رواية مصرية سر إختطاف العباقرة الفصل الثالث عشر
اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية مصرية سر إختطاف العباقرة بعنوان: حمدي وجاسر أسيران.
أصيب الصديقان حمدي وجاسر بذهول شديد من وقع المفاجأة التي لم تكن في الحسبان أبدًا، وجعلا يسيران أمام الرجلين، وهما مستسلمان تمامًا لهما، فقد ظلا يصوبان إليهما سلاحيهما، وبعد عدة دقائق فقط، شاهد الصديقان خليل النبراوي يدخل من الباب، وبادر قائلاً في دهشة شديدة:
كيف تعرَّف هذان الشابان عليَّ؟! إنني لا أصدق.
ثم توقف وجعل يُحدِّق فيها، وأردف متسائلاً:
إنني أكاد أُصاب بالجنون. كيف عرف رجال المباحث بسري فأرسلا ورائي هذين الشابين الصغيرين، مع أن كل دوري كان مجرد تسليم الرسالة، ولم أذكر اسمي لأحد، ولم يتعرف أحد على شكلي؟! فلم تكن هناك كاميرات في الفندق لتصورني، هل هؤلاء سحرة؟!
رواية سر اختطاف العباقرة
ظل الجميع ينظرون إلي حمدي وجاسر، وقال أحدهم وهو يلقي نظرة فاحصة حائرة للصديقين:
كل ذلك سنعرفه من الرئيس، فلولا “ستيفاني” لحصل هذان الولدان على المعلومات التي ستؤدي بنا إلى الهلاك.
وما أن توقف حمدي وجاسر ينظران في دهشة وخوف إلى رجال العصابة، إذا بالرجلين يهجمان عليهما، ويضعان أيديهما في جيوبهما، وينتزعان منهما تليفونيهما.
وقف الصديقان وهما في حيرة شديدة، فلقد كان التليفون المحمول هو الوسيلة الوحيدة التي كانا سيستخدمانها للاتصال بالأصدقاء أو بالمباحث.
مرت فترة صمت، كان خليل النبراوي يحدق خلالها في حيرة وخوف، وتناهى إلى الصديقين صوت تليفون محمول، راح أحدهم يرد عليه. كان صوته مبهمًا، وبعد أن أنهى المكالمة، التفت إلى الآخرين، وقال:
لقد صدرت الأوامر لنغادر المكان على الفور. غادر الرجال الثلاثة المنزل مسرعين، وتركوا حمدي وجاسرًا في المنزل؟
صاح جاسر فجأة:
يا الله! جلبهار.. من المؤكد أنها هنا.
رواية سر اختطاف العباقرة
انطلق الصديقان بسرعة يبحثان عن جلبهار في كل مكان بالمنزل، ولما لم يجداها، صعدا السلم إلى الطابق الثاني، وبالرغم من أنهما بحثا عنها في كل مكان بالدور، إلا أنهما لم يعثرا لها على أثر.
صاح حمدي وهو لا يصدق:
لقد كان هذا المنزل هو المكان الوحيد الذي كنا نتوقع أنها فيه.
قال جاسر في حيرة:
هذا ما يجعلني أُصاب بالذهول؛ فالمنزل يقع في مكان منعزل تمامًا، والمجرم خليل النبراوي هو الذي يتردد عليه، فمن المؤكد أنه المكان الوحيد الذي يحتجزون فيه جلبهار.
رواية سر اختطاف العباقرة
فكر حمدي في الأمر، وقال وكأنه يُحدِّث نفسه:
لك الحق يا جاسر.
راح الصديقان يعاودان البحث مرة أخرى، وفجأة شعر جاسر أن قدميه قد وطأتا أرضًا رخوة، فصاح في دهشة:
يا الله! إنني أشعر وكأنما توجد هذه البلاطات فوق حفرة!
فأسرع إليه حمدي، وراحا ينزعان البلاطات التي
كانت تتحرك بسهولة معهما، وما أن انتزعا عدة بلاطات منها، إذا بهما يشاهدان أسفلها
سردابًا، فلم يتردد حمدي في هبوط درجاته بسرعة، وتبعه جاسر، وما أن هبطا الدرجات،
حتى فوجئا بفتاة تجلس في أحد الأركان، كان يبدو عليها البؤس والهزال الشديدان، فبدت عن جاسر صرخة من فرط المفاجأة، وقال حمدي:
إنها جلبهار!
التفتت إليهما الفتاة، وكان وجهها يشي بالضعف الشديد، ونظرت إليهما بعينين تمتلئ بالفزع الشديد، كما كان واضحًا تمامًا أنها تعرضت للتعذيب الطويل.
رواية سر اختطاف العباقرة
سألها حمدي وهو لا يصدق:
جلبهار! ماذا حدث؟!
إلا أن الفتاة ظلت تحدق فيهما، وقد ران على قسمات وجهها الرعب والبؤس. وفجأة، إذا بالجميع يفاجئون بصوت ينطلق من أعلى:
آه! لقد عثرتما عليها أيها الشَّقيان!
فما أن نظر جاسر وحمدي إلى أعلى السلم، حتى فوجئا بمجموعة من الرجال ينظرون إليها، ويصوب اثنان منهما إليهما سلاحهما.
صاح أحدهما وهو يصوِّب إليهما سلاحه:
هيّا أصعدا.
فاضطر حمدي وجاسر إلى الامتثال للأمر، وقاما بصعود السلم، وما أن بلغا نهايته، حتى أصبحا وسط مجموعة من الرجال، وقد صوب اثنان منهما السلاح إليهما.
سأل خليل النبراوي، وهو لا يصدق:
من أنتما أيها الشابان الصغيران؟ لا يمكن أن تكونا ضمن رجال المباحث.
ولما وجد حمدي وجاسر ينظران إليه، وهما في حالة من الحيرة، صاح في غضب شديد:
هيّا تكلَّما.
رواية سر اختطاف العباقرة
فقال حمدي في ضيق:
نحن الذين نريد أن نعرف من أنتم، وما هي طلباتكم؟
لقد اختطفتم فتاة بريئة، فما ذنبها؟
فاندفع أحدهم إليه وهو يوجه إليه سلاحه، وقال بلهجة آمرة:
لا تسأل أيها الشاب، بل عليك أن تجيبنا فقط.
مرت فترة من الصمت، كان الصديقان يشعران خلالها أنهما يواجهان أخطر موقف في حياتهما.
فكر حمدي في مصارحتهم بعلاقتهم بإدارة المخابرات، وأنها على علم بمكانهما؛ ليخشى هؤلاء اتخاذ أي موقف متهور تجاههما، ولكنه أصر ألا يخبرهم بذلك؛ حتى لا يتخذون احتياطياتهم ويهربون.
رواية سر اختطاف العباقرة
وبينما كان حمدي في حيرته، إذا بتليفون أحدهم
المحمول يرن، فابتعد الرجل قليلاً، وجعل يتحدث بصوت هامس. سادت فترة من الصمت، كان همس الرجل يقطعها بين حين وآخر، ثم أنهى الرجل مكالمته، واتجه ناحية الصديقين، وسألهما:
من منكما حمدي فاضل؟
فأجابه حمدي في تردد: أنا.
ففوجئ حمدي بالرجل يلتفت إلى بقية زملائه، وقال:
لقد عرفنا الآن كل شيء عن هذين الشابين، فلقد صدرت إلينا الأوامر بضم الشاب حمدي فاضل هذا إلى مجموعة الأولاد المختَطَفِين، حيث اتضح أنه شاب شديد النبوغ!
فتبادل حمدي وجاسر النظر، وهما في ذهول شديد!!
***