روايه مصريه سر إختطاف العباقرة.. الفصل العاشر: منظمة عالمية

روايه مصريه سر إختطاف العباقرة.. الفصل العاشر: منظمة عالمية

روايه مصريه سر إختطاف العباقرة الفصل العاشر

اليوم مع الفصل العاشر من روايه مصريه سر إختطاف العباقرة بعنوان: منظمة عالمية.

وجد حمدي نفسه أمام أصعب موقف واجهه في حياته،
ليس فقط من خلال شعوره بالحرج أمام طلال، ولكن للصدمة الهائلة في جمعية نهضة العرب،
والتي كانت وراء التحاقه بكلية الصيدلة التي يعشقها، ليتضح بعد كل ذلك أن الجمعية
ذات أهداف شريرة، وقامت باختطاف شقيقة طلال!

سرعان ما عاد حمدي إلى صوابه، وجعل يفكر في هذا
الأمر مرارًا، وفجأة تساءل جاسر مشككًا في موظف الاستقبال الذي قدم الخطاب بالخطأ
إلى بومضير الهواري، عميد الكلية:

أليس من المفروض أن يقوم هذا الشاب بتسليم
الخطاب إلى بومضير الهواري، وهو المقيم بالفندق، وليس إلى عميد الكلية الذي ليس له
علاقة به؟!

رواية سر اختطاف العباقرة

جعل الأصدقاء يفكرون في هذا الأمر، فقال وليد
وهو في حالة من الشك:
فعلاً! لو تناول أي موظف استقبال بفندق خطابًا خاصًّا باسم أحد النزلاء، وهناك اسم مشابه له، فمن المؤكد أنه سيسلمه للنزيل نفسه.

قالت لمياء في عجلة:

معنى ذلك أنه ربما كان موظف الاستقبال هذا متفقًا مع أحد على إرسال هذا الخطاب إلى عميد الكلية، ليبدو الأمر طبيعيًّا.

وبالرغم من أن الجميع قد اعتبروا أن هذا يمثل
شعاع أمل ضئيل أمامهم، إلا أنهم صمموا على أن يسيروا وراء هذا الشعاع الضئيل،
فغادروا مرسى مطروح في فجر اليوم التالي، وسافروا إلي مدينة القاهرة. ولم تمر إلا
خمس ساعات، حتى كان حمدي وجاسر يقفان أمام موظف الاستقبال، بينما انتظر باقي
الأصدقاء بالخارج.

رواية سر اختطاف العباقرة

سأل حمدي عن الشاب الذي ناول الدكتور الخطاب، فأجابهم
شاب صغير في مقتبل العمر:
أنا.

فقال له جاسر:

إن الخطاب الذي وصلك باسم بومضير الهواري، وقد كان نزيلاً لديكم في هذا الوقت، فلماذا قمت بتسليم الخطاب لعميد الكلية، والذي لم
يكن نزيلاً في فندقكم، بل كان نزيلاً في فندق آخر؟

وجد جاسر أمارات دهشة شديدة رانت على وجه الشاب، وفجأة قام ينادي على مجموعة من الشباب الآخرين، فجاءه شاب وفتاة، وسألاه في دهشة:

يا الله! حسام، لماذا تنادينا بهذه اللهفة؟ ماذا حدث؟

فبادرهم حسام قائلاً: هل تذكران الخطاب الذي وصلنا باسم الدكتور بومضير الهواري؟

أجابت الفتاة في دهشة: نعم، لماذا تسأل؟

قال حسام وهو يشير نحو حمدي وجاسر: لأن هذين الشابين يريدان أن يعرفا لماذا سلَّمته للسيد عميد الكلية، ولم أقم بتسليمه لرجل كان نزيلاً لدينا.

فوجئ حمدي وجاسر بالشاب الذي يقف مع الفتاة يقول في دهشة: يا الله! لأن هناك رجلاً جاء وطلب تسليم هذا الخطاب للدكتور بومضير الهواري، عميد كلية الصيدلة العربية.

رواية سر اختطاف العباقرة

شعر الصديقان حمدي وجاسر بأن الشاب لا علاقة له بذلك فعلاً، إلا أنهما ما أن غادرا الفندق، وتقابلا مع بقية الأصدقاء، حتى بادر
حمدي قائلاً:

يا الله! إن الرجل الذي قام بتسليم الخطاب باسم
الدكتور الهواري، كان من باب أولى أن يسلمه إلى عضو الجمعية؛ لأنه ينزل في الفندق
الذي يعمل به، فلماذا يتعمد تسليمه إلى عميد الكلية؟!

قالت هادية في شك: فعلاً! إن هذا الأمر يدعو إلى الشك، ولكن ماذا نفعل؟

فكر حمدي لثوانٍ، ثم قال:

نذهب إلى مكتب مدير المخابرات العامة؛ فالأمر
يحتاج إلى سلطة كبيرة للتوصل إلى معلومات خاصة بهذا الرجل.

وبعد مرور نصف ساعة فقط، كان الأصدقاء أمام مكتب
مدير المخابرات، ولكنهما لم يستطيعا دخول مكتبة؛ فقد اعترض طريقهم رجال الأمن،
فحاول الأصدقاء المستحيل من أجل أن يدخلوا إلى مكتبه، وقالوا: إن الأمر في غاية
الأهمية، ولكن أحد رجال الأمن أصر على ألا يدخلوا إلا بعد أن يبلغا مدير المخابرات
مسبقًا، بيد أنه وأثناء الحوار، فوجئ الجميع بمدير المخابرات يخرج من مكتبه، وكان
يبدو عليه أنه يشرع في مغادرة المكان، ولكن لفت نظره زحام الأصدقاء حول رجل الأمن، فسأل في اهتمام:

ما الأمر؟ ماذا حدث؟

فتقدم إليه حمدي بسرعة، وبادره قائلاً: لقد جئنا لمقابلة سيادتك في أمر غاية في الخطورة، لا يَحْتمل التأخير ولو لدقيقة واحدة.

رواية سر اختطاف العباقرة

روى له الأصدقاء ما حدث، فبدت على وجهه الدهشة وعلامات الاهتمام، وجعل يفكر بسرعة، ثم قال: لكم الحق في هذا الشك.

بيد أنه توقف فجأة، وقال وكأنه يُحدِّث نفسه: ولكن المشكلة تكمن في أن رجلاً مثله من المؤكد أنه سيعتمد ألا يقدم اسمه أو هويته لموظف الفندق، وأن يغادر المكان مسرعًا، حتى لا يكتشف أحد أمره.

ومرت فترة صمت، كانت الحيرة خلالها بادية على وجوه الجميع.

قطع حمدي الصمت قائلاً: لقد خطرت ببالي فكرة ستحل هذه المشكلة.

فلما التفت إليه مدير المخابرات، أردف حمدي قائلاً: إن أمامنا ثلاثة من الشباب قد شاهدوا الرجل معًا.

وأنا أعرف أن لديكم أكثر من رسام يستطيع بمهاراته الفائقة رسم صور الأشخاص، طبقًا للأوصاف التي يدلي بها الشهود للتعرف على المجرمين.

نظر إليه مدير المخابرات في إعجاب، وقال: فعلاً، إنه حل مدهش!

لم تمر إلا بضع ساعات فقط، حتى تم استدعاء الشبان الثلاثة، ولما أدلوا بأوصاف الرجل أمام الرسام ومدير المخابرات، قدم لهم
الرسام الصورة، فصاح الشبان الثلاثة في صوت واحد:

يا الله! إنها صورته بالفعل!

وعلى الفور، تم إرسال نسخ من الصور إلى الجهات المختصة للتحري عن صاحبها، ووصلت النتيجة تقول: إنها صورة خليل النيرامي، المجرم الشهير، والذي سبق أن تم سجنه لمدة خمسة عشر عامًا!

صاح حمدي وقد شعر أنه قد حقق نصرًا مؤكَّدًا: الحمد لله.. لقد وصلنا إلى أول الخيط.

فأردفت لمياء في سعادة: ولكننا أمام مجرم حقيقي!

رواية سر اختطاف العباقرة

وبعد أن سادت فترة من الصمت، قطعت هادية الصمت وهي تقول وكأنها تحدث نفسها: إن الخطاب يعني أن العملية مدبرة.

سألها جاسر في حيرة: ماذا تقصدين؟

أجابت هادية:

أقصد أنه ما دام الخطاب وصل بالخطأ إلى الدكتور
الهواري، عضو الجمعية، فإن هناك من يريد أن يدبر مكيدة لعضو الجمعية لكي تصل إلى العميد.

فكر الجميع في الأمر، فصاحت لمياء: إن معنى ذلك أن هناك من يقوم بعمل مكيدة للجمعية نفسها!

فتدخل حمدي قائلاً: فعلاً! وهذا يتوقف على تعرفنا على بومضير الهواري، عضو الجمعية.

أسرع الأصدقاء إلى مدير المخابرات مرة أخري؛
ليعطي أوامره للاستعلام عن بومضير الهواري، ووصلت المعلومات التي تؤكد أنه جزائري
الجنسية، كان يعيش في كندا كمهاجر لمدة طويلة، وقد التحق بالجمعية منذ خمسة عشر
يومًا، أي قبل الاجتماع الذي انعقد بأسبوع واحد فقط،
وهو أحدث عضو انضم إلى الجمعية.

تساءلت هادية في حيرة وشك: أليس في الأمر شيء غريب؟

فسألتها لمياء في دهشة: لماذا؟

فقالت هادية في شك: إن الجمعية تأسست منذ أكثر من ثلاث سنوات، فلماذا يشترك هذا العضو في الجمعية قبل أسبوع فقط، وقبل هذه المكيدة التي تمت؟ ربما يكون هذا الرجل ضلعًا في هذه المؤامرة.

رواية سر اختطاف العباقرة

فكر حمدي في الأمر وقال: إن هذا يتوقف فعلاً على حقيقة هذا الرجل، ويمكننا أن نتأكد من ذلك لو عرفنا من جمهورية الجزائر إن كان هذا الرجل مجرمًا أم لا.

وعلى الفور لجأ الأصدقاء مرة أخرى إلى مدير المخابرات، وطلبوا منه معاونتهم في معرفة ذلك.

وبعد يوم واحد فقط، جاءت النتيجة تقول: إنه لا
يوجد في الجزائر كلها إلا اسم لفرد واحد يدعى بومضير الهواري، وهو فتى صغير لا
يتعدى الخامسة عشر من عمره!

فأطلق وليد صرخة عالية، فقالت هادية: لقد اتضح الأمر الآن.. هناك منظمة ما تحاول أن
تثير الفتنة بين أنحاء العالم العربي ضد جمعية نهضة العرب، والتي تمثل أمل العرب
في النهضة، وقد لفتوا الأنظار إلى ذلك من خلال اختطاف جلبهار، وتعمدوا إلصاق
التهمة بالجمعية، عن طريق زج هذا المجرم بين أعضائها بنفس اسم الدكتور عميد الكلية؛
ليبدو الأمر عن طريق الخطأ، وعندما يقومون بارتكاب جرائم بنفس الأسلوب في البلاد
العربية والأفريقية، تتأكد بذلك الدول العربية أن جمعية نهضة العرب هي جمعية إجرامية، مثل المنظمات الإرهابية، فيؤدي ذلك
إلي حرب بين جميع البلاد العربية؛ لأن كل دولة عربية يمثلها عدد كبير من أبنائها في عضوية هذه الجمعية.

رواية سر اختطاف العباقرة

تدخل طلال لأول مرة قائلاً: فعلاً! وخاصة أنه قد وضح تمامًا أن الجمعية ستشتري العباقرة الصغار، وأنه سيتبادر إلي الأذهان على الفور، أن من يختطف العباقرة الصغار هم أعضاء الجمعية.

بيد أن وليد تساءل في حيرة:

ولكن لماذا يربطون في الخطاب بين اختطاف جلبهار بصفتها عبقرية، وبين ثروة أبيها؟

فأجابت هادية: لأنه سيتبادر إلي أذهان الناس أن الجمعية لن تُلحقهم
بالمداس كما تقول، بل ستقوم بتربيتهم لديها في أماكن خاصة، حتى يصيروا كبارًا؛ فتُلْزمهم بالعمل لحسابها.

قال طلال في لهفة:

رغم أننا نجحنا في معرفة وجود مجرم وراء ذلك، لكن هذا قد لا يفيدنا في العثور علي شقيقتي.

قال ذلك وأجهش بالبكاء.

وجد الأصدقاء أنفسهم يبكون معه، فواصل طلال حديثة بالرغم من شهقاته:

إذا كان وراء الحادث منظمة أو عصابة، فمن المؤكد
أنها مجهولة، ولا توجد حتى في دولة واحدة، بل هي متواجدة في جميع أنحاء العالم؛ لأنها قامت بتسع حالات اختطاف في دول مختلفة.

ساد بين الجميع شعور بالإحباط، بالرغم من أنهم توصلوا إلى اثنين من أفراد العصابة.

رواية سر اختطاف العباقرة

عقَّبت لمياء في حزن وخوف: وكيف نتوصل إلى هؤلاء المختَطِفِين، ونحن مجرد أفراد لا نستطيع أن نتعقب مجرمًا بمفرده، فما بالنا بعصابة أو منظمة عالمية؟!

مرت فترة صمت سادها الحزن والقلق بين الجميع، ولكن حمدي قطع الصمت قائلاً: اسمعوا يا جماعة، إن الحل في أيدينا نحن!

فسأله وليد وهو لا يصدق: ماذا تقول يا حمدي؟ كيف يمكن ذلك ونحن لا نملك أي إمكانيات؟!

أجاب حمدي: نعم يمكنا ذلك؛ لأن العدو كان يستطيع أن يضرب ضرباته كما يريد، لأننا كنا نجهله، أما الآن فنستطيع نحن أن نضربه؛ لأنه هو الذي يجهلنا تمامًا.

نظر إليه الجميع في دهشة وحيرة، فأردف مفسِّرًا: إننا الآن قد توصلنا إلى أن خليل النبراوي وبومضير الهواري من المؤكد أنهما يَتْبعان عصابة أو منظمة واحدة، ولا تعرف هذه العصابة أو المنظمة أننا قد عرفنا أنهما ضمن هذه العصابة.

سأله جاسر في حيرة: إنهما الخيط الذي قد يجعلنا نصل إلى المنظمة، ولكن كيف نستطيع الوصول إليهما؟

أجاب حمدي: هذا ما فكرت فيه الآن. صحيح أن بومضير الهواري قد غادر مصر، ولكن المجرم خليل النبراوي لم يهرب؛ لأنه لا يخطر بباله أبدًا أن أحدًا توصل إليه، ولذا يتصرف بدون الحاجة للاختفاء، ومن هنا يسهل تعقبه؛ فنستطيع أن نعرف من وزارة الداخلية عنوانه داخل مصر.

رواية سر اختطاف العباقرة

أضافت هادية: ولا تنسوا أنه توجد نقطة في منتهى الأهمية.

فلما التفت الجميع إليه متسائلين في لهفة، أضافت قائلة: إن جلبهار ليست صغيرة لدرجة أن عصابة أو منظمة يمكنها
أن تهرب بها خارج البلاد، فهي موجودة هنا، وما دامت موجودة، فمعنى ذلك أننا نستطيع التوصل إليها من خلال خليل النبراوي.

صاحت لمياء وقد شعرت بأنهم قد توصلوا بذلك إلى طوق النجاة:

فعلاً: وعلى الفور، أسرع حمدي واتصل بمدير المخابرات، ولم تمر إلا نصف ساعة فقط، حتى حصل مدير المخابرات على العنوان من أجهزة الداخلية.
كان العنوان هو: شارع بركة الفيل- قرية الزوامل- مركز بلبيس- محافظة الشرقية.

فصاح وليد في حماس: لنذهب جميعًا لمراقبته.

ولكن حمدي قال معترضًا: لا يا جماعة.. إن لهجتكم غير مصرية، وستلفت نظر
أهل القرية، وقد ينتابهم الشك في أمرنا، فيبلغون خليل النبراوي. يكفي أن نقوم أنا وجاسر فقط بمهمة المراقبة والبحث.

فقالت هادية محذِّرة: إن الرجل- وإن كان لا يتصور أبدًا أننا قد توصلنا إلى حقيقته وعلاقته بالعصابة أو المنظمة- قد يعرف على الأقل شكلنا، فهو من المؤكد قد شاهدنا في المؤتمر الذي انعقد بالهيلتون؛ ولذلك يجب أن تتنكرا تمامًا قبل أن تقوما بمراقبته.

رواية سر اختطاف العباقرة

وفي صباح اليوم التالي، كان حمدي وجاسر يركبان
سيارة حمدي في طريقهما إلي محافظة الشرقية، وقد تنكرا تمامًا، حيث وضع حمدي علي
رأسه شعرًا مستعارًا أصفر اللون، أما جاسر فقد صبغ لون شعره الأصفر باللون الأسود، كما وضع شاربًا على وجهه، فبدى أكبر من سنه بكثير.

رواية سر اختطاف العباقرة

قالت لمياء عندما شاهدتهما متنكِّرَيْن: لقد نجحتما في التنكر لدرجة أنني لم أعرف شكلكما أول الأمر!

وبعد سبع ساعات كاملة أمضاها حمدي في القيادة، وصل الصديقان إلى مركز بلبيس، وهناك سألا أحد الرجال الذي كان يقف علي جانب الطريق عن قرية الزوامل، فأشار الرجل إلى أنها على بعد اثنين كيلو متر فقط.

بيد أنهما ما كادا يبلغان مشارف القرية، حتى انتابت حمدي الحيرة والقلق، وقال: لقد فاتنا أمر في منتهى الأهمية.

رواية سر اختطاف العباقرة

فلما التفت إليه جاسر متسائلاً، قال: إننا قد صرنا على شفا مدخل القرية، وأهل القرى يختلفون عن أهل المدن؛ فالقرية مغلقة على أبنائها، ولذلك يعرفون- عادة- الشخص الغريب.

 وأردف في أسى: يا الله! ما العمل؟!

جعل الصديقان يفكران في حيرة وقلق، بينما كانت سيارتهما تجتاز مدخل القرية.

وفجأة صاح حمدي، وكأنما وجد ضالته المنشودة: لقد توصلت إلى الحل!!      

***

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال