دع القلق وانطلق ابتسامة لله

دع القلق وانطلق ابتسامة لله

دع القلق وانطلق ابتسامة لله

اليوم مع مقالة جديدة من مقالات دع القلق وانطلق وهي بعنوان ابتسامة لله..

أودع الله في الإنسان طاقات هائلة وقوى مذخورة ومناجم كامنة للخير والرحمة والحب والسلام .

فقط هي في حاجة إلى خبير يكتشفها وآخر يوظفها كشأن معادن الأرض وكنوزها، والتي خلق الإنسان منها ؛

ففيه من الكنوز مثل ما في أمه التي جاء منها .

وإذا كان البشر قد قطعوا أشواطًا كبيرة ــ ولايزالون ــ في اكتشاف طاقات الأرض وكنوزها، إلا أن جهودهم لاكتشاف طاقات الخير في الإنسان لازالت متواضعة ، ومتواضعة جدًا .

أليس غريبًا أن تعطل تلك الطاقات وتطمس هذه المواهب وتهمل هذه المناجم؟

ولكم جنت البشرية جراء هذا القصور.

دع القلق وانطلق ابتسامة

هذه المشاهد المروعة التي تطالعنا في كل لحظة وكأن النفس البشرية لم تخلق إلا للشر والدمار والظلم والإذلال .

إنها أعظم الجنايات على الإطلاق أن يفسح المجال للشر ونوازعه ويغلق الميدان أمام الخبير وإلهاماته . 

إن خزائن الخير موجودة ومن شكر المنعم الواجد أن نكتشفها ونضفي على الحياة جمالاً بالاستمتاع بها.

ومن هذه الخزائن ، خزانة ” الابتسامة “، والابتسامة الصادقة هي أحد هذه المناجم الهائلة للسعادة، وهي تعبير عن سلامة القلب وصفائه، خاصة إذا شحنت بالمشاعر الدافئة .

ونظرة واحدة إلى وجه المبتسم وغير المبتسم تريك قيمة هذه الحركة الإنسانية التي تفرد بها هذا المخلوق العجيب.

وقد تندهش حين تجد أن كثيرًا من الناس خاصموا تلك الحركة، ولست أدري ما السبب وراء هذا السلوك الذي ألحق الضرر بالمحيطين بهم والقريبين منهم، ربما تجاهلاً لقيمتها أو جهلاً بمنافعها.

إن البخل بالمشاعر جر على الكثيرين ويلات وحسرات لم ينتبهوا لها إلا بعد فوات الأوان. 

إن كثيرًا من معاناة البشر ومآسيهم ترجع في المقام الأول إلى تجاهل مشاعر الآخرين، وعدم إتقان فن التعامل معهم، وعدم المبالاة بالجوانب الذوقية؛ إذ يظن البعض أن الناس شأنهم شأن المادة الصماء والصخور الصلدة ، أو حتى شأن الأجهزة التي يتم تشغيلها ” بالريموت كونترول “، وهذه نظرة خاطئة في تصور الحالة البشرية.

ومما يثير العجب أن هذه المناجم الشعورية والطاقات الذوقية يفعلها الوليد والرضيع برصيد الفطرة المودعة فيه، قبل أن تلوثه البيئات البعيدة عنها والمصادمة لها؛ فابتسامة الوليد لا يوجد أصفى منها، واحتفاؤه بأمه لا مثيل له، فإذا ما شب عن الطوق حلَّ التجهم و العقوق. 

دع القلق

بعض الناس يعزف عن مثل هذه الأمور وقارًا أو استكبارًا، و لا شك أنه وقار مزعوم و استكبار ممقوت. 

لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تبسمًا، وهو القائل: “وتبسمك في وجه أخيك صدقة “.

فهل رأيت تحفيزًا أكثر من هذا السلوك؟ أن تبتسم وتحصل الأجر العظيم من الله تعالى.

وكم قوت الابتسامة من صلات وأزالت من ضغائن وأحقاد، وفجرت مشاعر وطاقات وولدت سرورًا وبهجة وسعادة. 

وقد تعجب إذا قلت لك إن هذه الابتسامة غاية في الخطورة، فهي إن غابت عن البيت تهدم وتصدعت أركانه، وإن حضرت دام وتوطدت أعمدته.

إنها رسول الحب والوفاء بين الزوج وزوجه، والوليد وأمه، والإداري الناجح وموظفيه، وإنها لمفجرة لطاقات معطلة وقوى مهدورة ربما قتلها التجهم وعطل من آثارها العبوس. 

وليس أحد أولى بها من المؤمن الذي رضي بالله ربًّا فكيف لا يفرح؟

وبالإسلام دينًا فكيف لا يطمئن؟

وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً فكيف لا يسعد؟ 

عزيزي القارئ: ابتسامة لله.

بقلم أحمد عبد الباري

 

اقرأ أيضا

دع القلق وانطلق الأجر العاجل

مدرسة الحاج علي

دع القلق وانطلق.. وقل..

فضائيات صاعدة

مسابقة إذاعة القرآن الكريم الماء فى القرآن والسنة 2021

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال