السيرة النبوية للأطفال الجزء الخامس (الرسول داعيا) The Prophetic Biography: The life story of Muhammad

السيرة النبوية للأطفال الجزء الخامس (الرسول داعيا) The PropheticBiography: The life story of Muhammad


السيرة النبويه للاطفال الرسول داعيا

بمناسبة شهر رمضان المعظم كل عام وأنتم بخير نقدم لكم السيرة النبويه للاطفال فى ثمان أجزاء.

وهى مترجمة إلى اللغة الانجليزية، بالاضافة إلى الاخراج الفنى الذى يناسب الأطفال..

واليوم مع الجزء الخامس من السيرة وهو بعنوان الرسول صلى الله عليه وسلم داعيا..
والآن أترككم مع القصة

دعوة الاقارب

  بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ الْوَحْيِ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ " [الشُّعَرَاء: 214]، وَهُنَا صَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي لِبُطُونِ قُرَيْشٍ: "يَا بَنِي فِهْرَ...! يَا بَنِي عُدَيٍّ"، حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَقَالَ: "أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تَهْجُمَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟، قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَي عَذَابٌ شَدِيدٌ"، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [الْمَسَد: 1].

   صَبَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَهُ بِالصَّبْرِ.. ثُمَّ بَدَأَ الدَّعْوَةَ  بَعْدَ ذَلِكَ بِالضُّعَفَاءِ وَالْفُقَرَاءِ.. فَأَسْلَمَ عَمَّارُ ابْنُ يَاسِرٍ وَأَبُوهُ يَاسِرُ.. وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ.. وَأَسْلَمَ صُهَيْبٌ الرُّومِىُّ.. وَبِلالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَالْخُبَابُ بْنُ الأَرْتِ.. 

وَعَدَدٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاءِ.. امْتَلأَتْ قُلُوبُهُمْ بِالنُّورِ، وَشَعَرُوا بِالسَّعَادَةِ تُمِدُّهُمْ بِالْقُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ، فَلَمْ يَعْنِيهِمْ أَمْرُ كُبَرَائِهِمْ، وَلَمْ يَهْتَمُّوا بِمَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَهُمْ مِنَ التَّنْكِيلِ وَالتَّعْذِيبِ.. كُلُّ شَيْءٍ يَهُونُ مِنْ أَجْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ.. 

في دار الارقام

   وَظَلَّ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا، وَلِلأَفْرَادِ الَّذِينَ يَتَوَسَّمُ فِيهِمُ الْعَقْلَ وَالاسْتِعْدَادَ لاعْتِنَاقِ الإِسْلامِ.. بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ الْمُشْرِكِينَ. 

   وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ فِي دَارِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِى الأَرْقَمِ.. فَكَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمُ الإِسْلامَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ.. وَيُحَفِّظُهُمُ السُّوَرَ الْقُرْآنِيَّةَ الَّتِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ..    

ثُمَّ بَدَأَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِإِعْلانِ الدَّعْوَةِ وَنَشْرِهَا جَهْرًا. فَخَرَج عَلَى النَّاسِ فِى أَسْوَاقِهِمْ وَمَتَاجِرِهِمْ.. يَتَحَدَّثُ إِلَيْهِمْ..

يُوَضِّحُ لَهُمْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَحْدَهُ هُوَ الَّذِى يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ؛ لأَنَّهُ هُوَ الَّذِى خَلَقَهُمْ. وَهُوَ الَّذِى يَرْزُقُهُمْ، وَهَذِهِ الآلِهَةُ الَّتِى يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ تَنْفَعَهُمْ، وَلا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَضُرَّهُمْ.. لأَنَّ اللهَ تَعَالَى وَحْدَهُ هُوَ الَّذِى يَمْلِكُ الضُّرَّ وَالنَّفْعَ. 

   كَانَ يَتَحَدَّثُ بِطَرِيقَةٍ تُبْهِرُ الأَلْبَابَ، وَتَسْتَوْقِفُ الْقُلُوبَ وَالْعُقُولَ.. هَاهُمْ يَسْتَمِعُون إِلَى كَلِمَاتٍ مُضِيئَةٍ، تَسِيلُ نُورًا يَجْتَاحُ الْعُقُولَ وَيَأْخُذُ بِمَجَامِعِ الْقُلُوبِ.

مفاوضات وثبات

   خَشِىَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَكَانَتِهِمْ مِنْ هَذَا الدِّينِ الْجَدِيدِ، فَلَمْ يَجِدُوا بُدًّا مِنَ الذَّهَابِ إِلَى النَّبِىِّ لِيَتَفَاوَضُوا مَعَهُ، لَعَلَّهُ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَسْمَعُ لِكَلامِهِمْ.

  قَالُوا: مَا رَأْيُكَ يَا مُحَمَّدُ، نَعْبُدُ رَبَّكَ عَامًا وَتَعْبُدُ آلِهَتَنَا عَامًا، وَهَكَذَا نَتَّفِقُ وَنَعِيشُ جَمِيعًا فِى سَلامٍ!!

   فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : مَعَاذَ اللهِ أَنْ أُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئًا.

   وَحَاوَلَ الْمُشْرِكُونَ مَرَّةً ثَانِيَةً وَثَالِثَةً.. عَرَضُوا عَلَيْهِ الأَمْوَالَ لِيَكُونَ أَغْنَاهُمْ فَأَبَى، قَالُوا: نُزَوِّجُكَ أَجْمَلَ نِسَاءِ الْعَرَبِ وَنُعْطِيكَ الشَّرَفَ فَلا نَقْطَعُ أَمْرًا دُونَكَ.. 

لَكِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم رَفَضَ عُرُوضَهُمْ بِشِدَّةٍ، وَأَبَى إِلاَّ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِى دَعْوَتِهِ وَرِسَالَتِهِ كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ.

   ذَهَبَ سَادَةُ قُرَيْشٍ إِلَى أَبِى طَالِبَ وَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا طَالِبَ، مُرِ ابْنَ أَخِيكَ فَلْيَكُفَّ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنَا، وَتَسْفِيهِ أَحْلامِنَا.. فَإِنَّهُ وَاللهِ قَدْ آذَانَا فِى دِينِنَا ..

   حَاوَلَ أَبُو طَالِبَ أَنْ يُثْنِىَ ابْنَ أَخِيهِ عَنْ دَعْوَتِهِ وَتَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، فَوَجَدَ مِنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِصْرَارًا وَصَلابَةً عَلَى اسْتِكْمَالِ الرِّسَالَةِ.. قَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ يَا عَمَّاهُ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِى يَمِينِى وَالْقَمَرَ فِى يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الدِّينَ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلِكَ دُونَهُ. 

   وَهُنَا آزَرَهُ أَبُو طَالِبَ وَوَقَفَ بِجَانِبِهِ.

الهجرة إلى الحبشة

   اتَّفَقَتْ قُرَيْشُ عَلَى أَنْ يَسْتَمِرَّ مُسَلْسَلُ التَّعْذِيبِ وَالتَّنْكِيلِ وَلا يَتَوَقَّفُ، خَاصَّةً مَعَ الْفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاءِ وَمَنْ لا سَنَدَ لَهُمْ وَلا حِمَايَةَ.. وَأَنْ يُفْسِدُوا عَلَى الأَغْنِيَاءِ أَمْوَالَهُمْ وَتِجَارَتَهُمْ، وَأَنْ يَقُومَ كُلُّ سَيِّدٍ بِتَعْذِيبِ مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَخَدَمِهِ وَعَبِيدِهِ.. وَأَنْ يُلْصِقُوا التُّهَمَ الْكَاذِبَةَ بِالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى لا يَتَأَثَّرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ وُفُودِ الْحَجِيجِ الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ خَارِجِ مَكَّةَ.

   هُنَالِكَ أَذِنَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ بِالْهِجْرَةِ إِلَى بِلادِ الْحَبَشَةَ؛ لأَنَّ بِهَا مَلِكًا عَادِلاً لا يَعْرِفُ الظُّلْمَ. 

   هَاجَرَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى هُنَاكَ، وَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّجَاشِىُّ مَلِكُ الْحَبَشَةَ فَأَحْسَنَ اسْتِقْبَالَهُمْ، وَأَكْرَمَهُمْ غَايَةَ الإِكْرَامِ، بَعْدَ أَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَاتٍ مِنْ كَلامِ الله عَزَّ وَجَلَّ تَلاهَا عَلَيْهِ الصَّحَابِىُّ الْجَلِيلُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِى طَالِبَ رضى الله عنه .

   وَجُنَّ جُنُونُ قُرَيْشٍ، فَأَرْسَلَتْ فِى أَثَرِهِمْ تُطَالِبُهُمْ بِالرُّجُوعِ. 

   لَكِنَّ النَّجَاشِىَّ أَبَى، وَقَالَ لَهُمْ: " أَنْتُمْ آمِنُونَ فِى أَرْضِى، لا يَمَسُّكُمْ أَذًى أَبَدًا".

دعوة أهل الطائف

   وَكَانَ أَصْعَبُ مَا مَرَّ بِهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم دَعْوَتَهُ لأَهْلِ الطَّائِفِ.

فَقَدْ كَانُوا قَوْمَ سُوءٍ، لَمْ يَسْمَعُوا لِكَلامِهِ وَلَمْ يَتْرُكُوهُ لِحَالِهِ، بَلْ سَلَّطُوا عَلَيْهِ غِلْمَانَهُمْ وَسُفَهَاءَهُمْ فَرَاحُوا يَشْتِمُونَهُ بِأَقْذَعِ الشَّتَائِمِ وَيَضْرِبُونَهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى جُرِحَتْ قَدَمُهُ الشَّرِيفَةُ.. وَرَاحَ يَدْعُو اللهَ تَعَالَى وَيَسْأَلُهُ الرَّحْمَةَ وَالْمَغْفِرَةَ، ثُمَّ عَادَ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى مَكَّةَ.

   كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يمُرُّ بِظُرُوفٍ شَدِيدَةِ الصُّعُوبَةِ، فَأَهْلُ مَكَّةَ يُكَذِّبُونَهُ وَيَرْمُـونَهُ بِأَبْشَعِ التُّهَمِ وَيُعَـذِّبُونَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُوَحِّدِينَ.. 

   وَأَهْلُ الطَّائِفِ لَمْ يَتَقَبَّلُوا دَعْوَتَهُ وَلَمْ يَسْتَمِعُوا لِكَلامِهِ، وَقَامُوا بِمُهَاجَمَتِهِ بِكُلِّ بَشَاعَةِ وَغَبَاءٍ..

   وَمَاتَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبَ الَّذِى كَانَ يَقِفُ بِجَانِبِهِ وَيَمْنَعُ عَنْهُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ.. وَمَاتَتْ زَوْجَتُهُ الْحَنُونُ الطَّيِّبَةُ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ رضى الله عنها ؛ وَالَّتِى كَانَتْ تُخَفِّفُ عَنْهُ الآلامَ وَالأَوْجَاعَ.. وَهَكَذَا حَزِنَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَسُمِّيَ هَذَا الْعَامُ بِعَامِ الْحُزْنِ لِشِدَّةِ حُزْنِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فِرَاقِهِمَا. 

الإسراء والمعراج

   وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يُسَرِّىَ عَنْهُ وَيُسْعِدَ قَلْبَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ جِبْرِيلَ لِيَأْخُذَهُ فِى رِحْلَةٍ مِنْ أَعْظَمِ الرِّحَلاتِ الَّتِى سَمِعَ بِهَا الْبَشَرُ عَلَى الإِطْلاقِ..

   إِنَّهَا رِحْلَةُ الإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ.. حَيْثُ أُسْرِيَ بِهِ  إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَهُنَاكَ صَلَّى بِالأَنْبِيَاءِ ثُمَّ صَعَدَ النَّبِىُّ فِيهَا إِلَى السَّمَوَاتِ الْعُلا، فَرَأَى أَشْيَاءَ وَعَجَائِبَ تَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ اللهِ تَعَالَى وَقُدْرَتِهِ، فَعَادَ مَرَّةً أُخْرَى مُنْشِرَحَ الصَّدْرِ، مُطْمَئِنَّ الْقَلْبِ.. 

اقرأ السلسلة كاملة من هنا



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال