قصة قصيرة خيالية مكتوبه بعنوان القبض على الخروف
قصة قصيرة خيالية مكتوبه بعنوان القبض على الخروف بقلم: محمد عبد الظاهر المطارقى.
عاد ” شرشور” من السوق ومعه خروف سمين اشتراه ودفع لصاحبه ثمانين دينارا.
” شرشور ” رجل ساذج الى حد كبير.. لم يكن يشعر أن هناك لصا يتبعه، ويخطو وراءه خطوة.. خطوة.
وصل ” شرشور “الى البيت وأراد أن يفاجىء زوجته بالخروف. ربــــط” شرشور ” الخروف فى باب الدار ودخل الى زوجته.
ما كاد” شرشور” يختفي داخل الدار حتى فك اللص الخروف ومشى بضع خطوات، ثم صاح بأعلى صوته باكيا:
ــ هذا والله ظلم، حرام، لا يرضى أحدا ا ا
وتجمهر الناس حوله، قالوا:
رجل غريب؟
ـماذا دهاك يا رجل؟
تصيح كأنك فقدت عزيزا.
قال اللص:
ــ لقد اشترى منى صاحب هذا الدار الخروف الذى أمامكم وقد قبـلـــــت أن أبيعه بمائة دينار، فلم يوافق إلا على ثمانين دينارا فقط، واتفقنا على المجيء الى بيته لاستلام المبلغ.
ولما وصلنا الى هنا بعد طول الطريق قال لى:
” لن أشترى الخروف إلا بخمسين فقط”.
ــ أين العدل يا أهل العدل؟
قال البعض:
ــ نعم، إن ذلك ليس بعدل.
وقال البعض:
ــ حقا، انه ظلم.
ــ هل تبيعه؟
وباع اللص” الخروف” بثمانين دينارا. وما أن قبض الثمن حتى اختفــــــى.
أين الخروف؟
وبعد لحظات خرج ” شرشور” فلم يجد الخروف، بحث عنه هنا وهناك، وفى كل الأنحاء حتى وجده فى يد جاره، اطمأن قلبه، ثم ذهب إليه مبتسمـا.
قال شرشور:
ــ هل أعجبك الخروف؟
قال الرجل:
ــ نعم وها أنا قد اشتريته.
لم يفهم ” شرشور ” ما يعنيه الرجل، وعندما فهم كشر وجهه ورمى عمامته وأمسك بخناق جاره الذى اشترى الخروف من اللص..
ولم يستطــع أحــد الفصل بينهما حتى وصل الأمر الى الشرطة.
أما الخروف فقد أخذته زوجة ” شرشور ” وأغلقت الباب.
وزوجة ” شرشور ” امرأة ساذجة، سمعت دقا على الباب وعندما فتحتـــــه وجدت شرطيا..فزعت وقالت له:
ــ خيرا، أين شرشور زوجي؟
قال الشرطي فى حدة:
ــ أيتها المرأة عندي أمر من المحكمة بالقبض على الخروف لأنه الوحيــــد الذى يعرف صاحبه الحقيقي، والأمر قد اختلط على القاضي.
فصدقته المرأة الساذجة وأعطته الخروف، لم تكن تعرف أنه نفس اللــــص الذى سرقه من قبل.
وما كاد اللص يمسك بالخروف حتى أسرع به الى السوق وهناك باع نفـس الخروف بثمانين دينارا.