السيرة النبوية للأطفال الجزء السادس (الرسول حاكما) The Prophetic Biography: The life story of Muhammad

السيرة النبوية للأطفال الجزء السادس (الرسول حاكما) The PropheticBiography: The life story of Muhammad


السيره النبويه للاطفال الرسول حاكما

بمناسبة شهر رمضان المعظم كل عام وأنتم بخير نقدم لكم السيره النبويه للاطفال فى ثمان أجزاء.

وهى مترجمة إلى اللغة الانجليزية، بالاضافة إلى الاخراج الفنى الذى يناسب الأطفال..

واليوم مع الجزء السادس من السيرة وهو بعنوان الرسول صلى الله عليه وسلم حاكما..
والآن أترككم مع القصة

 بيعة العقبة

   لَمْ يَدَّخِرِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم جُهْدًا فِى دَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى الله وَاصَلَ اللَّيْلَ بِالنَّهَارِ.. حَتَّى الْتَقَى بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.. وَحِينَ عَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَجَدَ مِنْهُمْ كُلَّ تَرْحِيبٍ، لَقَدِ ادَّخَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ.. 
وَكَانَ مِنْ ضِمْنِ أَسْبَابِ اعْتِنَاقِهِمْ لِهَذَا الدِّينِ مَا كَانُوا يَسْمَعُونَهُ مِنَ الْيَهُودِ فِى الْمَدِينَةِ: "لَقَدْ آنَ أَوَانُ نَبِىٍّ.. سَوْفَ نُؤْمِنُ بِهِ وَنُقَاتِلُكُمْ بِهِ". 
   وَهَكَذَا اسْتَقَرَّتْ كَلِمَاتُ الْيَهُودِ فِى قُلُوبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. 
فَلَمَّا رَأَوْا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعُوا حَدِيثَهُ، تَأَكَّدُوا أَنَّهُ النَّبِىُّ الْمُنْتَظَرُ.. هُنَالِكَ أَخَذُوا قَرَارًا أَنْ يُبَايِعُوهُ عَلَى الإِسْلامِ.
   مَا كَادَ الظَّلامُ يُسْدِلُ سَتَائِرَهُ الْكَثِيفَةَ، حَتَّى ابْتَدَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَسَلَّلُونَ مِنْ رِحَالِهِمْ، الْوَاحِدُ تِلْوَ الآخَرَ، حَتَّى اجْتَمَعُوا عِنْدَ الْعَقَبَةِ، ثَلاثةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلاً وَامْرَأَتَانِ حِزْمَةٌ وَاحِدَةٌ رَاحَتْ تَنْتَظِرُ مَجِيءَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم  لِيُبَايِعُوهُ عَلَى الإِسْلامِ وَنُصْرَتِهِ.
   وَجَاءَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَبِصُحْبَتِهِ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ، الَّذِى رَاحَ يُخَاطِبُ الْجَمْعَ قَائِلاً:"إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا كَمَا تَعْلَمُونَ، وَنَحْنُ أَهْلُهُ وَعَشِيرَتُهُ وَنَعْلَمُ كَيْفَ نُدَافِعُ عَنْهُ، وَكَيْفَ نَحْمِى ظَهْرَهُ.. فَإِنْ كُنْتُمْ بِالْفِعْلِ سَتُوفُونَ لَهُ بِوُعُودِكُمْ، فَأَهْلاً بِكُمْ وَمَرْحَبًا، وَإِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ قَادِرِينَ عَلَى الْوَفَاءِ لَهُ، وَتُخَلُّونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ فَاتْرُكُوهُ مِنَ الآنِ".
البيعة
   مَا كَادَ الْعَبَّاسُ يَفْرُغُ مِنْ كَلِمَتِهِ حَتَّى أَسْرَعَ الْقَوْمُ نَحْوَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم يَطْلُبُونَ مِنْهُ الْكَلامَ، قَائِلِينَ لَهُ: تَكَلَّمْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ.
   وَهُنَا انْبَرَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضى الله عنه قَائِلاً: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلامَ نُبَايِعَكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ. وَعَلَى النَّفَقَةِ فِى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ. 
وَعَلَى أَنْ تَقُومُوا فِى اللهِ لا تَأْخُذُكُمْ فِى اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ. وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ إِلَيْكُمْ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ.
   أَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورَ بِيَدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَنَمْنَعَكَ مِمَّا نَمْنَعُ أَهْلِينَا مِنْهُ، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَنَحْنُ وَاللهِ أَبْنَاءُ الْحَرْبِ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ.
   هُنَا اعْتَرَضَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْيَهُودِ عَلاقَاتٌ، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ نَصَرَكَ اللهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ.
   ابْتَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: "بَلِ الدَّمَ الدَّمَ، الْهَدْمَ الْهَدْمَ.. أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّى، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ".

الهجرة إلى المدينة

   وَتَمَّتِ الْبَيْعَةُ .. ثُمَّ اسْتَعَدَّتِ الْمَدِينَةُ لاسْتِقْبَالِ خَيْرِ النَّاسِ.. وَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خُطَّةً لِلْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ مُتَوَكِّلاً عَلَى رَبِّهِ آخِذًا بِالأَسْبَابِ.
   فِى هَذَا التَّوْقِيتِ اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ مُحَمَّدٍ نَفْسِهِ.. فَيَأْخُذُوا مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَابًّا قَوِِيًّا، ثُمَّ يَذْهَبُونَ جَمِيعًا إِلَى دَارِ مُحَمَّدٍ فَيَضْرِبُونَهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ. فَيَتَفَرَّقُ دَمُهُ عَلَى جَمِيعِ الْقَبَائِلِ، فَلا يَسْتَطِيعُ بَنُو هَاشِمَ أَنْ يَأْخُذُوا بِثَأْرِهِ، فَيَرْضُونَ بِالدِّيَّةِ.
   وَلاقَتْ هَذِهِ الْفِكْرَةُ الشَّيْطَانِيَّةُ اسْتِحْسَانَ الْجَمِيعِ.. لَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَذَلَهُمْ، فَقَدْ خَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَهُوَ يَتْلُو قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ" [يس: 9]، فَسَلَبَ اللهُ تَعَالَى الرُّؤْيَةَ مِنْ أَعْيُنِهِمْ فَلَمْ يَرَوْهُ وَهُوَ يَخْرُجُ.. 
   وَخَرَجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِصُحْبَةِ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضى الله عنه ، تَارِكًا عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبَ رضى الله عنه مَكَانَهُ فِى فِرَاشِهِ لِيَرُدَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَمْوَالَهُمْ وَأَمَانَاتِهِمْ الَّتِى كَانَ يَحْفَظُهَا لَهُمْ.

في غار ثور

   عَلِمَتْ قُرَيْشُ بِخُرُوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبِهِ، فَجُنَّ جُنُونُهَا، وَرَاحَتْ تَبْحَثُ عَنْهُمَا هُنَا وَهُنَاكَ، وَأَعْلَنُوا جَوَائِزَ ثَمِينَةً لِمَنْ يَدُلُّهُمْ عَلَيْهِ.. لَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ 
نَجَّاهُ وَمَنْ مَعَهُ.. فَمَكَثُوا فِى غَارِ ثَوْرٍ مَا شَاءَ اللهُ لَهُمْ أَنْ يَمْكُثُوا، وَكَانَتِ السَّيِّدَةُ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ رضى الله عنه تَذْهَبُ إِلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَأَخُوهَا عَبْدُ اللهِ يَذْهَبُ إِلَيْهِمَا بِالأَخْبَارِ.. 
   مَا أَنْ وَطِئَتْ أَقْدَامُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَلَقَّاهُ أَهْلُهَا بِأَكْرَمَ مَا يُتَلَقَّى بِهِ وَافِدٌ ، فَتَحُوا لَهُ قُلُوبَهُمْ وَأَبْوَابَ بُيُوتِهِمْ لِيَنْزِلَ فِيهَا، وَقَدْ بَدَأَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقُبَاءَ، وَهُوَ أَحَدُ أَحْيَاءِ الْمَدِينَةِ ، فَمَكَثَ أَيَّامًا قَلِيلَةً بَنَى خِلالَهَا أَوَّلَ مَسْجِدٍ فِى الإِسْلامِ، ثُمَّ رَكِبَ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ - وَكَانَ اسْمُهَا الْقَصْوَاءَ - وَقَرَّرَ الاتِّجَاهَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  بِفَارِغِ الصَّبْرِ. 
   لَكِنَّ هُنَاكَ فِئَتَيْنِ مِنَ النَّاسِ كَانُوا يَشْعُرُونَ بِالْغَيْظِ  وَالضِّيقِ .. وَلَمْ تَعْرِفِ الْفَرْحَةُ وَلا السَّعَادَةُ طَرِيقًا إِلَى قُلُوبِهِمْ.. أَوَّلُهُمُ الْيَهُودُ وَثَانِيهُمُ الْمُنَافِقُونَ..

عداء اليهود للإسلام

   فَالْيَهُودُ كَانُوا يَشْعُرُونَ بِالْغَيْظِ وَالْبُغْضِ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.. وَقَدْ عَقَدَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُهُودًا وَمَوَاثِيقَ، لَكِنَّهُمْ ـ بِكُلِّ أَسَفٍ ـ نَقَضُوا الْعُهُودَ وَغَدَرُوا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتْ لَهُمْ مَوَاقِفٌ كَثِيرَةٌ تَدُلُّ عَلَى حِقْدِهِمُ الأَسْوَدِ الدَّفِينِ لِلإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ.. عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الْمُعَامَلَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِى كَانَ يُعَامِلُهُمْ بِهَا رَسُولُ اللهِ   .
   أَمَّا الْمُنَافِقُونَ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَىِّ بْنُ سَلُولٍ الَّذِى كَانَ قَبْلَ مَجِىءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِقَلِيلٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُتَوَّجَ مَلِكًا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا جَاءَ 
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم انْفَضَّ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ وَالْتَفُّوا حَوْلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهُنَا أَبْطَنَ عَبْدُ اللهِ بْن أُبَىِّ بْنُ سَلُولٍ الْكُفْرَ وَأَظْهَرَ الإِسْلامَ.. 
   لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَلَهُ وَالْمُنَافِقِينَ بِظَاهِرِهِمْ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ وَأَكْرَمَهُمْ غَايَةَ الإِكْرَامِ..

بناء المسجد

   أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم  حِينَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ هُوَ تَأْسِيسُ الْمَسْجِدِ.. ثُمَّ أَصْبَحَ هَذَا الْمَسْجِدُ الْمَرْكَزَ الرَّئِيسِىَّ لِتَجَمُّعِ الْمُسْلِمِينَ، فِيهِ يَتَعَلَّمُونَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الدِّينَ.. إِنَّهُ الْمَدْرَسَةُ الأُولَى الَّتِى خَرَّجَتْ لِلْعَالَمِ الْقَادَةَ  وَالأَبْطَالَ، وَالْعُلَمَاءَ وَالْفَاتِحِينَ.. الَّذِينَ نَشَرُوا الْعِلْمَ  وَالْعَدْلَ وَالإِسْلامَ  فِى رُبُوعِ الأَرْضِ..

اقرأ السلسلة كاملة من هنا



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال