رواية مصرية سر إختطاف العباقرة الفصل الرابع عشر
اليوم مع الفصل الرابع عشر من رواية مصرية سر إختطاف العباقرة بعنوان: مقابلة الزعيم.
وقف حمدي وجاسر ينظران إلى الرجال الواقفين وهم في حالة من الحيرة والحزن. كان المجرمان ما يزالان يصوِّبان إليهما سلاحيهما، بينما كان خليل النبراوي، والرجل الذي انضم إليهم، ويدعى ميشيل فيليب، الأسترالي الجنسية- كما فهم الصديقان من الحوار- يقومان بحمل بقية الأثاث الثمين تمهيدًا لنقله.
وتساءل أحد الرجلين في حيرة، وهو يوجه حديثه إلي بقية الرجال:
إذا كانت التعليمات قد صدرت إلينا بإخفاء هذه الفتاة، وهذا الشاب الذي يدعي حمدي فاضل،فيجب أن نتخلص من هذا الفتي، فماذا سنفعل به؟
قال ذلك، وأشار تجاه جاسر!
فسأله آخر في دهشة: تقصد نقتله؟
فشعر جاسر بخوف شديد، ولكن ميشيل فيليب تدخل وقال: ماذا تقول يا أنطوان! أتريدون قتل هذا الشاب لتضعونا في مشكلة مع الزعيم؟
رواية سر اختطاف العباقرة
فتسأل أنطوان في حيرة:
ولكن ماذا سنفعل؟ فنحن لا حاجة لنا به. هل نتركه ليبلغ عنا؟ ألا يكفي أنه هو وزميله استطاعا الوصول إلى مكاننا؟
ففوجئ الصديقان والجميع بميشيل يومئ برأسه، ويقول في لهجة يشوبها الفخر والدهاء:
لا يا أنطوان، بل إن هذا الولد سيخدمنا أكبر خدمة، فهو الذي سيسهل لنا كل أمورنا!
انتابت الجميع الدهشة، فتسأل أنطوان وهو يحدق في وجه جاسر:
ماذا تقول يا ميشيل؟ هذا هو الذي سيُسهل علينا الأمر!
فقال فيليب:
لا أيها السادة، بل سنجعله مع غيره رهينة يتسنى لنا الضغط من خلالها على الحكومة المصرية لمغادرة البلاد.
رواية سر اختطاف العباقرة
سكت برهة، ثم قال بصوت منخفض:
وبذلك لن يكون أمامنا رهينة نتركها إلا جاسر هذا.
التفت جاسر إلى حمدي، وتبادلا عدة نظرات، وقد رانت على وجهَيْهما علامات الأسى، من فرط الخطر الذي يداهمهما، ولكنهما أفاقا على أحد الرجال يصوب إليهما سلاحه، ويقول في لهجة تهديد: هيا.. هيا أيها الولدان.
بينما هبط الرجل الآخر السلم، ولم يلبث أن صعد وهو يمسك جلبهار، التي صعدت السلم وهي في حالة من الإعياء الشديد.
وبعد عدة ساعات وصلت إلى المنزل سيارتان بيجو، قامت إحداهما بنقل الصديقان مع جلبهار، واستقل رجال العصابة السيارة الأخرى.
رواية سر اختطاف العباقرة
كان الليل قد انتصف، وكانت السيارة تسير في طريق شبه مظلم تمامًا، لم يدرك منه حمدي سوى أن السيارة كانت تقطع ترعة الإسماعيلية.
وفجأة لم يشعر حمدي، أو جاسر، أو جلبهار بشيء، حيث قام الرجلان المسلَّحان برش سائل مخدِّر علي أنوفهم، ففقدوا الوعي، ولم يفق ثلاثتهم إلا بعد عدة ساعات، حيث وجد الثلاثة أنفسهم في بيت مهجور لم يستطيعوا التعرف من بين محتوياته إلا على حجرة منخفضة الإضاءة إلى درجة كبيرة، وشيئًا فشيئًا بدأ الجميع يسترد وعيه تمامًا، وتناهى إلى آذانهم أصوات تصدر من الطابق الأسفل.
قال حمدي في همس ممزوج بالحيرة والخوف: لقد قاموا بنقلنا إلى منطقة أخرى، فهربوا بذلك من رجال المباحث.
رد جاسر في حيرة: معنى ذلك أنهم سيُرحِّلوننا إلى الخارج، وسأكون أنا رهينة.
رواية سر اختطاف العباقرة
فقالت جلبهار، وهي في حالة فزع شديد: يا خبر! إنهم سيزجون بنا في مكان خفي، ولمدة شبه طويلة.
فلما سألها جاسر عن السبب قالت: لقد سمعت ذلك منهم.. إنني أكاد أموت من الرعب.
وما أن مرت فترة صمت، حتى سمع الأصدقاء هَمْهَمَة تصدر مرة أخرى من الطابق السفلي؛ فقام حمدي وجاسر إلى باب الغرفة، وجعلا يحاولان فتحه، واستمرا على ذلك لمدة، حتى نجحا في فتحه بعد مشقة هائلة، وما أن نظرا إلى أسفل، إذا بجاسر يقول في لهفة:
أنظر! أنظر يا حمدي! ألا تتذكر صاحب هذه الصورة.
فاقترب منه حمدي، وما أن ألقى نظرة على المكان، حتى صاح في فزع:
يا خبر! إنه بومضير الهوارى الذي تقمص اسم عميد الكلية! إنه لم يهرب!
أومأ جاسر برأسه وقال:
من المؤكد أنه زعيم العصابة!
***