أجمل الروايات سر اختطاف العباقرة الفصل الأول
نبدأ اليوم سر رواية سر اختطاف العباقرة واليوم مع الفصل الأول بعنوان: طلال فى السعودية.
رواية سر اختطاف العباقرة
قال عميد الكلية في الكلمة الافتتاحية: يجب أن تعرفوا أننا قد بدأنا عامًا شديد المشقة؛
لأن كل جهدنا يتركز على اكتشاف ما هو جديد، وهذا ما يجعل عملنا شاقًا، ولذلك فقد
تم تقسيم طلبة الكلية إلى مجموعات بحثية، حيت ينضم كل طالب إلى المجموعة التي يرغب في الانضمام إليها.
وجد الأصدقاء الستة فرصة سانحة ليكونوا جميعًا
ضمن مجموعة واحدة من هذه المجموعات، فيتسنى لهم بذلك أن يلتقوا معًا في المعامل،
أو يتناولوا غذاءهم مجتمعين في الكافيتريا، كما يكون بإمكانهم أن يلتقوا جميعًا في وقت الراحة.
رواية سر اختطاف العباقرة
كان كل من حمدي وهادية يشعران بأنهما أسعد مخلوقين في الدنيا، فهما الحبيبان والخطيبان والصديقان، وها هما سيلتقيان دائمًا، وإلى جانب ذلك، سيستمتعان بوجودهما وسط أصدقائهما.
وبعد مرور عدة أيام، إذا بمجموعة الأصدقاء تشعر فجأة بأن حبل ارتباطها ينفك، حيث تلقى طلال مكالمة من والده، يطلب منه السفر بسرعة إلى بلده– السعودية– لأمر غاية في الأهمية.
وما أن سافر طلال، وأمضى ثلاثة أيام بالسعودية، حتى فوجئ الجميع بأنه يتصل بجاسر، ويخبره بأن والده مضطر إلى نقل نشاطه إلي السويد لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، الأمر الذي وضعه في مأزق لا يعرف له حلاًّ، حيث
سيضطره ذلك إلى ترك ابنته جلبهار- والتي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها- بمفردها؛
لأن الحياة في السويد لا تلائم تقاليد أهل السعودية، ولذلك لم يجد أمامه حلاًّ سوى
أن يطلب من طلال تحويل أوراقه إلى كلية الصيدلة بالسعودية؛ ليعيش مع شقيقته.
واية سر اختطاف العباقرة
كان وقع الخبر على الأصدقاء بمثابة الصاعقة، فغممت لمياء بصوت متهدِّج، وعيناها تزرفان الدمع:
هل هذا معقول! يضحي بمستقبل ابنه لمجرد مشكلة واجهته!
وقالت هادية في حيرة: وللأسف، لا يمكن لجلبهار أن تقيم في مصر مع شقيقها طلال؛ لأنه يعيش في بيوت الطلبة التابعة للكلية.
وفجأة، ومضت بذهن حمدي فكرة جعلته ينتفض واقفًا ويقول في حماس: لقد وجدت الحل!
فالتفت الجميع إليه، وسأله وليد في لهفة: ما هو؟
أومأ حمدي برأسه، وقال وكأنما يُحدِّث نفسه: لا بد أن أجري هذه المكالمة التليفونية، ثم ترك الجميع، واندفع مغادرًا المكان، وشاهده الجميع وهو يتحدث من تليفونه المحمول لمدة طويلة، ثم عاد بعدها، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة، وبادرهم قائلاً:
الآن فقط أستطيع أن أقول: إنني وجدت الحل لمشكلة إقامة جلبهار.
رواية سر اختطاف العباقرة
قالت هادية وكأنما قرأت أفكاره: لقد عرضت على أسرتك أن تقيم جلبهار معهم، وتكون صديقة لشقيقتك، فوافقوا، أليس كذلك؟
فنظر حمدي إليها في إعجاب، وأومأ برأسه مؤكدًا: فعلاً، هذا ما حدث.
بدت عن الجميع زفرات عميقة تنبئ عن أن كلاًّ منهم تنفس الصّعداء أخيرًا، بعد إحساسهم بحل المشكلة.
وبعد أن عرض حمدي الفكرة على والد طلال، جعل
يفكر لساعات، حتى اقتنع أخيرًا بجدواها، حيث كان يعرف عائلة حمدي جيدًا، فوجد أن
هذا الحل بمثابة طوق النجاة؛ حيث ستعيش ابنته مع أسرة يفيض كل أفرادها حنانًا،
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأسرة تحافظ على القيم والتقاليد والعادات التي يحرص
على أن تعيش عليها ابنته، فأخذ أول طائرة في طريقها إلي القاهرة، ليلتقي بأسرة
حمدي، التي رحبت بوجود جلبهار بينهم.
رواية سر اختطاف العباقرة
علقت والدة حمدي قائلة في سعادة: إنها ستعيش مع ابنتي كأختها.
جاءت جلبهار لتعيش مع أسرة حمدي، وبعد عدة أيام، اكتشفت الأسرة أن جلبهار ليست فتاة عادية، بل هي فتاة عبقرية، حيث تستطيع أن تقرأ كتابًا متوسط الحجم في بضعة ساعات فقط، وتستوعبه بنفس مستوى من يقوم بدراسة هذا الكتاب في عدة أيام بأكملها، كما تستطيع إجراء عدة عمليات حسابية معقدة في بضع ثوان، دون الاستعانة بالآلة الحاسبة، أو حتى الاستعانة بالكتابة على الورق!
واية سر اختطاف العباقرة
وعندما وصل هذا الخبر إلى الأصدقاء، أصيبوا جميعًا بالدهشة، فعلَّق طلال في ضيق:
إن جلبهار شقيقتي قد ظهرت موهبتها هذه منذ صغرها، ولكن- للأسف- لا توجد لدينا جهة تهتم بهؤلاء الأطفال العباقرة، ولذلك لا يظهر نبوغ العبقري من العرب إلا عندما يذهب إلى الخارج!
إلا أن موضوع عبقرية جلبهار لم يلبث أن تبخر من أذهان الأصدقاء جميعًا؛ لأنهم انهمكوا تمامًا في الدراسة والأبحاث.
شعر حمدي أنه يعيش أجمل أيام عمره، حيث الأبحاث المعملية بكلية الصيدلة، والتي يعشق إجراءها، إلى جانب هادية التي يشعر وهو بجانبها وكأنه يعيش في عالم أخر، وتتضاعف بهجته بوجوده إلى جانب أصدقائه الذين لا يستطيع أن يفترق عنهم ولو ساعة واحدة.
كان الأصدقاء جميعًا في نهاية كل يوم خميس من الأسبوع، يسافرون إلى مدينة القاهرة، ويعودون في نهاية اليوم التالي. وكانت أم
حمدي تحرص دائمًا على أن تُعد لهم الأطعمة المصرية الشهية، كالملوخية، وكباب الحلَّة،
حيث كان يحبهما جاسر، وأما هادية ولمياء ووليد، فكانوا يحبون تناول المحاشي بكافة أنواعها.
وفي أحد أيام الإجازات، وبينما أُعدت مائدة الطعام بمنزل حمدي، وشرع الجميع في الجلوس حول المائدة مع أهل البيت، فوجئ الجميع
بحدث جعل كلاًّ منهم يكاد يغشى عليه من شدة الرعب؛ فقد فوجئوا بأسد يتقدم من إحدى الغرف، ويقف أمامهم في الصالة، ويتأهب للوثوب عليهم!!
انتظروا الفصل الثاني من الرواية
***