رواية مصرية سر إختطاف العباقرة الفصل الثاني عشر
اليوم مع الفصل الثاني عشر من رواية مصرية سر إختطاف العباقرة بعنوان: تتواصل المراقبة.
انتفض حمدي واقفًا على الفور، ونادى علي صبي
المقهى ليدفع له ثمن المشروبات، ولما جاء الصبي، ناوله حمدي ورقة فئة عشر جنيهات، وأسرع
هو وجاسر لمغادرة المقهى وراء خليل النبراوي، بينما جعل الصبي يناديهما قائلاً:
الباقي يا أستاذ!
فالتفت إليه حمدي، وقال وهو في عجلة:
الباقي من أجلك.
رواية سر اختطاف العباقرة
نظر إليه الصبي وهو لا يصدق أن يترك أحد تسعة
جنيهات كبقشيش، مقابل مشروبين قيمتهما معًا جنيه واحد!!
شاهد الصديقان خليل النبراوي يعرج مع الرجل الذي
يرافقه إلى شارع طويل متعرِّج. كانت الأرض مغطاة بالطين طوال الوقت، فوجدا مشقة
شديدة وهما يتبعان الرجل، حتى وجداه يعرج إلى شارع جانبي ضيق، فاضطرا إلى أن يسرعا
في خطاهما، رغم المشقة الهائلة؛ ليلحقا بالرجل، وحتى لا يختفي من أمامهما، وما أن
صارا على مشارف الشارع الجانبي، وعبراه، حتى وجدا الرجل يسير في ممر متعرج كثيف
الطمي، ينتهي إلي مجموعة من المباني متعددة الأدوار، فوجدا النبراوي- من بعيد-
يدخل من باب أحد هذه الأبنية.
رواية سر اختطاف العباقرة
علق حمدي في حيرة:
انظر! إن المباني هنا لا تصلح لاختباء عصابة تحتجز
معها فتاة؛ فلا يمكن أن يغامروا بسجنها وسط هؤلاء الأهالي، فالبيوت متقاربة،
وتتكون من عدة طوابق، ولا يوجد مكان معزول.
قال جاسر في حيرة ويأس:
فعلاً! لا يمكن ذلك أبدًا.
رأى الصديقان أنه من الأفضل مغادرة الشارع، حتى
لا يلاحظ أحد شيئًا، ولكنهما ما أن شرعا في مغادرة المكان، حتى قام حمدي بإخراج
قلم وورقة من جيبه، وسجل رقم المنزل، واسم الشارع.
رواية سر اختطاف العباقرة
قال حمدي وهو يشير بيده إلى المكان الذي تركا
فيه السيارة:
لا يوجد أمامنا سوى إبلاغ رجال المباحث بعنوان
خليل النبراوي الذي حددناه بالضبط، فالعنوان الذي حصلنا عليه من المباحث لم يحدد
اسم الشارع، ورقم المنزل.
فتساءل جاسر في حيرة وشك:
أمر غريب! وهل يصعب على رجال المباحث معرفة
عنوان هذا المجرم؟ ولماذا لم يقوموا بالقبض عليه بعدما عرفوا بالخبر؟
كان الصديقان قد تركا سيارتهما بالقرب من
المقابر، فقد كانت شوارع القرية كلها تكسوها طبقة من الطين، مما لا يسمح بمرور
السيارة إلا بصعوبة شديدة؛ فاضطرا إلى السير على قدميهما لمسافة طويلة في الطريق
الشاق، حتى وصلا إلى مكان السيارة، إلا أنهما ما كادا يقتربان من مكان سيارتهما،
إذا بجاسر يصيح فجأة:
أنظر! أنظر! إنه..
فلما نظر حمدي إلي حيث يشير جاسر، وجد الرجل
يسير في اتجاه المقابر، ويعرج إلى شارع ضيق طويل، فقال حمدي:
يجب أن نراقبه جيدًا، فربما يذهب إلى مكان بعيد عن أعيننا.
رواية سر اختطاف العباقرة
وعلى الفور، قام الصديقان بتتبع الرجل. كان الطريق طويلا، يفضي إلى منطقة شبه صحراوية.
واستمرا في تتبع الرجل، فشاهداه يدلف إلى شارع
ضيق، ومنه عبر كوبري ضيقًا يؤدي إلى منطقة صحراوية تحوي منزلا واحدًا، يتكون من طابقين فقط.
صاح حمدي وهو لا يصدق:
يا الله! من المؤكد أنه هو المنزل الذي يخفون بداخله جلبهار!
قال جاسر وهو يتبع الرجل وهو يدخل المنزل:
لا يوجد أمامنا الآن سوى إبلاغ رجال الشرطة ليقوموا بالقبض عليه.
رواية سر اختطاف العباقرة
فقال حمدي:
يجب أن نعبر هذا الكوبري؛ لنتعرف علي المنزل من قرب.
وما كاد حمدي يخرج ورقة من جيبه؛ ليدوِّن فيها
رقم مدير المخابرات العامة حتى يتصل به، إذا به يُفاجأ هو وجاسر برجلين ضَخْمَي
الجسم، يظهران فجأة، ويصوِّبان مسدسيهما نحوهما، وقال أحدهما في لهجة تهديد:
قفا أيها الولدان.. لقد أتعبتمونا كثيرًا!!
***