قصة قصيرة للاطفال مسبحة جدي

قصة قصيرة للاطفال

قصة قصيرة للاطفال مسحبة جدي

قصة قصيرة للاطفال بعنوان مسحبة جدي بقلم: محمد عبد الظاهر المطارقي

جدي شيخ مسن.. له لحية ناصعة. وجدي يجلس دائما وحيدا، ومعه المسبحة الطويلة.. كنت أحبه كثيرا، وأجلس معه أتحدث. 
جدي يحبني، يحكى لي عن الزمن القديم، والسلف الصالح، وعن طفولته أيضا. وعندما أتمعن فى وجهه الشاحب المزركش بالتجاعيد، وعمامته الكبيرة أسأل نفسي:
” يا ترى هل جدى كان صغيرا مثلنا، وكيف كانت طفولته ” ..
جدى ورث العلم عن أبيه وجده. وهو الكبير فى السن له صوت الكروان.. ألازمه كظله، وأذهب معه الى المسجد الكبير .
الناس يحبون جدى، يعانقونه ويقولون : انه الشيخ الصالح المبارك، فيصلون خلفه ويستفتونه فى أمورهم.
جدى دائم السير بعصاه الطويلة، لا يكل ولا يمل. يذهب الى المقابر ليقرأ على الأموات الفاتحة. يدعو لهم. ثم يزور المرضى الذين انقطعوا عن المسجد بسبب مرضهم. يصف لهم الأعشاب الطبية ..يقوم بتدليك ظهورهم ، ويربت على أكتافهم، ثم يقرأ لهم ما تيسر من القرآن فيحسون بالعافية تسرى فى أبدانهم.
وعندما يحتد الخلاف بين اثنين كان يصلح بينهما، فإذا اشتد الخلاف وكثر العدد والجدل يدعوهم الى البيت فى غرفته، يستمع إليهم ويهز رأسه المعممة، ويمسك بلحيته التى لها لون اللبن الحليب.
بعد أن يفرغ الجميع.. يتحدث هو فى هدوء أقرب الى الهمس.. حديثا منظما تتخلله آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، كان صوته عميقا وعيناه تركزان الى عالم بعيد لا يراه سواه فيخيم على المكان جو آخر مغاير تماما للجلبة والصخب اللذين كانا موجودين منذ لحظات. ويقوم الجميع باسطين أكفهم، ولأن جدى شيخ طيب وأنا أحبه كثيرا فقد كنت أقلده : ألبس عمامة صغيرة، وأمسك بمسبحته الطويلة، أذهب الى المقابر حاملا عصاه الطويلة، أقرأ الفاتحة، وأزور المرضى من أصحابى أقرأ عليهم ما تيسر من القرآن، وكنت دائم السير كجدى وفى غرفتي أجمع أصحابى حولي، أرسم على وجهى ابتسامة هادئة، مثل التى يرسمها جدى. أحكى لهم فى صوت أقرب الى الهمس حديثا منظما تتخلله آيات قرآنية .

اقرأ أيضا هذه القصص

الخس وصديقى الفلاح

الانف الكبير

القبض على الخروف

مسبحة جدي

بائعة الكعك

الناموس لم يعد يغنى

الجندي امين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال