سلسلة السيرة النبوية للأطفال الجزء الثالث (الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا) The Prophetic Biography: The life story of Muhammad

سلسلة السيرة النبوية للأطفال الجزء الثالث (الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا) The Prophetic Biography: The life story of Muhammad


السيرة النبويه للأطفال الرسول زوجا

اليوم مع الجزء الثالث من السيرة وهو بعنوان الرسول صلى الله عليه وسلم زوجا..

والآن أترككم مع القصة

زواج الرسول

   عَلِمَتِ السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ مِنْ خَادِمِهَا مَيْسَرَةَ حُسْنَ خُلُقِ النَّبِيِّ وَأَمَانَتَهُ، فَقَرَّرَتْ أَنْ تَعْرِضَ عَلَى النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَوَّجَهَا.. 

وَوَافَقَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الزَّوَاجِ مِنْ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ، رَغْمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَكْبُرُهُ بِخَمْسَةَ عَشْرَ عَامًا.. فَقَدْ كَانَ عُمْرُهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، بَيْنَمَا السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ قَدْ بَلَغَتِ الأَرْبَعِينَ..

   وَهَكَذَا تَزَوَّجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ.. وَهِىَ الزَّوْجَةُ الْوَحِيدَةُ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ زَوْجَاتِهِ الَّتِي أَنْجَبَتْ لَهُ جَمِيعَ أَوْلادِهِ، مَاعَدَا إِبْرَاهِيمُ الَّذِى أَنْجَبَتْهُ السَّيِّدَةُ مَارِيَّا الْقِبْطِيَّةُ.

   وَقَدْ وَلَدَتْ لَهُ أَوَّلاً الْقَاسِمَ - وَبِهِ كَانَ يُكْنَى - ثُمَّ زَيْنَبَ وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَفَاطِمَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُلَقَّبُ بِالطَّيِّبِ وَالطَّاهِرِ، وَمَاتَ بَنُوهُ كُلُّهُمْ فِي صِغَرِهِمْ، أَمَّا الْبَنَاتُ فَكُلُّهُنَّ أَدْرَكْنَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمْنَ وَهَاجَرْنَ، إِلاَّ أَنَّهُنَّ أَدْرَكَتْهُنَّ الْوَفَاةُ فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم سِوَى فَاطِمَةَ رضى الله عنها  فَقَدْ تَأَخَّرَتْ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ لَحِقَتْ بِهِ.

ابناء الرسول

   وَقَدْ تَزَوَّجَتِ السَّيِّدَةُ زَيْنَبُ بِأَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَتْ لَهُمَا قِصَّةٌ عَجِيبَةٌ، حَيْثُ هَاجَرَتْ زَيْنَبُ وَظَلَّ زَوْجُهَا عَلَى الْكُفْرِ، وَشَارَكَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَوَقَعَ أَسِيرًا فِي أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَتْ زَوْجَتُهُ  قِلادَةً لِتَفْتَدِيهِ بِهَا..

   ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَعُودَ إِلَى زَوْجَتِهِ وَيَقِفُ فِي صَفِّ الْمُؤْمِنِينَ ضِدَّ الْكُفَّارِ وَالْمُشْرِكِينَ.

   أَمَّا السَّيِّدَةُ رُقَيَّةُ فَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ثُمَّ مَاتَتِ رُقَيَّةُ رضى الله عنها فَزَوَّجَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِابْنَتِهِ أُمِّ كُلْثُومٍ وَالَّتِي مَرِضَتْ أَثْنَاءَ غَزْوَةِ بَدْرٍ وَمَاتَتْ.. وَلِهَذَا يُدْعَى عُثْمَانُ بِذِي النُّورَيْنِ رضى الله عنه .

   أَمَّا فَاطِمَةُ فَهِىَ أَصْغَرُ بَنَاتِهِ، وَكَانَتْ تُشْبِهُ النَّبِىَّ وَقَدْ تَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا عَلِيُّ ابْنُ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه . 

   وَقَدْ أَنْجَبَتِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضى الله عنهما سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وَقَدْ مَاتَتِ السَّيِّدَةُ فَاطِمَةُ رضى الله عنها بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ.

زواجه بسودة

   لَمَّا مَاتَتِ خَدِيجَةُ رضى الله عنها حَزِنَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حُزْنًا شَدِيدًا، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ السَّيِّدَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ    أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَرَشَّحَتْ لَهُ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ رضى الله عنها ، لأَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي حَاجَةٍ إِلَى زَوْجَةٍ تَقُومُ عَلَى شُئُونِ بَيْتِهِ وَتَرْعَى ابْنَتَهُ السَّيِّدَةَ فَاطِمَةَ رضى الله عنها .. وَلِكَىْ يَتَفَرَّغَ لأَمْرِ الدَّعْوَةِ وَتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ.

   وَقَدْ وَافَقَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الزَّوَاجِ مِنَ سَوْدَةَ رضى الله عنها ، وَالَّتِى تُعَدُّ أَوَّلَ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ رضى الله عنها .

   وَالسَّيِّدَةُ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةُ رضى الله عنها كَانَتْ مُتَزَوِّجَةً مِنِ ابْنِ عَمٍّ لَهَا يُقَالُ لَهُ: السَّكْرَانُ بْنُ عَمْرٍو رضى الله عنه ، وَلَقَدْ أَسْلَمَتْ وَزَوْجُهَا وَبَايَعَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم الإِسْلامِ، ثُمَّ هَاجَرَا سَوِيًّا إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُنَاكَ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَأَصْبَحَتْ فَرِيدَةً وَحِيدَةً، لَيْسَ لَهَا سَنَدٌ وَلا مُعِينٌ.. 

فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم  لِيَرْعَاهَا وَيَتَكَفَّلَ بِشُئُونِهَا.

من أزواج الرسول

   أَمَّا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رضى الله عنها فَهِىَ الزَّوْجَةُ الْوَحِيدَةُ الْبِكْرُ، أَىِ الَّتِى لَمْ يَسْبِقْ لَهَا الزَّوَاجُ مِنْ قَبْلُ، لَقَدْ تَزَوَّجَهَا لِيُوَطِّدَ الْعَلاقَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَدِيقِ عُمْرِهِ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضى الله عنه  ..

   وَكَانَتْ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رضى الله عنها مِنْ أَذْكَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَحْفَظْهُنَّ، وَأَكْثَرَهُنَّ عِلْمًا، وَكَانَ بِوُسْعِهَا أَنْ تُجِيبَ عَنْ كَافَّةِ الأَسْئِلَةِ الَّتِى يَصْعُبُ عَلَى كِبَارِ الصَّحَابَةِ الإِجَابَةُ عَنْهَا..

   ثُمَّ تَزَوَّجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيِّدَةِ حَفْصَةَ رضى الله عنها بِنْتِ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه ؛ الْوَزِيرِ الثَّانِى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم . وَكَانَتِ السَّيِّدَةُ حَفْصَةُ رضى الله عنها مُتَزَوِّجَةً مِنْ خُنَيْسٍ بْنِ حُذَافَةَ رضى الله عنه ؛ وَالَّذِى اسْتُشْهِدَ فِى غَزْوَةِ بَدْرٍ.

   ثُمَّ تَزَوَّجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيِّدَةِ زَيْنَبِ بِنْتِ خُزَيْمَةَ رضى الله عنها أَرْمَلَةِ الْبَطَلِ الشَّهِيدِ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ     ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ وَالَّذِى اسْتُشْهِدَ فِى أَوَّلِ الْمُبَارَزَةِ فِى غَزْوَةِ بَدْرٍ.. أَمَّا هِىَ فَقَدْ كَانَتْ تُسْعِفُ الْجَرْحَى وَتُضَمِّدُ جِرَاحَهُمْ بِرَغْمِ اسْتِشْهَادِ زَوْجِهَا.

   ثُمَّ كَانَ زَوَاجُهُ مِنِ ابْنَةِ عَمَّتِهِ السَّيِّدَةِ زَيْنَبِ بِنْتِ جَحْشٍرضى الله عنها ، وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً مِنْ زَيْدٍ بْنِ حَارِثَةَ رضى الله عنه ، ثُمَّ طَلَّقَهَا بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ لِيَتَزَوَّجَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَتَبْطُلُ بِدْعَةُ التَّبَنِّي الَّتِى كَانَتْ مُنْتَشِرَةً عِنْدَ الْعَرَبِ.

الرسول المربي

   وَمِنْ أًمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ السَّيِّدَةُ: أُمُّ سَلَمَةَ، وَهِىَ أَرْمَلَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الأسدِ؛ وَكَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الأَوَائِلَ وَقَدْ هَاجَرَا مَعًا إِلَى الْحَبَشَةَ، وَوَلَدَتْ لَهُ (سَلَمَةَ) هُنَاكَ.. 

   وَاسْتُشْهِدَ زَوْجُهَا فِى غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَكَانَتِ امْرَأَةً مُسِنَّةً وَعِنْدَهَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الصِّغَارِ فَخَطَبَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ لَهُ مُعْتَذِرَةً: "إِنِّى مُسِنَّةٌ وَإِنِّى أُمُّ أَيْتَامٍ، وَإِنِّى شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ".

   فَأَجَابَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : أَمَّا الأَيْتَامُ فَأَضُمُّهُمْ إِلَىَّ، وَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنْ قَلْبِكِ الْغَيْرَةَ. 

   وَلَمْ يَلْتَفِتْ لِسِنِّهَا، فَتَزَوَّجَهَا رضى الله عنها . 

   وَفِى سَنَةِ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ تَزَوَّجَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيِّدَةِ أُمِّ حَبِيبَةَ   ، وَهِىَ أَرْمَلَةُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ   ؛ وَالَّذِى مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِىُّ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهِىَ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ رضى الله عنها .

   وَتَزَوَّجَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ جُوَيْرِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ سَيِّدِ بَنِى الْمُصْطَلِقِ، وَهِىَ أَرْمَلَةُ مُسَافِعِ بْنِ صَفْوَانَ عَدُوِّ الْمُسْلِمِينَ الَّذِى قُتِلَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ، فَوَقَعَتِ الْمَرْأَةُ فِى الأَسْرِ بِيَدِ الْمُسْلِمِينَ. فَتَزَوَّجَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ سَبَبًا فِى خَيْرٍ كَثِيرٍ عَلَى قَوْمِهَا؛ لأَنَّ الصَّحَابَةَ أَطْلَقُوا سَرَاحَ جَمِيعِ الأَسْرَى كَرَامَةً لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم .  

وَكَانَتِ السَّيِّدَةُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلالِيَّةُ رضى الله عنها هِىَ آخِرَ من تزوج.

من حكم زواجه

   كَانَ لِزَوَاجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِأَكْثَرَ مِنِ امْرَأَةٍ حِكَمٌ، مِنْهَا: أَنَّهُ أَرَادَ مُصَاهَرَةَ أَقْرَبَ أَصْدِقَائِهِ إِلَيْهِ؛ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرٍ، بِهَدَفِ تَوْثِيقِ الصِّلَةِ بِهِمَا، كَمَا أَرَادَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِزَوَاجِهِ مِنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ مُصَاهَرَةَ بَعْضِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ الْمُخْتَلِفَةِ، كَسْرًا لِعَدَائِهِمْ لِلإِسْلامِ، وَتَأْلِيفًا لِقُلُوبِهِمْ. 

وَكَانَ زَوَاجُهُ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ رَحْمَةً بِهَا وَبِقَوْمِهَا؛ كَمَا فَعَلَ مَعَ جُوَيْرِيَّةَ رضى الله عنها ، حَيْثُ أَطْلَقَ بَعْدَ زَوَاجِهِ مِنْهَا أَسْرَ مِائَةِ بَيْتٍ مِنْ قَوْمِهَا، وَقَالُوا‏:‏ "أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم "‏.‏ 

   كَمَا أَرَادَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْقُضَ تَقْلِيدًا جَاهِلِيًّا مُتَأَصِّلاً وَهُوَ مَسْأَلَةُ التَّبَنِّي، فَكَانَ زَوَاجُهُ مِنْ زَيْنَبٍ رضى الله عنها  ‏.‏ 

وَهَكَذَا كَانَتْ لِكُلِّ تَصَرُّفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم فِى الزَّوَاجِ وَغَيْرِهِ حِكْمَةٌ.

اقرأ السلسلة كاملة من هنا


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال