رواية دعوة مفاجئة مكتوبة.. الفصل التاسع: ويتواصل البحث والتحرِّي
اليوم مع الفصل التاسع من رواية دعوة مفاجئة مكتوبة بعنوان: ويتواصل البحث والتحري.
الرغم من عودة طلبة كلية الصيدلة العربية إلى الدراسة، وبالرغم من المحاولات الدؤوبة التي قامت بها إدارة الكلية حتى تستمر الدراسة وينسى الطلبة جميعًا ما حدث، على أن يستكمل رجال المباحث تحرياتهم بخصوص هادية، فإن الأصدقاء الخمسة لم ينسوا هادية ولو للحظة واحدة؛ فقد كانت لمياء تدخل من حين لآخر غرفة هادية بمساكن الطالبات، وتنفجر في البكاء، بينما كان طلال وجاسر ووليد يجلسون بين ساعة وأخرى مع حمدي؛ حتى لا يتركونه لأحزانه.
كان الشيخ حمدان والد هادية قد غادر مرسى مطروح مسافرًا إلى البحرين وهو في غاية الحزن، وقد وصلت الأخبار إلى الأصدقاء بأنه منذ أن عاد إلى وطنه لا يستطيع ممارسة عمله.
كانت أوامر وزير الداخلية المصري قد صدرت إلى رجال المباحث بمواصلة التحري، على اعتبار أن دخول أجنبيّيْن إلى مصر واختفاءهما بها أمر في غاية الخطورة، خاصة أنه مرتبط بسرقة أخطر اختراع عربي، واختطاف فتاة عربية. وقد قام الوزير بالاجتماع بجميع المسئولين عن الأمن في مصر عدة مرات، وكان التفتيش مكثَّفًا تمامًا في الأماكن والمساكن المفروشة التي تقيم فيها الجاليات الأجنبية.
وكانت السلطات البحرينية قد فرضت حماية مكثفة على الدكتور الفالح؛ لأنه الوحيد الذي تستهدف المنظمة اختطافه لاستكمال النقاط الغامضة في اختراعه، كما تخشى- في الوقت نفسه- أن يستعيد الخطوات التي حققها، ويستكمل التوصل إلى هذا الاختراع.
علقت لمياء في أسًى:
إن السلطات البحرينية وسلطات الأمن العربية كلها، قد انشغلت تمامًا بأمر الدكتور الفالح ومواصلته لاختراعه، وهو ما يجعلني أخشى أن يسفر ذلك عن فتور رجال المباحث في تتبع المجرِمَيْن الهارِبَيْن اللذين يحتجزان هادية كرهينة.
بينما علق جاسر في يأس وحزن:
المشكلة أن مصر بها عشرات الملايين من المساكن، ومن المؤكد أن وراء هذين المجرمين أعوانًا آخرين يعرفون كل الأماكن في مصر.
وبعد عدة أيام فاجأت أجهزة الإعلام الناس بخبر خطير، فقد ذهب الدكتور الفالح وأخطر رجال الأمن في البحرين بأن ابنته قد اختطفت!!
*****