تربية الابناء اجتماعيا
اليكم بعض النصائح لجعل الابناء اجتماعيين ضمن سلسلة مقالات تربية الابناء اجتماعيا..
أن يكون الطفل اجتماعياً فهذا يعني أنّه ناجح في حياته وقادر على تحمّل المسؤولية، ولكي يكون كذلك هناك عوامل كثيرة مكتسبة تساعده على تحقيق ما تريدين..
وحول هذا الموضوع تفيدنا أخصائية الإرشاد النفسي الدكتورة «لنا العمري».
• منذ الولادة وحتى عامه الأول:
يتعلم تفهم الآخرين عن طريق والده أو والدته، وكيف يعاملانه عندما يكون خائفاً أو غاضباً أو متوتراً.
وتتطور قدرته على تفهم مشاعر الآخرين وتعاطفه معهم وفقاً لثقته وعلاقته مع أهله، وكيفية استجابتهم بحب لحاجاته المختلفة.
• ما بين عاميه الأول والثاني:
يتكون لديه مخزون من المشاعر والأحاسيس القوية، ولكنه لا يعرف كيفية التعامل معها أو تعريفها.
ويمكن للأب أو الأم مساعدة الطفل على تحديد شعوره بالضبط، وإثبات أنّ كل ما نفعله مرتبط بتلك المشاعر والأحاسيس.
والتأكيد على أنّ هذه المشاعر موجودة داخلنا جميعاً.
• من ثلاث إلى خمس سنوات:
يجب تعليمه قيمة المشاركة عموماً، ثم مشاركة الآخرين شعورهم، وذلك على أقل تقدير بالتعاطف معهم، فمثلاً عندما يلعب طفلكِ مع أصدقائه يجب التأكيد على أهمية التزامه بدوره في اللعب.
وذلك بشرح مشاعر الباقين في حال عدم اللعب في أدوارهم، وشرح مدى سعادتهم في حال اللعب، وبالتالي يتعلم ألا يستبعد أحداً من المشاركة في أمر ممتع، حتى لو كانت النتيجة أن يقل نصيبه شخصياً.
• في عامه الرابع:
يبدأ في ربط عواطفه بمشاعر وأحاسيس الآخرين، فهو قبل هذه السن يؤمن بأنّ كل الناس يشعرون بنفس شعوره ويفكرون مثله. يمكنكِ أن تساعديه على تفهم مشاعر الآخرين وفهم ما يفكرون به؛ مثلاً عن طريق تنبيهه إلى تعبيرات وجوه مجموعة من الأشخاص أثناء عملية التسوق، مع التوضيح بطريقة بسيطة أنّ تصرفاته وأقواله لها تأثير على الآخرين مع سؤاله كيف سيكون شعوره إذا كان مكانهم.
• سنته الخامسة فما فوق:
يجب عليكِ أن تبدئي في التحدث معه بشكل منتظم عن مشاعره ومشاعر الآخرين. والمشكلة هنا أن يتوقع الطفل رد فعل محدد في بعض المواقف، ثم يفاجأ بفعل مختلف تماماً عما في ذهنه. وضحي له أنّ الأشخاص يختلفون في تعبيرهم عن مشاعرهم، وبالتالي تختلف أفعالهم. حاولي أن تضعيه في مواقف افتراضية مختلفة، على أن تسأليه مثلاً ماذا سيكون شعوره. ومع مرور الوقت يمكنكِ أن تشرحي له كيف يمكن لشخصين يمران بنفس المواقف، ولكن رد فعلهما يكون مختلفاً.
* يجب أن يكون الأهل أو الآباء قدوة لأطفالهم فيما يتعلق بمبالاتهم بالآخرين، وذلك بدءاً من إظهار القدرة على الاستماع للطفل والاهتمام بما يريد، وفهم مشاعره التي تدفعه للتصرف بشكل معين.
* مراعاة أنّه يراقب تصرفاتنا ليتعلم منها دون أن يشعر، فيجب التركيز على المواقف الاجتماعية التي تبلور فكرة المبالاة بالآخر، وعمل أي شيء لمساعدته دون مقابل، وذلك من خلال أبسط التصرفات مثل: فتح الباب للشخص الأكبر سناً، أو مساعدة المعوقين أو المحتاجين. وفي النهاية إذا قام الطفل بأي تصرف إيجابي فيجب شكره عليه؛ لتشجيعه على المداومة.