أجمل الروايات سر اختطاف العباقرة الفصل الثاني
اليوم مع الفصل الثاني من أجمل الروايات سر اختطاف العباقرة بعنوان : شراء العباقرة.
تسمَّر الجميع في أماكنهم لمدة تجمّد فيها الدم في عروقهم، ولكنهم فوجئوا بجلبهار تطلق ضحكة مرتفعة وتقول:
لقد تم خداعكم!
فراحوا جميعًا يوزعون النظر بين جلبهار وبين الأسد الذي وقف متأهبًا للانقضاض عليهم، ثم تحول رعبهم إلى ذهول تام. وبعد عدة
ثوانٍ، بادرت جلبهار قائلة وهي تنهض من مقعدها: هل أعجبكم هذا الاختراع؟
نظر الجميع إلى الأسد الذي وقف على قدميه الخلفيتين، مستعدًا للوثوب عليهم وهم لا يصدقون، فقد كان يتحرك وكأنه أسد حقيقي،
فأردفت قائلة: إنه عمل من صنعي.
جعل كل منهم ينظر إلى الأسد وهم في دهشة شديدة، وسألتها لمياء، وهي لا تصدق، بينما ما زالت قسمات وجهها تشي بمدى ما هي عليه من رعب:
لقد اعتقدنا أنه أسد حقيقي، فهل أنتِ ساحرة يا جلبهار؟!
قالت جلبهار: لا طبعًا، فإن هذا هو أحد اختراعاتي. هو أسد مُحنَّط، ولكن يوجد بداخله برنامج من صنعي أنا!
وما أن عاد طلال إلى صوابه، حتى سألها في دهشة، وهو ينظر إلى الأسد غير مصدق:
كيف ومتي قمتي بذلك يا جلبهار؟!
رواية سر اختطاف العباقرة
أجابت جلبهار وهي تنظر إلى الأسد الذي وقف على أقدامه الأربعة مرة أخري وارتد عائدًا:
لقد قرأت في مجلة علمية تفاصيل برنامج إنسان آلي
خاص بأسد، فاشتريت أسدًا محنَّطًا من بعض المحال، وقمت بإخضاعه للبرنامج، حتى استطعت أن أجعله يبدو وكأنه أسد حي كما ترون.
رواية سر اختطاف العباقرة
تبادل الجميع النظر إلى بعضهم البعض وهم لا يصدقون أن تصل فتاة لم تتعد الخامسة عشر من عمرها إلى هذه الدرجة من العبقرية!
علَّق الحاج فاضل قائلاً وهو لا يصدق:
إن جلبهار لو استمرت علي هذه الحال، فسيكون لها شأن كبير في دنيا الاختراعات خلال بضع سنوات!
بيد أنه وبعد عدة أيام، طلب عميد الكلية من هيئة
التدريس ومن الطلبة الاجتماع لأمر مهم، وأخبرهم بأن جمعية نهضة العرب، والتي هي
وراء تأسيس كلية الصيدلة العربية، ستعقد اجتماعًا مهمًّا في فندق هيلتون رمسيس بمدينة القاهرة.
رواية سر اختطاف العباقرة
لاحظ العميد أن وجوه الجميع قد ران عليها الضيق والوجوم؛ حيث إنهم كانوا جميعًا في حالة انشغال تام بالأبحاث، فأردف قائلاً:
أنا أعرف ظروفكم جميعًا، ولكن أنتم جميعًا تعرفون مدى أهمية هذه الجمعية بالنسبة لنا؛ فهي التي تدعم كليتنا، ونحن نُعتبر
الممثلين لها في مصر، ولذا يجب أن نكون أول من يحضر هذا الاجتماع، وعلينا أن نشارك في إعداد ترتيبات الحضور.
اضطرت إدارة الكلية إلى إرسال عدد كبير من الطلبة لحضور الاجتماع، وكان الأصدقاء الستة من ضمن المختارين، فوجدوها فرصة سانحة
لزيارة مدينة القاهرة مرة أخرى.
علَّق طلال في سعادة:
لقد حانت الفرصة لكي أشاهد شقيقتي جلبهار مرتين في أسبوع واحد فقط!
إلا أنهم ما كادوا يراجعون برنامج الاجتماع، حتى ظهر لهم أنه برنامج مزدحم بالعمل تمامًا طوال أيامه الثلاثة، منذ الصباح الباكر
وحتى نهاية اليوم، ولا تتخلله إلا ساعة واحدة لتناول وجبة الغذاء.
رواية سر اختطاف العباقرة
بادر رئيس الجمعية- وهو فلسطيني الجنسية- قائلاً في كلمة الافتتاح:
أنتم تعرفون أن هدف هذه الجمعية هو نهضة العرب وتقدمهم، من خلال تأسيس كل المشروعات التي تؤدي إلى النهوض بهم، ويتمثل ذلك في الالتقاء بين أقوى الأفكار المقدمة للجمعية، وبين الموارد المالية والبشرية والبيئية.
توقف الرجل عن الحديث، فسأله أحد الموجودين في حيرة:
ولكن البرنامج المكتوب لا يوضح شيئًَا عن هذا الاجتماع، فمعظم عناوين البرنامج بمثابة ألغاز لم نفهم منها شيئًا!
رواية سر اختطاف العباقرة
أومأ رئيس الجمعية برأسه مؤكدًا، وقال:
فعلاً؛ لأن هذا الاجتماع هو أخطر اجتماع ستعقده الجمعية، ولذلك فضَّلنا ألا يكون واضحًا لمن هم خارج الجمعية، فهو بخصوص مشروع يمثل
نجاحه قفزة هائلة للعالم العربي في دنيا التقدم.
أمسك عن الحديث برهة، ولم يلبث بعدها أن أردف قائلاً، وهو يجيل النظر بين الجميع:
أما لو فشل- لا قدر الله- فإن العالم العربي بأكمله سيصاب بنكسة هائلة.
رواية سر اختطاف العباقرة
سادت بين الجميع لحظات من الدهشة والحيرة والترقب، وراح البعض منهم يتزاحمون للوصول؛ لمعرفة ما هو هذا المشروع الخطير.
سأل أحد الموجودين في دهشة ولهفة:
وما هو هذا المشروع الخطير؟
ففوجئ الجميع برئيس الجمعية يجيب قائلاً:
المشروع هو شراء كل العباقرة والنابغين الموجودين في العالم! فراح الجميع ينظرون إلي بعضهم البعض في ذهول تام!!
***