كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ
إِذَا لَقِيَهُ قَالَ لَهُ:
مَرْحَبًا بِأَمِيْرِي.. فَإِذَا
رَأَى أَحَدًا يَعْجَبُ مِنْهُ قَالَ:
– لَقَدْ أَمَّرَهُ عَلَيَّ رَسُوْلُ
اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
* * *
خَرَجَتْ الأَنْبَاءُ إِلَى سَمَاءِ
المَدِيْنَةِ، بِأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فِرَاشِ
المَرَضِ، يَجُوْدُ بِأَنْفَاسِهِ الطَّاهِرَةِ لِيَنْتَقِلَ إِلَى الرَّفِيْقِ
الأَعْلَى، بَعْدَ أَنْ أَدَّى الأَمَانَةَ، وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ.
هُنَالِكَ وَصَلَ الخَبَرَ إِلَى
ذَلِكَ القَائِدِ الشَّابِّ “أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ”- رَضْيَ
اللهُ عَنْهُمَا- الّذِي أَمَّرَهُ النّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى
رَأْسِ جَيْشٍ لِلخُرُوْجِ إِلَى الشَّامِ، لِيَسْتَكْمِلَ المَلْحَمَةَ العَظِيْمَةَ،
وَيُوَاصِلَ مَرَاحِلَ الجِهَادِ التِي بَدَأَتْ مُنْذُ مُؤْتَةَ.
وَيُعَدُّ هَذَا الصَّحَابِيُّ-
رَضْيَ اللهُ عَنْهُ- أَصْغَرَ قَائِدٍ ظَهَرَ فِي تَارِيْخِ الإِسْلامِ الأَوَّلِ؛
فَهُولَمْ يَكُنْ قَدْ تَجَاوَزَ العِشْرِيْنَ بَعْدَ، وَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ
وَهُويَعْلَمُ مَدَى ذَكَائِهِ البَاهِرِ، وَقُدْرَاتِهِ الهائِلَةِ.
وَقَدْ امْتَقَعَتْ بَعْضُ الوجُوْهِ، وَحَاوَلُوا
الطَّعْنَ فِي إِمَارَتِهِ، إِلا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أَخْرَسَ أَلْسِنَتَهُمْ، حِيْنَ ذَكَّرَهُمْ بِمَوْقِفِهِمْ السَّابِقْ مِنْ أَبِيْهِ،
فَقَدْ رَفَضُوا إِمْرَةَ وَالِدِهِ مِنْ قَبْل، حِيْنَ أَمَّرَهُ الرَّسُوْلُ عَلَى
جَيْشٍ مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ، وَدَفَعَ بِهِمْ نَحْوالشَّامِ، حَيْثُ مَوْقِعَةِ مُـؤْتَةَ
الشَّهِيْرَةِ، والتِي اسْتُشْهِدَ فِيْهَا وَالِدُهُ وَآخَرُوْنَ، فَقَالَ صَلَّى
اللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ:
– إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ
فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيْهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَأيْمُ اللهِ، لَقَدْ كَانَ
خَلِيْقًا لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا
لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلّيَّ مِنْ بَعْدِهِ.
* * *
كَانَ النّبِيُّ يَهْدُفُ مِنْ
وَرَاءِ تِلْكَ الغَزْوَةِ إِلَى عِدَّةِ أُمُوْرٍ:
·
أَنْ
يَتَعَرَّفَ المسْلِمُونَ عَلَى تِلْكَ الأَرَاضِي المُتَاخِمَةِ لِلْجَزِيْرَةِ
العَرَبِيَّةِ، وَهِيَ مَا تُعْرَفُ بِبِلادِ الشَّامِ،
هِي بِلادٌ
عَرَبِيَّةٌ تَقَعُ تَحْتَ وَطْأَةِ الاحْتِلالِ الرُّومَانِيِّ.
·
فَكُّ
أَسْرِ بَيْتِ المقْدِسِ- أُوْلَى القِبْلَتَيْنِ وَثَالِثِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ،
وَمَسْرَى رَسُوْلِ اللهِ فِي رِحْلَتِهِ الشَّهِيْرَةِ “الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ”.
·
مُلاقَاةُ
المُسْلِمِينَ بِإِخْوَانِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ، والتَّعَرُّفُ عَلَى مَدَى مُعَانَاتِهِمْ
والارْتِبَاطِ بِهِمْ؛ لِيَكُوْنُوا جَمِيْعًا عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ضِدَّ
المُحْتَلِّ الغَازِي.
·
الثَّأْرُ
لِمَقْتَلِ الصَّحَابِيِّ الّذِي أَرْسَلَهُ النّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
بِكِتَابٍ إِلَى هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّوْمِ، فَقَتَلَهُ أَحَدُ عُمَّالِهِ، وَهَذِهِ
تُعَدُّ جَرِيْمَةً نَكْرَاءَ؛ لإنَّ الرُّسُلَ لا يُقْتَلُوْنَ.
·
تَثْبِيْتُ
أَرْكَانِ الإِسْلامِ فِي قُلُوْبِ بَعْضِ المتَوَجِّسِيْنَ وَالمُتَشَكِّكِيْنَ وَمَرْضَى
القُلُوْبِ مِمَّنْ دَخَلُوا فِي الإِسْلامِ حَدِيْثًا مِنْ أَبْنَاءِ الأَعْرَابِ
وَالقَبَائِلِ المنْتَشِرَةِ فِي مُعْظَمِ أَرْجَاءِ الجَزِيْرَةِ العَرَبِيَّةِ.
أَمَّا اخْتِيَارُ النّبِيِّ-
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِهَذَا الصَّحَابِيِّ تَحْدِيْدًا، رَغْمَ أَنَّ
هُنَاكَ مَنْ هُوأَسَنُّ مِنْهُ وَأَقْدَرُ، فِإِنَّ ذَلِكَ لِحِكْمَةٍ يَعْلَمُهَا
اللهُ وَرَسُوْلُهُ. وَإِنْ كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ النَّبِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيُخَاطِرَ
بِجَيْشٍ كَثِيْفِ العَدَدِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ لِمُوَاجَهَةِ أَكْبَرِ وَأَشْرَسِ
دَوْلَةٍ فِي العَالَمِ، أَلا وَهِيَ دَوْلَةُ الرُّوْمِ، إِلا إِذَا كَانَ يَعْلَمُ
الحِكْمَةَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، فَضْلاً عَنْ أَنَّ هَذَا الصَّحَابِيَّ- رَضْيَ
اللهُ عَنْهُ- كَانَ أَحَدَ الجُنُوْدِ الذِيْنَ كَانُوا تَحْتَ إِمْرَةِ وَالِدِهِ
يَوْمَ مُـؤْتَةَ. وَقَدْ ظَهَرَتْ عَلَى شَخْصِيَّتِهِ مَوَاهِبُهُ العَسْكَرِيَّةُ
التِي كَانَتْ تُعِيْنُهُ عَلَى جَلْبِ النَّصْرِ وَنَشْرِ الإِسْلامِ.
وَعَلَى كُلٍّ، فَلَقَدْ خَرَجَ الجَيْشُ بِالفِعْلِ
يَقُوْدُهُ هَذَا القَائِدُ الصَّغِيْرُ. وَمَا كَادَ يَبْتَعِدُ عَنِ المدِيْنَةِ
بِمَسَافَةٍ تَصِلُ إِلَى عِشْرِيْنَ مِيْلاً حَتَّى تَوَقَّفَ مَكَانَهُ وَانْتَظَرَ،
حَيْثُ وَصَلَتْهُ الأَنْبَاءُ بِأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ فِي فِرَاشِهِ يَجُوْدُ بِأَنفَاسِهِ،
وَهُوالآنَ فِي النَّزْعِ الأَخِيْرِ، فَلا بُدَّ مِنَ الانْتِظَارِ، وانْتَظَرَ
الجَيْشُ، وَمَاتَ رَسُوْلُ اللهِ، وَصَعَدَتْ رُوْحُهُ الطَّاهِرَةُ إِلَى بَارِئِهَا.
آلَ الأَمْرُ إِلَى خَلِيْفَتِهِ
“أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ”- رَضْيَ اللهُ عَنْهُ- والّذِي تَوَلَّى
الأَمْرَ فِي ظُرُوْفٍ قَاسِيَةٍ وَمُؤْلِمَةٍ؛ فَهُنَاكَ الكَثِيْرُ مِنَ البِلادِ
الإِسْلامِيَّةِ قَدِ ارْتَدَّتْ عَنْ دِيْنِ اللهِ، كَمَا أَنَّ هُنَاكَ مَنْ رَفَضَ
دَفْعَ الزّكَاةِ بِحُجَّةِ أَنَّهَا كَانَتْ تُعْطَى لِمَنْ كَانَتْ صَلاتُهُ سَكَنًا
لَهُمْ*، وَهَا هُو قَدْ ذَهَبَ
إِلَى جِوَارِ رَبِّهِ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ الحَقُّ فِي نَيْلِ الزَّكَاةِ، فَضْلاً
عَنْ مَنِ ادّعَوا النّبُوَّةَ، وَزَعَمُوا أَنَّ الوَحْيَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ
السَّمَاءِ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ كَمَا كَانَ يَنْزِلُ عَلَى النّبِيِّ مُحَمَّدٍ- صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَوَجَدَ هَؤلاءِ مَنْ يُؤيِّدُ دَعْوَتَهَمْ وَيَسِيْرُ
فِي رِكَابِهِمْ، إِمَّا تَعَصُّبًا، وَإِمَّا جَهْلاً، وَإِمَّا طَمَعًا فِي مَكَاسِبَ
تَافِهَةٍ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا الزَّائِلِ.
تَشَاوَرَ المسْلِمُوْنَ بِالمَدِيْنَةِ،
فَتَفَرَّقُوا إِلَى ثَلاثِ فِرَقٍ:
§
الأُوْلَى
تَرْفُضُ بَعْثَ الجَيْشِ الّذِي يَقُوْدُهُ هَذَا الصّحَابِيُّ- رَضْيَ اللهُ
عَنْهُ- فِإنّ المصْلَحَةَ الأُوْلَي وَالأَهَمَ هِيَ القَضَاءُ عَلَى تِلْكَ الفِتَنِ
التِي تَنَامَتْ بِسُرْعَةٍ فِي أَنْحَاءِ الجَزِيْرَةِ، وَلِيَتِمَّ التَّأْجِيْلُ
حَتّي تَسْتَقِرَّ الأُمُوْرُ، وَيَتِمَّ وَأْدُ الفِتْنَةِ.
§
والفِرْقَةُ
الثّانِيّةُ: لا تَرْفُضُ خُرُوْجَ ذَلِكَ الجَيْشِ المُرَابِطِ عَلَى حُدُوْدِ
المدِيْنَةِ يَنْتَظِرُ الأَمْرَ مِنَ الخَلِيْفَةِ بِالخُرُوْجٍ، لَكِنَّهُمْ يَرْفُضُوْنَ
أَنْ يَكُوْنَ هَذَا الشَّابُّ الصَّغِيْرُ هُوالأمِيْرَ، وَلْيَخْرُجِ الجَيْشُ إِلَى
هَدَفِهِ المنْشُوْدِ تَحْتَ قِيَادَةٍ كَبِيْرَةٍ نَاضِجَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ.
أَقْنَعَ هَؤُلاءِ الصَّحَابِيَّ الجَلِيْلَ عُمَرَ
بْنَ الخَطَّابِ- رَضْيَ اللهُ عَنْهُ- بِوِجْهَةِ نَظَرِهِمْ، وَطَلَبُوا مِنْهُ
أَنْ يَذْهَبَ لِيَتَحَدَّثَ إِلَى خَلِيْفَةِ المُسْلِمِيْنَ بِاسْمِهِمْ، وَيَعْمَلَ
عَلَى إِقْنَاعِهِ؛ فَإنَّ أَبَابَكْرٍ يُجِلُّهُ، وَيُقَدِّرُهُ، وَيَعْرِفُ مَكَانَتَهُ
جَيِّدًا.
§
أَمَّا
الفَرِيْقُ الثَّالِثُ فَمَثَّلَهُ الخَلِيْفَةُ أَبُوبَكْرٍ الصِّدِّيقِ نَفْسُهُ،
والّذِي رَفَضَ إِلا أَنْ يَبْعَثَ الجَيْشَ كَمَا أَمَرَ بِذَلِكَ رَسُوْلُ اللهِ،
بَلْ إِنَّهُ وَثَبَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَشَدَّ لِحْيَتَهُ فِي غَضَبٍ
قَائِلاً لَهُ:
– ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا بْنَ
الخَطَّابَ، أَيُوَلِّيْهِ رَسُوْلُ اللهِ عَلَى الجَيْشِ، وَأَنْزَعُهُ أَنَا.
* * *
خَرَجَ الجَيْشُ، وَشَقَّ طَرِيْقَهُ
فِي جَزِيْرَةِ العَرَبِ، لِتَرَاهُ الأَعْيُنُ، فَيَعْلَمُوا أَنَّ لِلإِسْلامِ شَوْكَةً،
وَأَنَّ هَذِهِ الأَحْدَاثَ الطَّارِئَةَ لا يُمْكِنُ لَهَا أَنْ تَنَالَ مِنْهُ،
وَلِكَي يَتَأَكَدَ هَؤلاءِ المرْجِفُونَ وَمَانِعُوالزّكَاةِ وَغَيْرُهًُم بِأَنْفُسِهِمْ
أَنَّ الإِسْلامَ لا يَزَالُ بِخَيْرٍ، وَهَا هُو يَبْقَى مُسْتَمِرًّا فِي الخُرُوْجِ
لِلجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
والتَقَي الصَّحَابِيُّ الجَلِيْلُ،
ذَلِكَ القَائِدُ الصَّغِيْرُ المُحَنَّكُ، بِجَيْشِ الرُّوْمِ، وَقَاتَلُوا قِتَال
الأُسُودِ، حَتَّى نَصَرَهُمُ اللهُ وَعَادُوا يَدْفَعُوْنَ أَمَامَهُم الغَنَائِمَ،
وَفَرْحَةُ الانْتِصَارِ عَلَى وجُوْهِهِمْ.
وَلَقَدْ كَانَ رَضْيَ اللهُ
عَنْهُ ذَا مَكَانَةٍ كَبِيْرَةٍ فِي قَلْبِ النّبِيِّ، حَيْثُ أَحَبَّهُ وَكَانَ
شَدِيْدَ التَّعَلُّقِ بِهِ، كَمَا كَانَ يُحِبُّ وَالِدَهُ وَيَتَعَلَّقُ بِهِ أَيْضًا.
أُمُّهُ السَّيِّدَةُ “بَرَكَةُ”
مُرْضعَةُ النّبِيِّ، وَحَاضِنَتُهُ، وَالّذِي كَانَ يُوَقِّرُهَا وَيُبًجِّلُهَا.
يَقُوْلُ فِي حَقِّهَا: هِي أُمِّي بَعْدَ أُمِّي.
إِذْ كَانَتْ جَارِيَةً لِلسّيِّدَةِ
آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُمِّ النّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا
مَاتَتْ احْتَضَنَتْهُ “بَرَكَةُ “- وَالّتِي تُعْرَفُ أَيْضًا بـِ
“أُمِّ أَيْمَنَ”- وَرَعَتْهُ.
لَقَدْ وَرِثَ هَذَا الصَّحَابِيُّ
عَنْهَا لَوْنَ بَشْرَتِهَا، وَمَلامِحَ وَجْهِهَا، فَكَانَ دَاكِنَ اللّوْنِ (حَبَشِيَّ
البَشْرَةِ)، أَفْطَسَ الأَنْفِ.
أَمَّا أَبُوهُ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَانَ مَوْلَى
لِلسَّيِّدَةِ خَدِيْجَةَ رَضْيَ اللهُ عَنْهَا، اشْتَرَاهُ حَكِيْمُ بْنُ حزَامٍ
مِنَ السُّوْقِ وَأَهْدَاهُ إِلَيْهَا، فَأَهْدَتْهُ هِي بِدَوْرِهَا إِلَى زَوْجِهَا
الصَّادِقِ الأَمِيْنِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَكَانَ الصَّحَابَةُ جَمِيْعًا يَعْلَمُوْنَ مَدَى شَغَفِ النّبِيِّ بِهَذَا الصَّحَابِي
وَشِدَّةِ حُبِّهِ لَهُ، فَكَانُوا جَمِيْعًا يُحِبُّوْنَهُ لِحُبِّ النَّبِيِّ لَهُ،
وَلِحُبِّهِمْ لِلنّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
المُؤْمِنِيْنَ قَالَتْ:مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُبْغِضَ (أُسَامَةَ) بَعْدَ مَاسَمعَتْ
رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ.