حرب الدرجات النهائية

قصة لطفلك
التلميذ في المرحلة الابتدائية أو الطالب في المرحلة الإعدادية يعانى من حرب مع ذاته وحرب مع الأسرة لكي يحصل على الدرجات النهائية في كل المواد الدراسية. 

رغم أنها حرب يتحقق فيها مكسب للطالب بأنه قد يحصل على درجات نهائية، إلا أن كلا الطرفين (الأسرة والطالب) يخسران الحرب بشكل غير ملاحظ. 
لاحظ عندما تتزمت الأسرة وتقسوا وتضغط على الطالب لكي لا يضيع منه سؤالا فى الامتحان، وعندما يخطئ الطالب في سؤال بسيط بعد كل هذا الضغط من الأسرة ولم يحصل على الدرجة النهائية في مادة معينة، ستري أنه قد يبكى لعدة أيام، قد يظل مكتئبا لعدة أيام، أو يعيش فترات من القلق الصعب، بسبب تقصيره في الامتحان، في الحقيقة هو ليس تقصيرا، إنما هي طبيعة البشر. 
– من منا كاملا؟ 
– من منا يحقق الكمال في كل شيء؟ 
– من منا كان يحصل على درجاته النهائية في مواده مهما كانت المكانة أو الوظيفة التي تشغلها الآن؟ 
– لماذا نزرع في أبنائنا ضرورة الوصول للكمال وهو ليس مؤهل له بطبيعته البشرية؟ 
اعلم أن هذا الضغط الشديد على الأبناء والتوتر الذي يعيشه الطالب قبل وأثناء وبعد الامتحانات ما هو إلا سببا فى الكثير من المشكلات النفسية التي نزرعها في أبناءنا دون أن نشعر، وأهمها: 
– القلق الغير مبرر. 
– عدم الثقة بالنفس. 
– الشعور الدائم بالنقص. 
– الشعور بالذنب وتأنيب الذات. 
– المعاناة من التوتر والاكتئاب. 
وما أدراكم من خطورة هذه المشكلة عندما تعاتب الأسرة وتؤنب الطفل أو تعاقبه على عدم حصوله على الدرجات النهائية. 
وفى نهاية الأمر تتساءل الأسرة وتتعجب لماذا الطفل أو الطالب يبكى بعد الامتحان أو يعيش حالة من القلق والتوتر والغضب. 
هذا ما قد يخسره الابن في حربه. 
أما ما تخسره الأسرة، فيتمثل في خسارة طفل متزن نفسيا، وخسارة جو أسري خالي من التوتر والقلق الشديد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال