روايه مصريه سر إختطاف العباقرة الفصل الحادي عشر
اليوم مع الفصل الحادي عشر من روايه مصريه سر إختطاف العباقرة بعنوان: خطة المراقبة.
نظر جاسر إلى حمدي في دهشة، وسأله في شغف هائل: ماذا حدث؟
قال حمدي وهو يشير بيده: انظر إلى هذا الزحام.. إنهم مجموعة من الناس يشيِّعون جنازة، وهم في طريقهم لدفنة بالمقابر.
سأله جاسر وقد تضاعفت حيرته!
ماذا تقصد؟ أجاب حمدي:
إن الناس عندما يأتون إلي أهل القرية للعزاء لا يكونون بالضرورة من أهل المتوفَّى، فمن الممكن أن يكونوا معارفه، أو معارف أحد أقاربه، أو زملاؤه في العمل.
رواية سر اختطاف العباقرة
وعلى الفور، اتجه حمدي وراء الجنازة، وما أن اقترب من أحد المشيعين، حتى سأله قائلاً: هل هذه جنازة المرحوم..
قال ذلك وتوقف، فأجاب الرجل وهو يواصل السير: إنه الحاج عبد الشافي الجاعلي.
فعاد حمدي إلى سيارته مرة أخري، وقادها متعقبًا الجنازة. لقد عرف اسم المتوفَّى، وبذلك يسهل عليه الحديث عن الرجل، وقد لا يشك أحد أنه غريب.
رواية سر اختطاف العباقرة
استمر حمدي وراء الجنازة حتى وصل إلى المقابر، وقد كان يعرف أن العادات المتَّبعة في هذه الأحوال، أن أهل المتوفَّى، أو حتى جيرانه من أهل البلدة، لا يتركون من يأتي من خارج القرية لتقديم واجب العزاء، حتى يبيت في البلدة، ولا يغادرون البلدة إلا في اليوم التالي، خاصة إذا حضر العزاء ليلاً.
نجحت بذلك خطة حمدي في أن يستمر في أداء العزاء هو وجاسر حتى ساعة متأخرة، وكان كل واحد من الصديقين- بين حين آخر- يُخرج من جيبه صورة لخليل النبراوي ليلقي نظرة عليها، ثم يقارن بينها وبين وجوه المعزِّين، ولكن لم يظهر النبراوي بينهم.
رواية سر اختطاف العباقرة
فكر حمدي في أن يسأل أحد الجالسين بجانبه عنه، ولكنه آثر الصمت، فقد يصر أحد ممن يسألهم على أن يقدمهما إلى خليل النبراوى، فيشك الرجل في أمرهما على الفور؛ لأن مجرمًا مثله لا يثق بطبيعته في أحد من الناس.
وفي صباح اليوم التالي، كان الصديقان يجوبان شوارع
القرية على أرجلهما. كانت حواري القرية الضيقة وأزقتها مغطاة بالطمي، وكان الصديقان
قد تركا سيارتهما، ليتجولا بسهولة، ولم يلبثا أن تناولا إفطارهما في أحد المطاعم
الذي وقع عليه اختيارهما؛ لأن موقعه يتيح لهما مراقبة المارة، ثم ذهبا إلي أحد
المقاهي لتناول الشاي، وظلا يتبعان المارة، ثم تركا المقهى للجلوس بمقهى آخر
لمواصلة المراقبة، واستمرا يطلبان المشروبات ليقطعا أطول وقت ممكن في المراقبة، فمال جاسر على حمدي وهمس قائلاً:
لا يوجد أمامنا سوى السؤال عن خليل النبراوي؛ فلا يوجد لدينا وقت.
بيد أنهما ما كادا يسألان الناس عن خليل النبراوي، إذا بحمدي يصيح فجأة: جاسر.. أنظر!
وما أن نظر جاسر بسرعة في الاتجاه الذي يشير إليه حمدي، إذا به يشاهد رجلاً في منتصف الأربعين من عمره، طويل القامة، يرتدي جلبابًا، ويضع على رأسه عمامة. كان الرجل منهمكًا- أثناء سيره- في الحديث مع شاب صغير.
أخرج جاسر بسرعة الصورة التي في جيب قميصه، وما أن ألقى عليها نظرة، حتى بدت عنه كلمة واحدة في لهفة: إنه هو!!
***