رواية دعوة مفاجئة.. الفصل الأول دعوة مفاجئة
على بركة الله نبدأ رواية جديدة بعنوان دعوة مفاجئة..
عندما انتهت امتحانات نصف العام بكلية الصيدلة العربية، ساد بين طلبة الكلية جميعًا شعور بالراحة والسعادة؛ لأنهم سيقضون إجازتهم في بلادهم وبين أهاليهم، عدا حمدي.
اجتماع هام
امتثل حمدي إلى الأمر الواقع، وعاد إلى منزله، بَيْدَ أنه ما أن مرت ثلاثة أيام فقط، إذا بتليفون منزله يرن، حيث كان على الطرف الآخر عميد الكلية نفسه. اندهش حمدي؛ لأن عميد الكلية يطلبه هو ووالده للحضور لأمر في منتهي الأهمية.
وعندما سأل حمدي العميد عن سبب الحضور فوجئ به يقول له:
إن جميع طلبة الكلية وأولياء أمورهم مدعوون إلى اجتماع مهم بالكلية.
وبالرغم من أن حمدي لم يعرف ماهيّة هذا الاجتماع المهم، إلا أنه أمضى اليومين السابقين للاجتماع وهو على أحرّ من الجمر، حيث كان يطوق إلى رؤية هادية وأصدقائه مرة أخرى.
حمدى فى الكلية
سافر حمدي ووالده بالسيارة مع بزوغ فجر يوم الاجتماع.
وما كادت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحًا، حتى كان حمدي ووالده يدخلان من باب الكلية، ولكنهما لم يصادفا هناك أحدًا من الطلبة.
ولا حتى من إدارة الكلية، فقام حمدي بالاتصال بجميع أصدقائه.
ولكن تليفوناتهم المحمولة كانت مغلفة، فتأكد له أنهم جميعًا في الجو، يركبون الطائرات في طريقهم إلى مطار الإسكندرية.
وما أن مرت ساعة واحدة، حتى فوجئ حمدي بحضور جاسر، وبعد نصف ساعة أخرى أقبل العديد من الطلبة مع أولياء أمورهم.
ومن ضمنهم وليد وطلال، وكان السؤال الذي ما يزال يتردد على ألسنة الجميع:
ما هو سبب هذا الاجتماع المهم، والذي حرصت إدارة الكلية على دعوة جميع الطلبة
وأولياء أمورهم لحضوره؟!
وبعد مدة قصيرة، أقبل عميد الكلية، وصارح الجميع بأن الاجتماع المفاجئ سببه حضور عدد كبير من مندوبي جمعية نهضة العرب، وهي جمعية تشكلت من أجل نهضة الدول العربية، وأسَّست كلية الصيدلة العربية لتكون باكورة أعمالها.
كان واضحًا على وجوه أعضاء إدارة الكلية، وعلى رأسهم العميد، أن هذا الاجتماع لأمر خطير، إلا أنه عندما أوشكت الساعة أن تشير إلى الثالثة ظهرًا، أخذ جميع الطلبة وأولياء أمورهم أماكنهم.
بينما وقف حمدي لمدة ينتظر حضور هادية، وقد حاول الاتصال بها مرارًا، ولكن كان تليفونها في كل مرة مغلقًا.
سر غياب هادية
فلما لاحظ طلال ذلك، دنا منه، وهمس في أذنه قائلاً:
لا تقلق هكذا يا حمدي، فمن المؤكد أنها في الطريق، فدائمًا ما يغلق الراكب تليفونه أثناء الطريق.
بَيْدَ أنه، وبعد عدة دقائق، نادى وليد على حمدي من بعيد، وبادره قائلاً:
حمدي، أنظر!
التفت حمدي إلى حيث أشار وليد، فتجمد في مكانه، حيث شاهد الشيخ حمدان- والد هادية- يُقبل من بعيد، فعلّق جاسر ضاحكًا.
أبشر؛ فلقد جاءك الفرج.. لقد هلّت رائحة الأحبة.
وهنا، أسرع حمدي نحو الشيخ حمدان، وعانقه في سعادة بالغة، ولكنه فوجئ بالشيخ يسأله في لهفة؟
أين هادية ابنتي؟
فقال حمدي في دهشة وحيرة:
هادية! ألم تأتِ معك!
ردّ الشيخ، وقد بدت عليه علامات القلق والخوف:
ماذا تقول؟! لقد تركتها منذ الصباح وهي في طريقها إلى الكلية!
ثم نظر في ساعة يده، وقال وقد تزايدت مخاوفه ولهفته:
يُفترض أن تكون هنا منذ ثلاث ساعات على الأقل!
فنظر الجميع إلى بعضهم في دهشة كبيرة!
انتهى الفصل الأول من رواية دعوة مفاجئة.
*****