أجمل الروايات سر إختطاف العباقرة الفصل الخامس
اليوم مع الفصل الخامس من رواية سر اختطاف العباقرة بعنوان: العولمة معنا أم ضدنا.
ظل جميع الحاضرين ينظرون إلى أعضاء الجمعية وهم في حيرة، فتدخل أحد الأعضاء قائلاً:يا جماعة! إن العولمة هي اتصال أجزاء العالم
ببعضها، بصورة ستجعل كوكب الأرض وكأنه مجرد قرية صغيرة، فتنتقل العمالة إلى كل مكان في العالم، وينتقل رأس المال إلى كل مكان، ويصير سوق كل دولة سوقًا لكل دول العالم، وتنتقل ثقافة كل دولة إلى دول العالم أجمع.
رواية سر اختطاف العباقرة
توقف الرجل لبرهة، فلما وجد الجميع ينظرون إليه في لهفة، لم يلبث أن أردف قائلاً: سيكون هناك أمر يحكم ذلك.
سأله آخر في لهفة: وما هو؟
أجاب العضو: إن طبيعة الإنسان هي انتقاء الأفضل والأصلح، فإذا وجد في السوق سلعة أجود من غيرها وأرخص، فلا شك أنه لن يتردد في شرائها دون غيرها، فالسلع التي تُنتج بكميات ضخمة، ومن خلال العلم والتكنولوجيا العالية، لا شك ستكون هي الأجود والأرخص، ولذلك ستغزو كل الأسواق، وتجعل الدول الأخرى، وخاصة الدول النامية، لا تجد لسلعها مكانًا، وبالتالي لا يجد العاملون في هذه الدول النامية عملاً!
رواية سر اختطاف العباقرة
فسأله أحد الموجودين قائلاً في حيرة: ولكن، هل الثقافة مثل السلع؟
فقال رئيس الجمعية: نعم، ولكن بالرغم من أن ثقافة كل شعب تتكون من عاداته وتقاليده ومفاهيمه، فإنه يكون للثقافات الأخرى أثر عليها. قال رجل عجوز وهو لا يصدق: يا الله! هل هذا معقول؟!
أجاب أستاذ الاجتماع:
نعم؛ لأن الدول المتقدمة تستغل هذا الأمر لصالحها تمامًا. انظروا مثلا إلى فكرة التقدم. إنها- بلا شك- فكرة رائعة، فما من فرد في الدنيا إلا ويؤمن بها، ويجد أن التطور هو الأمر الطبيعي، وهنا تبرز الدول المتقدمة مفهوم التقدم كعنوان لكل شيء تصبو إليه.
رواية سر اختطاف العباقرة
سأل أحد الموجودين في دهشة! وكيف ذلك؟
أجاب أستاذ الاجتماع: يقع في خلد الفتاة- مثلاً- أن التحرر من أسر العائلة، وارتداء كل ما يبرز مفاتنها، ويتيح لها علاقات بالشباب، تحت ساتر اسمه التقدم، وبذلك تعيش الفتاة- من وجهة نظرها- في أسعد حياة! إنها الحرية التي تصبوا إليها، لشعورها بأنها فتاة متقدمة! وهذه الحرية لا نراها إلا في عادات وتقاليد الدول المتقدمة نفسها، وبذلك تنتقل عادة- وهي سمة من سمات الثقافة- من دولة إلى أخرى بسهولة.
سأل أحد الموجودين في حيرة: يا الله! وماذا نفعل نحن إزاء ظاهرة العولمة الخطيرة هذه؟ هل سنصمت عليها حتى يغزونا الآخرون في عقر دارنا بسلعهم وثقافاتهم؟! ألا يوجد لدينا أمل؟
تدخل رئيس الجمعية قائلاً: بل يوجد أمل كبير.
فسأله العديد من الموجودين في لهفة: وما هو؟
أجاب رئيس الجمعية في تأكيد: إننا نستطيع أن نجعل العولمة في صالحنا نحن، فلا نجاريهم فقط، بل نتغلب عليهم.
فنظر الجميع إلى بعضهم البعض في دهشة شديدة!!