دع القلق وانطلق فضائيات صاعدة

دع القلق وانطلق فضائيات

دع القلق وانطلق فضائيات صاعدة

نتابع مقالات دع القلق وانطلق اليوم مع مقالة بعنوان: فضائيات صاعدة.

انطلقت في الآونة الأخيرة ولله الحمد قنوات فضائية تختص بتلاوة القرآن الكريم، وتقديم أصحاب الأصوات العذبة والندية من الأطفال والكبار. 

هذه القنوات تعد بمثابة الماء الطهور، الذي يغسل الأنفس والأرواح من أدران فضائيات أخرى لها رسالة أخرى، هي بلا شك بعيدة عن رسالة القرآن ونهجه بصورة أو بأخرى.

بيد أن الأمر يجب ألا يتوقف عند التلاوة الخاشعة مع ضرورتها ووجوبها، والأصوات الندية مع أهميتها.

بل لابد من هذه الخطوة المباركة نحو تأسيس إعلام صاعد وراقٍ من الانتقال إلى مرحلة “تدبر هذا القرآن” و “فهمه” و “تجلية مفاهيمه ومعانيه”.

بل لابد من وضع الخطط كي يتذوق هذا الجيل حلاوة القرآن وجماله، وكي تزول الحجب والقيود التي حالت دون هذا التذوق وذلك الاستشعار. 

دع القلق وانطلق فضائيات

إننا في حاجة إلى قنوات تنطلق لتفهم شعوبنا مقاصد هذا الكتاب العظيم وأنظمته وأهدافه بأساليب أخاذة تناسب مختلف المستويات الفكرية والعقلية.

وجميل أن تكون التلاوة مستمرة على مدار الأربع وعشرين ساعة، ولكن لابد كذلك من مساحات كبيرة للفهم والتفسير.

على أن يقوم بها متخصصون وعشاق للقرآن ورسالته في آن واحد، يجمعون بين الأصالة العلمية والشرعية، وبين الفهم للواقع المعاصر.

وهذه الخطوة كفيلة بأن تنقل المسلمين نقلة نوعية في تعاملهم مع كتاب الله تعالى، إذ سوف تضيف إلى فهمهم وقناعتهم بكون القرآن الكريم كتاب تعبد وتلاوة بعدًا آخر بأنه كتاب الحياة.

كذلك فإن إجراء لقاءات مع المسلمين الجدد في شتى بقاع الأرض، وإيصال انطباعاتهم عن هذا الكتاب المجيد إلى الجيل المعاصر، لجدير كذلك بغرس المزيد من الثقة في عظمة هذا الكتاب.

إننا نلاحظ أن القرآن الكريم لم ينزل جملة واحدة، هكذا ثلاثين جزءًا مرة واحدة، منذ أول يوم من أيام الوحي.

بل نزل القرآن الكريم منجمًا ومتفرقًا على مدار الثلاثة والعشرين عامًا، هي عمر البعثة المحمدية، كان يربي من خلالها الأحداث والوقائع.

إن القرآن الكريم كتاب تربية في المقام الأول والأخير، تربية للأفراد والأمم والمجتمعات، إنه يهدف إلى إقامة المجتمع الصالح الراشد والكيان الرباني القويم.

وكانت التلاوة وسيلة لفهمه وتطبيقه وإخراج تعاليمه إلى واقع الحياة.

لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعاملون معه على هذا الأساس، فيتلقون العشر آيات فلا يجاوزونها إلى سواها إلا إذا فهموها وعملوا بمقتضاها.

دع القلق

والقرآن يركز دائمًا على قضية “الاتباع” ، والاتباع عمل.

ولن ينتقل المسلم إلى هذه المرحلة “مرحلة الاتباع” إلا إذا مر بمراحل التدبر والفقه.

والتي يتعرف من خلالها إلى معلم المنهج ومحتواه، من أوامر ونواه وتذكير وترغيب وترهيب، وكل هذا في إطار من الإعجاز الفذ.

ولعل هذا يفسر ما روي عن عمر رضي الله عنه، من أنه حفظ البقرة على مدى ثلاث عشرة سنة.

وبداهة فإن عمر رضي الله عنه لم يكن لتعجز عبقريته عن حفظها في أيام، إن لم يكن ساعات..

لكنه رضي الله عنه ركز على قضية التطبيق العملي.

وهذه المرحلة تعد من أهم المراحل، وهي التي تحتاج إلى مجاهدة وحسن تعامل وصبر ودأب.

فالتلقي هنا كان للعمل، ولا يتعارض هذا مع دوام التلاوة وحسنها؛ فالتلاوة وسيلة، والعمل هدف، ورضا الله تعالى الغاية.

إن فهم القرآن الكريم وتذوقه لجدير بأن يخرج المسلم المعاصر:

من الكسل إلى الجد والاجتهاد.

ومن السلبية إلى الإيجابية.

ومن غياب الفعالية إلى مزيد من البذل والعطاء.

تحية إلى القنوات التي عطرت الأثير بأريج القرآن، وصعدت بأنواره إلى الآفاق.

ويبقى لها أن تأخذ بأيدينا إلى فهمه والعمل به.

بقلم أحمد عبد الباري
 

اقرأ أيضا

دع القلق وانطلق الأجر العاجل

مدرسة الحاج علي

دع القلق وانطلق.. وقل..

فضائيات صاعدة

مسابقة إذاعة القرآن الكريم الماء فى القرآن والسنة 2021

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال