إِنَّهُ أَحَدُ أَقَارِبِ النّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَلْ هُوَ أَقْرَبُ مَا يَكُوْنُ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَخُوْهُ مِنَ الرّضَاعِ، وَعَمُّهُ، وَصَدِيْقُهُ. كَانَ يَشْتَهِرُ بَيْنَ فِتْيَانِ مَكَّةَ بِشَجَاعَتِهِ وَصَلابَتِهِ، لا سِيَّمَا أَنَّ هِوَايَتَهُ المُفَضَّلَةَ هِيَ صَيْدُ الوحُوشِ فِي الصَّحْرَاءِ، بِجَانِبِ مُصَارَعَةِ الأقْوِيَاءِ مِنْ فُرْسَانِ مَكَّةَ.
كَانَ يَمْتَشِقُ حُسَامَهُ، مُتَأبِّطًا قَوْسَهُ وَسِهَامَهُ، ثُمَّ يَغُوْصُ فِي أَغْوَارِ الصَّحْرَاءِ، يَذْهَبُ لِمُلاقَاةِ الوُحُوشِ الكَاسِرَةِ.. يَنْتَصِبُ أَمَامَهَا كَالأَسَدِ الهَصُوْرِ، مُشَمِّرًا عَنْ ذِرَاعَيْنِ مَفْتُولَتَيْنِ بِعَضَلاتٍ مِنْ فُولاذٍ. كَانَتِ الوُحُوشُ تَفِرُّ مِنْ أَمَامِهِ مَذْعُوْرَةً، لَكِنَّهُ يَعْرِفُ كَيْفَ يُصَوِّبُ سِهَامَهُ، وَمَتَى يُصِيْبُ الهَدَفَ.. يَعُودُ كُلَّ يَوْمٍ بِخُطَاهُ القَوِيَّةِ الرّاسِخَةِ، وَجَسَدِهِ المَمْشُوقِ العِمْلاقِ، حَامِلاً قَوْسَهُ عَلَى كَتِفِهِ، مُمْسِكًا بِصَيْدِهِ الثَّمِيْنِ.
* * *
كَانَ الجَمِيْعُ يُعجَبُونَ بِهِ، وَيَتَحَدّثُونَ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَقُوَّتِهِ. وَكَانَ الطّوَافُ حَولَ الكَعْبَةِ َهُوَ أَوَّلَ مَا يَبْدَأُ بِهِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ مِنَ القَنْصِ، وَبَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيَ مِنْ طَوَافِهِ يَبْدَأُ فِي المُرُورِ عَلَى نَوَادِي قُرَيْشٍ، يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، وَيَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ. الجَمِيْعُ يُحِبُّونَهُ؛ لِدَمَاثَةِ أَخْلاقِهِ، وَاعتِزَازِهِ الشّدِيْدِ بِنَفْسِهِ وَقَبِيْلَتِهِ. وَهَلْ هُنَاكَ فَتًى فِي قُرَيْشٍ أَعَزُّ مِنْهُ، وَأَشَدُّ مِنْهُ شَكِيْمَةً؟
لَكِنَّهُ اليَومَ لَمْ يَبْدَأْ بِالطَّوَافِ كَمَا هُوَ مُعْتَادٌ. مَازَالَتْ كَلِمَاتُ المَرْأةِ تَطِنُّ فِي أُذُنَيْهِ.. إِنَّهَا أَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ لِرَجُلٍ مِنْ عُظَمَاءِ مَكَّةَ يُدْعَى “عَبْدَ اللهِ بْنَ جدْعَانَ”.
قَالَتْ لَهُ:
ـ أَلا تُحِبُّ يَا أَبَا عِمَارَةَ أَنْ تَعْرِفَ مَا حَدَثَ لابْنِ أَخِيْكَ اليَوْمَ؟ لَقَدْ نَالَهُ الخَبِيْثُ بِسُوءٍ.
الغَضَبُ يَتَفَجَّرُ مِنْ كُلِّ ذَرَّةٍ فِي كِيَانِهِ.. وَجْهُهُ يَقْدَحُ بِالشّرَرِ.. عَيْنَاهُ تُومِضُ وَمِيْضًا عَجِيبًا، وَأَصَابِعُهُ الحَدِيْدِيَّةُ تَقْبِضُ عَلَى قَوْسِهِ فِي غَضَبٍ غَيْرِ مَعْهُودٍ.
* * *
أَرْسَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ نَظَرَاتِهِ الحَادَّةِ كَعَيْنَي الصّقْرِ.. تَبَعْثَرَتْ فِي أَنْحَاءِ المَكَانِ، يَبْحَثُ عَنْهُ، وَهَلْ هُنَاكَ غَيْرُهُ؟ هَذَا اللّعِيْنُ الّذِي يَجْلِسُ بَيْنَ أَشْرَافِ مَكَّةَ يُقَهْقِهُ بِمِلءِ فِيْهِ كَأنَّهُ شَيْطَانٌ! يَحْكِي لَهُمْ كَيْفَ استَهْزَأَ بِمُحَمَّدٍ وَشَاتَمَهُ هُناكَ عِنْدَ الصّفَا، وَلَمْ يَسْتَطِعْ مُحَمَّدٌ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.
فِي هَذِهِ اللحْظَةِ اصْطدَمَتْ عَيْنَا أَبِي جَهْلٍ بِعَيْنَي هَذَا الوَحْشِ العِمْلاقِ.. مَاتَتِ الضّحِكَاتُ عَلَى فَمِ الطّاغِيَةِ.. رَاحَ يَبْحَثُ عَنِ الكَلِمَاتِ فَلَمْ يَجِدْهَا.. ثَقُلَ لِسَانُهُ، وَارتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ مِنَ الفَزَعِ.
حَمَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطّلِبِ قَوْسَهُ واتّجَهَ صَوْبَ أَبِي جَهْلٍ مُبَاشَرَةً، وَسَدَّدَ إِلَيْهِ ضَرْبَةً مُنْكَرَةً، شَجَّتْ رَأْسَهُ، وَتَدَفَّقَ الدّمُ سَاخِنًا عَلَى وَجْهِهِ وَمَلابِسِهِ.
زَأَرَ فِي وَجْهِ أَبِي جَهْلٍ:
ـ أتَشْتُمُ مُحَمّدًا وَأَنَا عَلَى دِيْنِهِ، أَقُوْلُ مَا يَقُولُ؟ فَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ!!
بُهِتَ كُلُّ الجَالِسِيْنَ، وَأَصَابَهُمُ الذُّهُوْلُ مِنْ وَقْعِ المُفَاجَأَةِ.
قَالَ أَبُو جَهْلٍ فِي صَوْتٍ مَكْتُومِ، وَهُوَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الجُرْحِ النَّازِفِ مِنْ رَأسِهِ:
ـ دَعُوأَبَا عِمَارَةَ، فَإِنّنِي واللهِ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيْهِ سَبًّا قَبِيْحًا.
* * *
عَادَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطّلِبِ إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ فِي دَهْشَةٍ مِنْ نَفْسِهِ، وَعَجِبَ مِنْ أَمْرِهِ.. كَيْفَ يَقُوْلُ لَهُمْ إِنَّهُ عَلَى دِيْنِ مُحَمَّدٍ؟! أَبِهَذِهِ السّهُولَةِ يَتَخَلَّى عَنْ دِيْنِ آبَائِهِ وَأجْدَادِهِ وَيَتَّبِعُ ابْنَ أخِيْهِ؟! هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَادِقٌ، لَكِنّهُ الدّيْنُ.. كَيْفَ يُفَرِّطُ فِيْهِ بِهَذِهِ السّهُولَةِ؟!
كَانَتْ لَيْلَةً شَدِيْدَةَ الأَرَقِ، لَمْ يغْمِضْ لَهُ جِفْنٌ، وَرَاحَتِ الصّرَاعَاتُ تَحْتَدِمُ دَاخِلَهُ، وَعَلامَاتُ اسْتِفْهَامٍ كَثِيْرَةٌ تَكبُرُ وَتَصْغُرُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ.
حَمَلَ جَسَدَهُ العِمْلاقَ وَذَهَبَ إِلَى الكَعْبَةِ، وَهُنَاكَ أَخَذَ يَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ إِلَى اللهِ أَنْ يَهْدِيَهُ إِلَى الطّرِيْقِ القَوِيْمِ. أَرْسَلَ اللهُ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إِلَيْهِ نُورًا أَضَاءَ جَوَانِبَ قَلْبِهِ، وَشَرَحَ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ، فَذَهَبَ إِلَى النّبِيِّ، وَهُنَاكَ مَدَّ يَدَهُ لِتُصَافِحَ يَدَ النّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُعْلِنًا إِسْلامَهُ، وَشَاهِدًا شَهَادَةَ الحَقِّ، فَسُرَّ النّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَفَرِحَ فَرَحًا شَدِيْدًا.
مُنذُ هَذِهِ اللّحْظَةِ المُبَارَكَةِ أَصْبَحَ للمُسْلِمِيْنَ عِزَّةً وَمَنْعَةً، فَلَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَسْتَطِيْعُ الاقْتِرَابَ مِنَ النّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَوْ أَحَدٍ مِنَ أَصْحَابِهِ.
وَتَمُرُّ الأيَامُ، وَتَتَوَحَّدُ كَلِمَةُ المُشْرِكِيْنَ، وَيَتَّفِقُوا عَلَى قَتْلِ النّبِيِّ وَالتَّخَلُّصِ مِنْ دَعْوَتِهِ، فَيَأمُرُهُ اللهُ بِالهِجْرَةِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى المَدِيْنَةِ، وَهُنَاكَ يَعِيْشُ المُسلِمُونَ مَعَ إِخْوَانِهِمُ الأَنَْصَارِ، وَهُمْ آمِنُونَ مِنْ شَرِّ قُرَيْشٍ وَكَيْدِهَا.
وَتَحْدُثُ غَزْوَةُ بَدْرٍ، وَتَتَجَلَّى عَظَمَةُ حَمْزَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَيَصُولُ وَيَجُولُ فِي أَرْضِ المَعْرَكَةِ، يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ البَتَّارِ يَمِيْنًا وَشِمَالاً.. َيَشُقُّ الصُّدُوْرَ، وَيُطِيرُ الرُّؤوسَ، وَيَزْأرُ زَئِيْرًا مُرْعِبًا، فَلا يَسْتَطِيْعُ سَيْفٌ أَنْ يَمْتَدَ إِلَيْهِ، وَلا رَجُلٌ أَنْ يَدْنُوَ مِنْ مَكَانِهِ. كَانُوا يَنْظُرونَ إِلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، وَإِلَى رِيْشَةِ النّعَامِ التِي يُتَوِّجُ بِهَا رَأسَهُ.
هَا هُمْ يَتَحَاشَوْنَ الاقْتِرَابَ مِنْهُ، وَيُفْسِحُونَ لَهُ الطّرِيْقَ دَاخِلَ مُعَسْكَرِهِمْ، يَمْنَحُوْنَهُ رِقَابَهُمْ لِيَقْطُفَ مِنْهَا كَيْفَ يَشَاءُ. وَتَنْتَهِي المَعْرَكَةُ، وَيُؤَيِّدُ اللهُ المُسْلِمِيْنَ بِنَصْرِهِ، وَتُصَابُ مَكّةُ بِكَارِثَةٍ عَظِيْمَةٍ، فَلا يُوجَدُ بَيْتٌ إِلا وَبِهِ صَرِيعٌ أَوْ أسِيْرٌ.
* * *
وَرَاحَتْ مَكَّةُ تُلَمْلِمُ شَتَاتَ جَسَدِهَا المُمَزَّقِ، وَتَعْمَلُ عَلَى بِنَاءِ قُوَّةٍ أُخْرَى جَدِيْدَةٍ يَذْهَبُونَ بِهَا إِلَى المَدِيْنَةِ، فَيَقتُلُونَ النّبِيَّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ، وَيَهْدِمُونَ عَلَيْهِمْ بيُوتَهُم بِالمَدِيْنَةِ، حَتّى يَنْسَى العَرَبُ هَزِيْمَتَهُمْ بِبَدْرٍ، وَلا يَسْخَرُونَ مِنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ.
وَفِي مَكّة، كَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ زَوْجَةُ أَبِي سُفْيَانَ تَتَأَلَّمُ أَشَدَّ الأَلَمِ لِمَقْتَلِ أَبِيْهَا عُتْبَةَ بنِ الرَّبِيْعِ، وَأَخِيْهَا الوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وَعَمِّهَا شَيْبَةَ بنِ الرَّبِيْعِ. كَانَتْ تَطْحَنُ الغَيْظَ وَالغَضَبَ. إِنّهَا تَعْرِفُ جَيِّدًا مَنِ الذِي صَرَعَهُم فِي بَدْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا هُو الأَسَدُ الكَاسِرُ حَمْزَةُ، صَاحِبُ رِيْشَةِ النّعَامِ المُعَلَّقَةِ عَلَى رَأسِهِ؟ لابُدّ مِنَ التّخَلُّصِ مِنْهُ.. لَنْ يَهْدَأَ لَهَا بَالٌ إِلا إِذَا قَتَلَتْهُ وَمَثَّلَتْ بِجُثّتِهِ.
وَأَخَذَتْ هِنْدُ تُفَكِّرُ وَتُدَبِّرُ وَتَبْحَثُ حَتّى وَجَدَتْهُ. إِنّهُ العَبْدُ الحَبَشِيُّ “وَحْشِيُّ بنُ حَرْبٍ”.
قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ جُبَيْرُ بنُ مُطْعَمٍ:
ـ هَلْ لَكَ يَا أَبَا دسمة أَنْ تُنْقِذَ نَفْسَكَ مِنَ الرِّقِّ؟
ـ وَمَنْ لِي بِذَلِكَ؟
ـ أَنَا لَكَ بِهِ!
ـ وَكَيْفَ؟
رَبَتَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ عَلَى كَتِفِ وَحْشِيٍّ، وَهَمَسَ فِي أُذُنِهِ:
ـ صَاحِبُ رِيْشَةِ النّعَامِ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطّلِبِ، عَلَيْكَ بِهِ، فَقَدْ قَتَلَ عَمِّي طُعَيْمَةَ بنَ عَدِي.. إِنِ اسْتَطَعْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حُرٌّ.
كَانَ وَحْشِيٌّ رَجُلاً حَبَشِيًّا يَقْذِفُ بِالحَرْبَةِ فَلا يُخْطِئُ الرّمْيَةَ، وَكَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ قَدْ وَعَدَتْهُ هِيَ الأُخْرَى بِمَالٍ وَفِيْرٍ وَعُقْدٍ مِنَ المَاسِ، إِذَا هُوَ استَطَاعَ أَنْ يَقْتُلَ هَذَا الأسَدَ الهَصُورَ حَمْزَةَ بنَ عَبْدِ المُطّلِبِ.
وَهَكَذَا خَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِقَدِّهَا وَقَدِيْدِهَا يَمْلَؤ أَهْلَهَا الحَنَقُ وَالغَضَبُ، وَكُلُّهُم يَوَدُّ الانْتِقَامَ والثّأرَ لِمَا جَرَى لَهُم فِي بَدْرٍ. خَرَجَتْ قُرَيْشٌ بَعْدَ أَنْ أَعَدَّتْ عُدَّتَهَا، وَجَهَّزَتْ جهَازَهَا، وَأَسْلَمَتْ قِيَادَهَا إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ.
اشتَعَلَتِ المَعْرَكَةُ وَتَوَهَّجَتْ، وَقَامَ أَسَدُ اللهِ حَمْزَةُ بِدَوْرٍ رَائِعٍ وَمُبْهِرٍ، حَيْثُ كَانَ يَهُدُّ النّاسَ بِسَيْفِهِ، وَلا يَسْتَطِيْعُ أَحَدٌ الوقُوفَ أَمَامَهُ. يَزْأَرُ فَيُثِيْرُ الهَلَعَ فِي قُلُوبِ الفُرْسَانِ، مُمْسِكًا بِسَيْفٍ آخَرَ فِي يَدِهِ الأُخْرَى. سَيْفَانِ يَخْطُفَانِ الأَبْصَارَ.. يَتَحَرَّكُ بِهِمَا وَسَطَ المَعْرَكَةِ بِخِفَّةٍ شَدِيْدَةٍ، وَسُرْعَةٍ تُثِيْرُ الدّهْشَةَ. هَا هُوَ يَضْرِبُ بِسَيْفَيْهِ ذَاتَ اليَمِيْنِ وَذَاتَ الشّمَالِ.
تَرَبَّصَ بِهِ وَحْشِيٌّ حَتّى إِذَا وَجَدَ الفُرصَةَ مُوَاتِيَةً، دَفَعَ إِلَيْهِ حَرْبَتَهُ مِنْ بَعِيْدٍ بِقُوَّةٍ لِتَخْتَرِقَ بَطْنَهُ وَتَخرُجَ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، لَكِنَّهُ يَقُومُ وَالحَرْبَةُ فِي بَطْنِهِ، ثُمّ يَقَعُ وَقَدْ فَاضَتْ رُوحُهُ الكَرِيْمَةُ الطّاهِرَةُ إِلَى عَنَانِ السّمَاءِ.
فَرَضِيَ اللهُ عَنْ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ المُطّلِبِ، أَسَدِ الشُّهَدَاءِ، وَعَنْ سَائِرِ الصّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ.
بقلم محمد المطارقي
التسميات
قصص