، ثم مدَّ يده إليها بالحقيبة.
روايه دعوة مفاجئة مكتوبه
توقف الشيخ ليلقط أنفاسه، ثم أردف قائلاً:
لقد قال لزوجته أيضًا: إن ابنتهما ذهبت في رحلة مدرسية إلى فرنسا، ولم تكن هناك رحلة في الأساس! كما لم تعد ابنته حتى الآن، ولم يبلغ عن اختفائها إلا منذ يوم واحد فقط!
وما أن أنهى الشيخ حمدان كلامه، حتى قال مدير الأمن:
إن الأمر يدعو إلى الحيرة والشك في أمر الدكتور الفالح، ولكن..
وهنا، سأله المحامي في لهفة:
ولكن ماذا؟
رد مدير الأمن قائلاً:
ولكن لا تنسوا أن الدكتور الفالح هو صاحب الاختراع، وأنه كان سيحصل على نسبة كبيرة من مبيعات هذا الاختراع في جميع أنحاء العالم العربي.
روايه دعوة مفاجئة مكتوبه
ثم توقف وجعل يحدق في وجوه الجميع، وأردف قائلاً:
لماذا يقوم بهذه الحيلة؟ إننا أمام أمرين متناقضين في نفس الوقت.
سادت بين الجميع حيرة شديدة، وراحوا يُحدقون في وجه مدير الأمن، وقد بدت على الحيرة وجوه الجميع، وعندما لاحظ مدير الأمن ذلك قال:
يجب أن نعالج مثل هذا اللغز المعقد بأسلوب أخر؛ حتى لا يختل التوازن الأمني.
روايه دعوة مفاجئة مكتوبه
وهنا صاح الشيخ حمدان محتجًّا:
إنني أشعر أن الوقت يضيع، ولا أعلم مكان ابنتي هادية.
انفجر الشيخ حمدان في البكاء، وقال وهو يغالب شهقاته:
أرجوكم.. أرجوكم ساعدوني!
انتظر مدير الأمن للحظات، ثم قال محاولاً تهدئة ثائرة الشيخ حمدان:
إنني مقدر لموقفك أيها الشيخ العزيز، وكما قلت لك: علينا ألا نقفز إلى النتائج، فهذا يفوِّت علينا الوقوف على الحقيقة؛ فيكون في ذلك خطر فعلي على ابنتك، ولذا أرجو أن يكون شكنا في أمر الدكتور الفالح في غاية السرية؛ فالموضوع يجب أن يكون كما هو في ظاهره؛ حتى لا يتوصل رجال المنظمة إلى ما يدور في أذهاننا من أفكار.
غادر الأصدقاء مكتب مدير أمن القاهرة وهم في حالة من الحيرة والقلق، فقد وضعوا أيديهم على الحقيقة، ورغم ذلك تعقد الأمر تمامًا. وكانت لمياء هي الوحيدة التي ظلت في الكلية، ولكنها كانت تتابع الموقف بين حين وأخر، وهي على أحرّ من الجمر.
قرر الشيخ حمدان العودة إلى البحرين، والتقى
الأصدقاء بلمياء، ولما أخبروها بما حدث علّقت قائلة في حيرة:
إن رجال الأمن يضعون دائمًا أكثر من احتمال، ولكن- وكما قال مدير الأمن-: صار موقف الدكتور الفالح متناقضًا.
صاح جاسر في ضيق:
وهذا يجعلنا دائمًا- كما يُقال في الجيش المصري- محلك سر!
وما كاد الأصدقاء يغادرون كافتيريا الكلية عائدين إلى فراشهم، إذا بتليفون لمياء المحمول يرن، وفوجئ الجميع بها تقول في إزعاج هائل:
يا الله! من؟
فسألها وليد في لهفة:
ماذا حدث؟ من المتحدث؟
أجابت لمياء وهي لا تكاد تصدق:
تصورا! إنها هادية!
*****