اجمل الروايات سر إختطاف العباقرة الفصل الرابع
اليوم مع الفصل الرابع من اجمل الروايات سر إختطاف العباقرة بعنوان: الدولة الموحدة.
ظل جميع الحاضرين في حالة من الدهشة الشديدة، وكانوا جميعًا يفكرون، وهم في حيرة من هذا الأمر: هل سيكون العالم أجمع تحت حكم واحد، وكأنه دولة واحدة؟!
فتساءل أحد الحاضرين مستنكرًا: ماذا تقول يا دكتور؟! هل سيصير العالم أجمع كدولة واحدة تحكمها حكومة واحدة؟ من أين توصلت إلي هذه الحقيقة؟
رواية سر اختطاف العباقرة
تطلعت أنظار الجميع وتعلقت بما سيقوله أستاذ الاقتصاد والسياسة المصري، فأومأ برأسه مؤكدًا، وقال: نعم.. إننا إذا نظرنا من حولنا، نجد أن العالم أجمع قد صارت تحكمه منظمات مختلفة، فمنظمة الأغذية والدواء- مثلاً- تسن كافة القوانين الخاصة بالأغذية والدواء، فلا يتم التوصل إلي دواء جديد، إلا لو أجازته هذه المنظمة، ومنظمة التجارة العالمية هي التي تحكم نوعية التجارة، وتسن اتفاقات
التجارة المختلفة، كاتفاقية الجات، وكذلك يتحكم الصندوق والبنك الدوليان في السياسيات المالية لدول
العالم أجمع. وقد برزت في الآونة الأخيرة منظمات لا تخضع لحكومة واحدة، بل هي
منظمات عالمية، مثل منظمات حقوق الإنسان، كمنظمة العفو الدولية، والمنظمات
النسائية العديدة، وغيرها. ففي كل مرة
ينسحب- كما يُقال- البساط من تحت حكومة كل دولة، بخصوص أمور محددة، فلو استمر
الأمر على ذلك، فإنه سيؤول إلى مجموعة من المنظمات لحكم كل شيء في العالم.
رواية سر اختطاف العباقرة
توقف الدكتور لثوانٍ، والكل ينظر إليه وهم لا يصدقون ما يحدث! هل يمكن أن يصير العالم دولة واحدة؟!
وهنا تساءل أحد الموجودين قائلاً: ولكن، هل سيستسلم العالم أجمع لهذه الظاهرة؟ وهل سيرضى العالم المتقدم أن يتوحد مع العالم المتخلف، فيصيران كدولة واحدة؟ وهل سترضى دولة مثل الولايات المتحدة، أن ترضخ لوجود دولة أخرى فقيرة ومتخلفة معها في حكومة واحدة؟!
فتدخل رئيس الجمعية قائلاً: بالطبع لا، فإن هناك صراعًا بين دول العالم المتقدم والعالم النامي، من أجل أن تكون ظاهرة العولمة في صالحهم، ولا تؤول إلى حكومة واحدة تحكم العالم.
سأله الرجل في حيرة: يا الله! وكيف ذلك؟!
رواية سر اختطاف العباقرة
أجاب أستاذ الاقتصاد والسياسة: إن دولة كالولايات المتحدة مثلاً، تحاول أن تجعل ظاهرة العولمة لصالحها، من خلال ما يُسمي بالأمركة، وهي تعني: تغيير رغبات العالم كله ليصير مستهلكًا لكل ما تتميز به أمريكا. انظروا مثلاً إلى الملابس، نجد أن أمريكا تحاول أن تجعل السائد بين ملابس الشباب هو الجينز، والذي تتفوق في صنعه، أو أن تجعل شباب العالم يقتنع بأن أعظم حذاء يرتديه في قدميه هو الكوتشي، وهو أيضًا ما تتميز به الولايات المتحدة، أو أن تجعل دول العالم في حالة صراع؛ فتضطر إلى
شراء أعتى وأفتك الأسلحة، والتي تتميز بها أمريكا. وأمريكا قادرة على إثارة مشكلة
عالمية، مثل تلوث الهواء، فتجعل المنظمة الدولية المسئولة عن ذلك تسن القوانين
لحماية البيئة. ومن هنا تقوم الولايات المتحدة بتجهيز نوعية الأجهزة التي تعمل على
تنقية الهواء، والفلاتر التي تحول دون التلوث في المصانع، وأيضًا لا تفتأ- بين حين
وآخر- أن تجعل العالم يلهث وراء الجديد في عالم الإنترنت، وهي التي تسيطر على معظم ما يُستحدث من برامجه.
ولما توقف الأستاذ عن حديثه، عقّب أحد أعضاء الجمعية قائلاً:
ولذلك استغلت الدول المتقدمة ظاهرة العولمة، فسعت نحو وضع فكرة اتفاقية الجات، والتي تهدف إلى تيسير انتقال التجارة بين دول
العالم أجمع، من خلال إلغاء القيود الجمركية، أو تخفيضها إلى أبعد الحدود؛ لأن ذلك سيكون في صالحها هي، حيث إنها تمتلك المنتجات الصناعية القادرة علي غزو كل أسواق الدول النامية، كما تسعى إلى جعل ظاهرة العولمة في صالحها، وبذلك تغزو العالم اقتصاديًّا وسياسيًّا وثقافيًّا.
سادت فترة صمت، راح الجميع يفكر خلالها في ظاهرة العولمة هذه، فصاح أحد الحاضرين فجأة، قائلاً في خوف شديد:
معنى ذلك أننا لو انتقلنا لظاهرة العولمة هذه، لتم القضاء علينا تمامًا!
فجعل الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض في دهشة واستغراب!!
***