رواية دعوة مفاجئة مكتوبه.. الفصل العاشر: مفاجأة جديدة!
اليوم مع الفصل العاشر من رواية دعوة مفاجئة مكتوبه وهو بعنوان: مفاجأة جديدة.
ثار اختطاف ابنة الدكتور الفالح حالة من السخط والغضب الشديدين بين جميع أبناء الوطن العربي، واعتبرت السلطات الأمنية في الوطن العربي بأكمله، أن اختطاف هادية، وسرقة اختراع الدكتور الفالح، وأخيرًا- ورغم كافة الاحتياطيات- اختطاف ابنة الدكتور الفالح، بمثابة ثغرة أمنية خطيرة.
رواية دعوة مفاجئة مكتوبه
كان الشيخ حمدان يعاود- بين حين وأخر- حضور الجلسات التي يجريها رجال الأمن في البحرين مع الدكتور الفالح؛ لمعرفة أدق التفاصيل عنه وعن أسرته، وقام بتصوير ونسخ كل المحاضر والتسجيلات التي دارت بين السلطات الأمنية البحرينية والدكتور الفالح، وزوجته، والرجال المكلفين بحراسته، ولم يلبث أن عاد الشيخ حمدان إلى مصر ليقدم صور هذه المحاضر ونسخًا من تلك التسجيلات إلى رجال الأمن.
ولما علم حمدي والأصدقاء بحضور الشيخ حمدان إلى مصر، أسرعوا على الفور إلى مدينة الإسكندرية لمقابلته هناك، حيث يقيم في أحد الفنادق الكبرى بها.
رواية دعوة مفاجئة مكتوبه
وما أن شاهد الشيخ حمدان حمدي وبقيه الأصدقاء، حتى شعر وكأنه يشاهد فيهم ابنته هادية؛ فراح يعانق حمدي وهو يبكي بكاءً مُرًّا.
مر على الجميع يوم في غاية الكأبة والحزن، لم يعرف حمدي فيه طعم النوم، فأخذ- رغمًا عنه- يقرأ صور المحاضر التي تمت بين الدكتور الفالح ورجال الأمن البحرينيين، ويستمع إلى شرائط التسجيل، واستمر على ذلك حتى بزغ نور الفجر.
وفي الصباح تقابل الأصدقاء مع الشيخ حمدان، والد هادية، والذي بادره حمدي قائلاً:
أنا آسف يا عمي الشيخ حمدان؛ لاضطراري إلى قراءة صور المحاضر التي تركتها سيادتك على المنضدة، والاستماع إلى شرائط التسجيل لما دار في المناقشة.
رواية دعوة مفاجئة مكتوبه
نظر الشيخ حمدان إليه، وقال في حيرة:
لا تأسف يا بني؛ فأنت خطيب ابنتي، ويهمك- مثلي- التعرف على كافة التفاصيل الخاصة بموضوع هادية.
قال حمدي موجهًا حديثه إلى الجميع:
بعد أن قرأت هذه المحاضر، وسمعت كل ما دار في التسجيلات، لفت نظري أمر يدعو إلى الاهتمام الشديد.
سأله الشيخ حمدان في لهفة:
أي أمر يا بُني؟
أجاب حمدي:
إن زوجة الدكتور الفالح تقول: إن زوجها أخبرها بأن ابنتهما قد ذهبت في رحلة نظمتها مدرستها إلى فرنسا، إلا أنها فوجئت من إحدى زميلات ابنتها، بأن المدرسة لم تقم بأي رحلة للخارج!
صاح وليد في دهشة:
وماذا في ذلك؟
أجاب حمدي:
إن ذلك يجعلني أشك في الأمر تمامًا.
رواية دعوة مفاجئة مكتوبه
صاح جاسر وقد ازدادت دهشته:
هل تشك في أن الفتاة كاذبة؟
فقال حمدي معترضًا:
لا، بل إن هذا يعني أن ابنة الدكتور الفالح كانت مختطفة منذ مدة طويلة، وأنه لم يبلغ عن اختفائها إلا منذ يومين فقط.
شاهد حمدي الدهشة على وجوه الجميع، فأردف قائلاً:
السؤال الذي راودني بعد أن قرأت هذه المحاضر هو:
لماذا لم يبلغ الدكتور عن اختفاء ابنته، رغم مرور ثلاثين يومًا على اختفائها؟!
قال وليد في دهشة:
يا الله! هذا صحيح!
تدخل طلال قائلاً:
لك حق يا حمدي في أن تشك في الأمر وتطرح هذا السؤال، كما أن هناك لغزًا آخر في الموضوع؛ حيث إنني قد قمت- مثلك- بالاطلاع على هذه المحاضر، والاستماع إلى الأشرطة.
رواية دعوة مفاجئة مكتوبه
سأله الشيخ في حيرة:
أيُّ لغز آخر يا بني؟
فأجاب طلال:
قال الدكتور الفالح: إن هادية هي التي طلبت منه الحقيبة التي بها الوثائق، ولكني عندما قرأت المحضر الذي تم معك يا عمي، تبين لي أنك أوضحت أن هادية لم تمد يدها لأخذ الحقيبة، ولكن الدكتور الفالح هو الذي أعطاها إياها من تلقاء بنفسه.
قال الشيخ حمدان في دهشة:
نعم، إن الدكتور الفالح هو الذي مد يده وناولها الحقيبة، وطلب منها أن تحملها، ولم تقم هادية بذلك من تلقاء نفسها.
فقال حمدي:
هذا يعني أن الدكتور الفالح قد كذب وادعى في المحضر أمام المباحث، أن هادية هي التي طلبت بنفسها منه الحقيبة التي بها الوثائق.
فقال جاسر وهو لا يصدق:
يا الله! معنى ذلك أن الدكتور الفالح هو الذي قام بتدبير هذه الحيلة.
*****