قصص جميله .. قصة ذراع أمجد
قصص جميله، هي سلسلة قصصية قصيرة للأطفال..
واليوم مع قصة جديدة وجميله وهي قصة ذراع أمجد، والآن مع القصة مكتوبة..
أَمْجَدُ طِفْلٌ نَشِيطٌ وَمُؤَدَّبٌ، كلُّ يَوْمٍ يَسْتَيْقِظُ مبَكِّرًا..
وَيَذْهَبُ إِلَى مَدْرَسَتِهِ وَيَقُومُ بِأَدَاءِ وَاجِبَاتِهِ بِانْتِظَامٍ، وَلَكِنَّ أَمْجَدَ كلَّمَا وَجَدَ شَيْئًا فِي الْفَصْلِ أَوْ فِي فِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ يَأْخُذُهُ وَيَعْتَبِرُهُ مِلْكًا لَهُ.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ وَجَدَ أَمْجَدُ قَلَمًا جَمِيلاً فَأَخَذَهُ وَخَبَّأَهُ فِي حَقِيبَتِهِ..
ثُمَّ شَاهَدَ مَقْلَمَةً جَمِيلَةً مَعْ صَدِيقِهِ فَانْتَهَزَ فرْصَةَ اِنْشِغَالِ صَدِيقِهِ وَأَخَذَ الْمَقْلَمَةَ وَخَبَّأَهَا فِي حَقِيبَتِهِ.
وَبَعْدَ اِنْتِهَاءِ الْيَوْمِ الدِّرَاسِيِّ عَادَ أَمْجَد إِلَى الْبَيْتِ، وَبَعْدَ أَنْ تَنَاوَلَ طَعَامَ الْغَدَاءِ مَعْ اسْرَتِهِ جَلَسَ مَعْ امِّهِ لِيَقومَ بِعَمَلِ وَاجِبَاتِهِ الْمَدْرَسِيَّةِ.
فَسَأَلَتْهُ امُّهُ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ الْمَقْلَمَةِ يَا أَمْجَدُ؟
فَقَالَ أَمْجَدُ: لَقَدْ وَجَدْتُهَا فِي فِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ يَا أمِّي.
فَقَالَتِ الأم: إِذَنْ تعْطِيهَا غَدًا لِلْمعَلِّمَةِ لِتَبْحَثَ عَنْ صَاحِبِهَا، فَقَالَ أَمْجَدُ: لاَ يَا أمي هَذِهِ الْمَقْلَمَةُ تعْجِبُنِي.
َقَالَتِ الأم: يَا أَمْجَدُ لاَ تطْمَعْ فِي أَشْيَاءٍ لَيْسَتْ مِلْكَكَ، إِنَّ هَذِهِ سَرِقَةٌ وَالسَّرِقَةُ حَرَامٌ.
سَكَتَ أَمْجَدُ، ثمَّ جَرَى مسْرِعًا إِلَى غرْفَتِهِ ثمَّ اِسْتَلْقَى عَلَى السَّرِيرِ وَأَخَذَ يفَكِّرُ فِيمَا قَالَتْهُ امه..
فَلَمَّا نَامَ أَمْجَدُ رَأَى فِي الْمَنَامِ يَدَهُ اليمْنَى الَّتِي أَخَذَ بِهَا الْمَقلَمَةَ طَوِيلَةً جِدًا، وَلَمْ يَعْرِفْ كَيْفَ يَمْشِي بِهَا.
وكلما أَرَادَ أَمْجَدُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا وَجَدَ يَدَهُ تضَايِقُهُ وَتعَوِّقُهُ عَنْ حرِّيَةِ الْحَرَكَةِ.
وَتَمَنَّى أَمْجَدُ أَنْ تَعودَ يَدُهُ كَمَا كَانَتْ.
وَظَلَّ يَبْكِي وَيَقولُ أُرِيدُ أَنْ تَعُودَ يَدِي كَمَا كَانَتْ.
وَظَلَّ يَبْكِي وَيَصْرُخُ حَتَّى أَيْقَظَتْهُ امه مِنَ النَّوْمِ، وَقَالَتْ لَهُ: مَا بِكَ يَا أَمْجَدُ؟!
قَالَ أَمْجَدُ: لَقَدْ كَانَ حلْمًا مخيفًا..
أَنَا آسِفُ يَا أمّي لَنْ آخُذَ شَيْئًا لَيْسَ مِلْكًا لِي بَعْدَ الْيَوْمِ، وَوَعَدَ أَمْجَدُ أمَّهُ أَنْ يَرُدَّ الْمَقْلَمَةَ وَالْقَلَمَ إِلَى الْمعَلِّمَةِ لِتَصِلَ إِلَى أَصْحَابِهَا.