اجمل الروايات دعوة مفاجئة .. الفصل السادس بعنوان: أول الخيط!
ما زلنا مع اجمل الروايات دعوة مفاجئة الفصل السادس بعنوان أول الخيط..
وجد حمدي نفسه في أخطر مأزق واجهه في حياته؛ فهادية حبيبته ليست مجرد رهينة لدى منظمة عالمية خطيرة، إنما الأخطر من ذلك أن الدولة لن تحاول إنقاذها، بل إن رجال المباحث يوجهون لها التهمة بسرقة الاختراع؟
جلس حمدي في غرفته بمساكن الطلبة بالكلية، وهو يُعْمِلُ فِكْرَه، ويشحذ كل ذهنه، ولكنه كلما توصل إلى فكرة، تبخرت على الفور من فرط القلق والحزن. وبعد مرور نصف ساعة فقط، أقبل وليد وطلال، وطلبا منه الذهاب إلى كافتيريا الكلية، حيث ينتظرهم جاسر ولمياء. جلس الجميع، وكان الحزن يغشى وجوههم، وسادت فترة من الصمت، إلا أن حمدي بدا له شيء، فقال فجأة:
أيها الأصدقاء، لقد توصلت إلى نقطة في غاية الأهمية!
اجمل الروايات دعوة مفاجئة
فسألته لمياء في لهفة:
وما هي؟
فقال حمدي وهو يفتش في وجوه الجميع.
نحن نعرف أن هادية- بلا شك- أبعد الناس عن أن تقوم بمثل هذا العمل الدنيء.
فأجابه وليد في حيرة:
بالقطع، فلا يوجد إنسان في الدنيا يشك في أمانتها.
تنهد حمدي وقال:
عظيم! ولذلك لا يوجد أمامنا سوى أن نحاول نحن البحث عنها بأنفسنا، دون أن نعتمد على رجال المباحث أو الشركة.
إلا أن جاسر قال في حيرة وشك:
ولكن، كيف نقوم نحن بالبحث عنها؟ فنحن خمسة أفراد، والأمر يحتاج إلى عدد كبير من رجال المباحث؛ فهي منظمة كبيرة.
فقال حمدي مُصِرًّا:
لا، لن نعتمد على رجال المباحث، فأنا قد توصلت إلى أول الخيط.
اجمل الروايات دعوة مفاجئة
سأله طلال في حيرة:
وما هو؟
اعتدل حمدي في جلسته، وقال:
إن الحادثة قد وقعت في الطائرة القادمة من البحرين إلى مطار الإسكندرية، أو بمعنى أخر، إن أفراد المنظمة الذين كانوا يتابعون الدكتور الفالح، من المؤكد أنهم قد ركبوا نفس الطائرة؛ لأنه لا يمكنهم ركوب طائرة أخرى لتصل في نفس الوقت.
فصاح وليد كأنه أمسك بطوق النجاة:
جميل! تقصد أن أفراد المنظمة كانوا ضمن الركاب
الذين كانوا على الطائرة؟
أجاب حمدي:
نعم، ومن البديهي أن يكونوا من الركاب الأجانب.
فصاحت لمياء مؤكدة في حماسه:
فعلاً!
فأردف حمدي قائلاً:
فلو طلبنا من رجال المباحث أن يتصلوا بشركة الطيران التي قامت عليها الرحلة؛ ليوافوهم بأسماء الركاب الأجانب، يمكن تتبعهم بسهولة، ومكان إقامتهم في مصر، سواء في فنادق، أو مساكن مفروشة.
عقَّب طلال مشكِّكًا:
وهل من حق رجال المباحث تفتيشهم؟ لا تنسَ أنهم مواطنون أجانب، ولا يمكن لرجال المباحث تفتيشهم إلا من خلال إصدار أمر من النيابة، ولن يتسنَّى للنيابة ذلك الأمر في حالة وجود تهمة.
اجمل الروايات دعوة مفاجئة
سادت فترة صمت، راح الجميع خلالها يفكرون في هذا المأزق، قطعها حمدي قائلاً:
الأمر بسيط؛ فسبب التفتيش موجود، وهو أن تقول شرطة المطار أو الموانئ: إن خطابًا مهمًّا وصلها من مجهول يقول فيه: إن شخصًا ما يحمل قنبلة ينوي تفجيرها، وهنا يحق لرجال آمن المطار تفتيش كل ركاب الطائرة، وبالقطع يكون التفتيش بعناية تامة وعميقة على هؤلاء الركاب عند عودتهم.
لم تمر إلا دقائق معدودة، حتى كان الجميع أمام رئيس المباحث، وما أن شرحوا له الأمر، إذا به لا يتقبله في بداية الأمر، وقال لحمدي مؤكدًا:
أنا عرفت أن هادية خطيبتك، كما أن المقبوض عليه هو صهرك الحاج حمدان، ولكن أنت تعرف أن الوقائع كلها تثبت أن هادية ووالدها وراء هذه الموضوع، ليس فقط لأنها هي التي أخذت الحقيبة، ولكن- وكما سبق أن قلت- لأن المنظمة تعرف أن الدولة العربية بالكامل لن تستغني عن عشرات المليارات من الدولارات سنويًّا، إلى جانب الفوائد العديدة، من أجل فتاة عادية!
ثم توقف فجأة، وقال وقد خطر بباله شيء:
اجمل الروايات دعوة مفاجئة
إنما الأمر الآخر، والذي يضاعف شكي..
سألته لمياء:
ما هو؟
رد رئيس المباحث قائلاً:
إن الدكتور الفالح من دولة البحرين، وهادية ووالدها بحرانيان أيضًا، كما أنهما قريبان جدًّا من الدكتور الفالح، وهو ما جعل والد هادية ومن معه يراقبونه، ويخططون لذلك.
عاد حمدي من مكتب رئيس المباحث مع بقية أصدقائه، وهم جميعًا في حالة من الحزن الشديد، فاضطر والده أن يتصل بمحاميه، وما أن شرح له الأمر، حتى قال المحامي:
إنني أعرف هادية، فلطالما صادفْتُ معها ومع زملائها مواقف صعبة، مما جعلني أثق في أنها فتاة في منتهي الأمانة، وكذا والدها لا يمكن الشك في أمره أبدًا.
اجمل الروايات دعوة مفاجئة
وعلى الفور، أسرع المحامي إلى وكيل نيابة قسم الموسكي بمدينة القاهرة، ولما عرض عليه الأمر، لم يتردد في أن يوجه على الفور طلبًا إلى وزارة الداخلية، باحضار قائمة بأسماء الركاب الذين كانوا في هذه الرحلة.
وراح الأصدقاء جميعًا ينتظرون النتيجة وهم على أحرّ من الجمر، وفي اليوم التالي جاءت النتيجة تقول: إنه لم يوجد بين ركاب الطائرة أجنبي واحد!
وما أن علم رئيس مباحث مرسى مطروح بهذا الخبر، حتى طلب من الأصدقاء الحضور، وبادرهم في لهجة تأكيد:
لقد اثبتوا بأنفسهم أنه لا توجد منظمة أجنبية وراء ذلك، وأن هادية ووالدها مُدبِّرا العملية! فكاد حمدي أن يقع مغشيًّا عليه.
*****