رواية مصريه سر اختطاف العباقرة الفصل الثامن
اليوم مع الفصل الثامن من رواية مصريه سر اختطاف العباقرة بعنوان الاسم المشترك.
وقف حمدي مشدوهًا لثوانٍ، ولكنه ما أن تمالك نفسه، وسألها في لهفة وهو لا يصدق: ولكن، كيف حدث ذلك؟!
أجابت والدته بين شهقاتها: جاءت مكالمة تليفونية إلى والدك يقول صاحبها: إن سيارة احتكت بسيارته التي تقف على ناصية الشارع.
وما أن غادر المكان مسرعًا؛ ليعرف ماذا حدث، إذا بمجموعة من الرجال اقتحموا المنزل فجأة، وهددونا بالسلاح، وقاموا باختطاف جلبهار بالقوة.
رواية سر اختطاف العباقرة
سألها حمدي، وهو في حالة من الذهول: ولكن، أين والدي؟! أجابته شقيقته، وهي تحاول أن تتماسك: لقد ذهب إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الحادث.
انتابت حمدي حالة من الحزن العميق؛ فجلبهار هي شقيقة طلال الوحيدة، وهي بمثابة أمانة لديهم. فكر حمدي في إبلاغ طلال، فيُحتمل أن
يكون هؤلاء المختطفين بينهم وبين والدها عداوة.
وصل الخبر إلى والد جلبهار؛ فأُصيب بانهيار من فرط الصدمة واللهفة على ابنته، وقال: إنه لا يوجد له أعداء..
والغريب أن ابنته لا
علاقة لها بأحد، فهي منطوية على نفسها دائمًا، ولا شاغل لديها سوى شراء الكتب والأدوات الخاصة بتجاربها، ومتابعة الجديد في العلم من خلال شبكة الإنترنت.
رواية سر اختطاف العباقرة
وكان رجال المباحث قد علموا من الحاج فاضل بالخبر، فجمعوا كل الرجال المشتبه فيهم، وأصحاب السوابق، وعرضوهم على والدة حمدي
وشقيقته، ولكنهما لم يجدا بينهم أحدًا من المختطفين.
شعر حمدي بأن الحياة السعيدة التي كان يعيشها قد تبدلت تمامًا بأيام شقاء وعذاب، ووجد نفسه مسئولاً عن اختطاف شقيقة أعز أصدقائه.
كان طلال في حالة من الحزن الشديد، وبعد تفكير طويل قالت لمياء: من المؤكد أن هناك عصابة وراء ذلك، هدفها طلب “الفدية”.
وهذا يجعلنا على الأقل نطمئن على جلبهار؛ فلا شك أن عصابة مثل هذه قد عرفت بأن والدها يمتلك ثروة كبيرة؛ فطمعوا في أمواله، وقرروا خطف ابنته.
رواية سر اختطاف العباقرة
سأل جاسر في حيرة: ولكن، ربما كانوا يطمعون أيضًا في ثروة الحاج فاضل.
فقالت هادية معترضة: لا؛ لأنهم لو كانوا يطمعون أيضًا في أموال الحاج فاضل، لقاموا باختطاف ابنته، فهي أمامهم منذ مدة، كما أنها ووالدتها شاهدتا المجرمين وهم يدخلون قاصدين جلبهار مباشرة.
مرت عدة أيام، كان الأصدقاء خلالها في حالة من الحزن والقلق، وكان كل منهم يحاول مواساة طلال وحمدي، ويفكرون معهما في كيفية
الوصول إلى حل لهذه المصيبة التي ألمَّت بهما.
كما كانت النيابة والمباحث في مصر قد استدعت والد جلبهار مرارًا بعدما حضر إلى مصر؛ للحصول منه على أية معلومات تفيد في البحث عن جلبهار.
وقاموا باستدعاء طلال أيضًا، ولكن المعلومات التي حصلوا عليها منهما كانت لا تفيد في شيء.
فعلق رئيس المباحث، بعدما حصل على كافة المعلومات: من المؤكد أن العصابة موجودة هنا، وليس لها علاقة بالسعودية.
رواية سر اختطاف العباقرة
ولما سأله الحاج فاضل في لهفة عن السبب، قال مؤكدًا: لأنني علمت من والد جلبهار أنه كان يترك ابنته بمفردها طوال الوقت، فهو دائم السفر، وشقيقها طلال موجود بمصر، فإذا كانت العصابة.
المختطِفة من أبناء السعودية، أو تابعة لأحد أعوانه هناك، فكان من باب أولى اختطافها وهي بمفردها هناك، وألا ينتظرون حتى تأتي إلى مصر وتعيش وسط أسرة حمدي ليختطفوها!
وما أن مرت عدة أيام، إذا بعميد الكلية يستدعي الأصدقاء، ولم يلبث أن حضر رئيس المباحث أيضًا. كان واضحًا على عميد الكلية الدهشة
الشديدة.
فلما سأله رئيس المباحث في لهفة:ماذا حدث؟مدَّ عميد الكلية يده، وناول رئيس المباحث ورقة مطوية. وما أن فردها رئيس المباحث وألقى عليها نظرة، حتى صاح وهو لا يصدق:يا الله! هذا غير معقول!
فقام حمدي من فوره، وتناول الورقة من رئيس المباحث، وقرأ الآتي: “لقد تمت العملية بنجاح، والفتاة تم اختطافها، وهي موجودة بحيازتنا.
إنها فتاة عبقرية، ووالدها يمتلك مئات الملايين من الدولارات، وهذه الثروة موضوعة في دول عديدة من العالم، وتصل إلى تسعمائة مليون دولار، كما قدرها خبراؤنا الماليُّون.
رواية سر اختطاف العباقرة
أما باقي المستهدفين فجاري حصر ثرواتهم”.
جعل رئيس المباحث يُمعن النظر لمدة طويلة في الخطاب، ثم سأل عميد الكلية، وهو في حيرة شديدة: إن هذا الخطاب في غاية الدهشة، فمرسله يخبرك يا دكتور بالأمر، وكأنك شريكه في عملية الاختطاف!
ففوجيء رئيس المباحث بالعميد يقول: ولكن من الواضح أن الخطاب قد وصلني بالخطأ، فقد كان مرسلاً على عنوان فندق الهيلتون بالقاهرة.
وهذا يعني أنه مرسل إلى فرد آخر يحمل نفس اسمي. سأله جاسر في دهشة: ماذا تقول يا سيادة العميد؟!
فأومأ العميد برأسه مؤكدًا وقال:إن هناك فردًا كان موجودًا بفندق هيلتون يحمل نفس اسمي “بومضير الهواري”، ومن المؤكد أن الخطاب كان موجهًا إليه.
قال رئيس المباحث وهو في حيرة شديدة: إن ذلك يدل على أن هذ الرجل هو أحد أعضاء العصابة، وقد أخطأ رجل الاستقبال في الفندق، واعتقد أن الخطاب لك أنت!
توقف رئيس المباحث، وتساءل فجأة: يا الله! ولكن من هو هذا الرجل؟!
ففوجئ الجميع بالعميد يقول: للأسف! إنه عضو في جمعية نهضة العرب.
فصاح رئيس المباحث وهو لا يصدق: يا الله!
معنى ذلك أن جمعية نهضة العرب قد فعلت ذلك للاستيلاء على أموال العرب أنفسهم. فنظر الأصدقاء إلى بعضهم البعض في ذهول!!