حكاية قبل النوم الدب الحيران مكتوبة بالتشكيل ومصورة للأطفال
اليوم مع حكاية قبل النوم الدب الحيران.
كانَ فِي الْغَابَةِ دبٌّ صَغِيرٌ.. لَمْ يَتَعَلَّمْ كَثِيرًا مِنَ الأَشْيَاءِ؛ لِحَدَاثَةِ سِنِّهِ.. لَكِنَّهُ لا يَعْتَرِفُ بِذَلِكَ.. جَاعَ ذَاتَ يَوْمٍ جَوْعًا شَدِيدًا.. وَلَمْ يَجِدْ مَا يَأْكُلُهُ.. فَخَرَجَ يَبْحَثُ عَنْ طَعَامٍ.
مَشَىَ فِي طرُقَاتِ الْغَابَةِ، وَبَيْنَ أَشْجَارِهَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا.. وَلَكِنَّهُ سَمِعَ صَوْتًا آتِيًا مِنْ أَحَدِ الْجحُورِ..
فَاتَّجَهَ إِلَيْهِ، وَدَخَلَهُ، فَوَجَدَ عِدَّةَ سَنَاجِبَ.. فَقَالَ لَهَا: أرِيدُ أَنْ آكُلَ وَاحِدًا مِنْكُمْ!!
الدببة لا تأكل السناجب
اِنْدَهَشَتِ السَّنَاجِبُ، وَضَحِكَتْ، وَنَظَرَتْ إِلَى بَعْضِهَا الْبَعْضِ وَقَالَتْ: إِنَّنَا لَسْنَا طَعَامًا لَكَ.. مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّ الدِّبَبَةَ تَأْكُلُ السَّنَاجِبَ؟
ثمَّ إِنَّكَ أَخْطَأْتَ خَطَأً كَبِيرًا؛ لأنَّكَ لَمْ تَسْتَأْذِنْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْنَا الْجُحْرَ.
أَحَسَّ الدبُ بِالْخَجَلِ الشَّدِيدِ..
فَتَرَكَهُمْ وَانْصَرَفَ.
عَادَ الدّبُّ الصَّغِيرُ إِلَى السَّيْرِ مَرَّةً أخْرَى.. وَفَجْأَة ..
الدببة لا تأكل السلحفاة
وَجَدَ أَمَامَهُ إِحْدَى السَّلاَحِفِ.. فَفَرِحَ.. وَاقْتَرَبَ مِنْهَا قَائِلاً: أَيَّتُهَا السُّلَحْفَاةُ، لاَ تَحْزَنِي أَوْ تَغْضَبِي..
فَقَالَتِ السُّلَحْفَاةُ: وَلِمَاذَا أَحْزَنُ أَوْ أَغْضَبُ؟!
قَالَ: لأنَّنِي سَوْفَ آكُلُكِ الآن!
تَعَجَّبَتِ السُّلَحْفَاةُ، وَقَالَتْ هَذِهِ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَرَى دُبًّا يَأْكُلُ سُلَحْفَاةً.. مَنْ الَّذِي قَالَ لَكَ ذَلِك؟
قَالَ الدُّبُّ : لا أَحَدَ.. إِنَّنِي جَائِعٌ جِدًا، وَلَيْسَ أَمَامِي طَعَامٌ إلاَّ أَنْتِ.
ظَلَّتِ السُّلَحْفَاةُ تحَاوِرُهُ، لَكِنَّهَا فَشَلَتْ فِي إِقْنَاعِهِ.
فَقَالَتْ لَهُ: لَنْ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَأْكُلَنِي..
فَقَالَ لَهَا: وَلِمَاذَا؟! إِنَّنِي أَكْبَرُ مِنْكِ حَجْمًا، وَأَكْثَرُ قوَّةً..
فَقَالَتْ لَهُ: إِذًا، أَرِنِي قوَّتَكَ الآن.. ثمَّ أَدْخَلَتْ يَدَيْهَا الأَمَامِيتَيْنِ، وَرِجْلَيْهَا الْخَلْفِيتَيْنْ، وَرَأْسَهَا كَذَلِكَ، دَاخِلَ صُنْدُوقِهَا الْعَظْمِيِّ.
فَأَخَذَ الدُّبُّ يَقْلِبُهَا يَمِينًا وَشَمَالاً.. وَلَمَّا لَمْ يَجِدْ فَائِدَةً، يَئِسَ مِنْهَا وَتَرَكَهَا.
الدب والأرنب
اِتَّجَهَ الدُّبُّ صَاعِدًا إِلَى رَبْوَةٍ عَالِيَةٍ، لَعَلَّهُ يَجِدُ هنَاكَ مَا يَأْكُلُهُ..
فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا شَاهَدَ بَعْضَ الأَرَانِبِ..
فَقَالَ لِنَفْسِهِ: إِنَّ الأَرَانِبَ شَهِيَّةٌ، وَلَحْمُهَا لَذِيذٌ.. إِنَّ أَرْنَبًا وَاحِدًا مِنْهَا يَكْفِينِي.. أَوْ أَرْنَبَيْنِ..
وَعِنْدَمَا اِقْتَرَبَ مِنْهَا، وَجَدَهَا ملْتَفَّةً حَوْلَ أَرْنَبٍ كَبِيرٍ، يَرْقُدُ فَوْقَ الْعُشْبِ.
فَلَمَّا رَأَتِ الدُّبَّ، قَالَتْ لَهُ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تسَاعِدَنَا؟
قَالَ: وَكَيْفَ أسَاعِدَكُمْ؟
قَالَتِ الأَرَانِبُ: إِنَّ هَذَا الأَرْنَبَ مَرِيضٌ.. وَنرِيدُ أَنْ نسَاعِدَهُ عَلَى الشِّفَاءِ.
وَهنَا قَالَ لَهَا: سَوْفَ أسَاعِدُكُمْ، وَأقَدِّمُ لَكُمْ خِدْمَةً كَبِيرَةً..
سَأَلْتَهِمُهُ الآن دُفْعَةً وَاحِدَةً، وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْهُ، وَأَشْبَعُ أَنَا أَيْضًا.
اِنْدَهَشَتِ الأَرَانِبُ كُلُّهَا وَصَاحُوا فِيهِ: وَهَلْ هَذِهِ هِي الْمُسَاعَدَةُ الَّتِي سَتُقَدِمُهَا لَهُ؟!
نَقُولُ لَكَ إِنَّهُ مَرِيضٌ، فَتَقُولُ لَنَا إِنَّكَ سَتَأْكُلُهُ! كَانَ مِنَ الْمُفْتَرَضِ أَنْ تَأْتِيَ لَهُ بِدَوَاءٍ، أَو تَبْحَثَ لَهُ عَنْ طَبِيبٍ.. اُتْرُكْنَا وَانْصَرِفْ.. فَلاَ نرِيدَكْ بَيْنَنَا.
الدب والضفادع
وَلِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، أَحَسَّ الدُّبُّ الصَّغِيرُ بِالْخَجَلِ، فَنَزَلَ عَنِ الرَّبْوَةِ، وَمَشَى بَعِيدًا.
جَلَسَ الدُّبُّ متْعَبًا تَحْتَ شَجَرَةٍ.. وَأَخَذَ يفَكِّرُ فِيمَا سَيَأْكُلُهُ.. فَهُو لاَ يُرِيدُ أَنْ يَبْقَى جَائِعًا طِيلَةَ الْيَوْمِ..
ثمَّ نَظَرَ نَاحِيَةَ أَحَدِ الْمُسْتَنْقَعَاتِ، فَوَجَدَ الضَّفَادِعَ تَتَقَافَزُ هنَاكَ عِنْدَ الْمِيَاهِ.. فَقَالَ: لاَبُدَّ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا..
وَسَارَ بِبُطْءٍ وَحَذَرٍ.. حَتَّى إذَا مَا وَصَلَ إلَى الْمُسْتَنْقَعِ، أَمْسَكَ – بِحَرَكَةٍ سَرِيعَةٍ – أَحَدَ الضَّفَادِعِ بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ: أَخِيرًا وَجَدْتُ طَعَامِي.. سَأَلْتَهِمُكِ عَنْ آخِرِكِ.
صَاحَ الضُّفْدَعُ قَائِلاً: تَأْكُلُنِي؟! كَيْفَ؟! إِنَّنِي لاَ أَصْلُحُ طَعَامًا لَكَ.
قَالَ الدُّبُّ: لَقَدْ خَدَعَنِي الْجَمِيعُ، وَضَحِكُوا عَلَيّ.. وَلَنْ تَخْدَعُنِي لاَبُدَّ أَنْ آكُلُكَ.
خَافَ الضُّفْدَعُ جِدًا، وَقَالَ لَهُ: إذَا كُنْتَ مُصَمِمًا عَلَى أَنْ تَأْكُلَنِي، فَلَكَ مَا تَشَاءُ، وَلَكِنْ هَيَّا بِنَا نَذْهَبُ إِلَى حَكِيمِ الْغَابَةِ أَوْلاً.
قَالَ الدُّبُّ: وَلِمَاذَا نَذْهَبُ إِلَيْهِ؟!
قَالَ الضُّفْدَعُ: لَنْ تَخْسَرَ شَيْئًا.. فَقَدْ تَتَعَلَّمُ مِنْهُ، وَتَأْكُلُ كَذَلِك.
قَالَ الدُّبُّ: هَيَّا بِنَا.
حكاية قبل النوم الدب
الدب وحكيم الغابة
وَصَلَ الاِثْنَانِ إِلَى حَكِيمِ الْغَابَةِ كُلِّهَا.. كَانَ قِرْدًا عَجُوزًا.. أَبْيَضَ الشَّعْرِ.. يَسْتَمِعُ الْجَمِيعُ إِلَى نَصَائِحِهِ..
فَلَمَّا أَخْبَرَاهُ بِحِكَايَتْهِمَا ضَحِكَ هو الآخَرُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ، فَلَوْ رَآنِي قَبْلَ ذَلِكَ كَانَ سَيَأْكُلُنِي أَنَا أَيْضًا!!
ثمَّ قَالَ لِلدُّبِّ: اُتْرُكْ الضُّفْدَعَ مِنْ يَدِكَ.. وَاسْتَمِعْ إِلَيّ..
لَقَدْ وَقَعْتَ فِي عِدَّةِ أَخْطَاءٍ؛ لأَنَّكَ صَغِيرُ السِّنِّ.. ثمَّ إِنَّ الدِّبَبَةَ لاَ تَأْكُلُ السَّنَاجِبَ وَلاَ السَّلاَحِفَ وَلاَ الأَرَانِبَ وَلاَ الضَّفَادِعَ.
الدب يأكل العسل
فَقَالَ الدُّبُّ: وَمَاذَا آكُلُ إِذًا؟
قَالَ الْقِرْدُ الْحَكِيمُ: تَأْكُلُ الْعَسَلَ. صَاحَ الدُّبُّ فِي دَهْشَةٍ: الْعَسَل؟!
صَاحَ الدُّبُّ فِي دَهْشَةٍ: الْعَسَل؟!
قَالَ الْقِرْدُ: نَعَمْ.. عَسَلُ النَّحْلِ.. إِنَّ جَمِيعَ الدِّبَبَةِ تحِبُّ أَكْلَهُ.. وَهوَ لَذِيذٌ وَشَهِيٌ وَمُفِيدٌ جِدًا..
وَالآنَ سَوْفَ تَذْهَبُ، أَنْتَ وَالضُّفْدَعُ، إِلَى إِحْدَى خَلاَيَا النَّحْلِ، وَهنَاكَ سَوْفَ تَأْكُلُ بَعْضَ الْعَسَلِ.
رَحَّبَ النَّحْلُ بِذَلِكَ، وَقَالَ لِلدُّبِّ: الْخَلِيَّةُ كلُّهَا أَمَامَكَ.. تَفَضَّلْ وَتَنَاوَلْ طَعَامَكَ.
اِنْهَمَكَ الدُّبُّ فِي أَكْلِ الْعَسَلِ..
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَمَلأَ بَطْنَهُ، إِلاَّ أَنَّهُ ظَلَّ يَأْكُلُ وَيَأْكُلُ.
وَهُنَا، صَاحَتْ فِيهِ مَلِكَةُ النَّحْلِ، وَقَالَتْ: يَكْفِيكَ هَذَا.. لَقَدْ أَكَلْتَ فَوْقَ طَاقَتِكَ.. إِنَّنَا لَمْ نَصْنَعْ ذَلِكَ الْعَسَلَ مِنْ أَجْلِكَ وَحْدِكَ..
فَيَجِبُ أَنْ تَتْرُكَ بَعْضَهُ لِغَيْرِكَ.. وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْكُلَ فَعَلَيْكَ أَنْ تَعُودَ فِي الْغَدِ، وَتَتَنَاوَلَ وَجْبَةً أُخْرَى.
بقلم أحمد حسن